الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث خاص مع الديمقراطية

سعد الغالبي

2010 / 2 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



ليس مهماً إن كانت الديقراطية مؤنثاً أم مذكر ، وإن كانت روعة جمالها اللفظي تتمثل في كونها تحمل صفة الأنثى ، وأظن وجود صفة الأنثى كمرافقة لها في اللفظ ، قد جاءت لنعومة النمط الذي تسلكه الديقراطية في التعامل لو إتفق أن تكون الديمقراطية كسلوك في الحياة .
لوكان هنالك حوار بين إثنين أو ثلائة ، و قد إستمر الحوار ، طولاً وعرضاً ، وبوجود راعياً لهذا الحوار ، وذلك الراعي هي الديمقراطية ، فإن ذلك الحديث يتجدد في كل لحظة ، مما يجعل كل أحد الإثنين أو الثلاثة اللذين إشتركوا في ذلك الحوار هو بمثابة المعلم للآخر، وتلك حقيقة قد نكتشفها دائماً من خلال حوارات الآخرين التي تجري في بلدان تصنف بالبلدان الديمقراطية .
تعلمت ان لتعميق الأسس الديمقراطية طريق كان طويل ، سارا فيه آخرون سنين طويلة وكانت متعبة جداً ، وبثمن باهض منهم قد أعطوه ، لذلك فهم بمثابة (أصحاب الإمتياز) إن جاز التعبير، وهم بهذا قد أوجدوا نظام قد إختبروه ، وقولي هذا هو إستهلال لأقول ، نحن اللذين في العراق ، هل يمكن أن نختصر الطريق الذي سارت فيه تلك الشعوب التي وصلت الى أقصى مراحل السلوك الديمقراطي ؟ وماهي المعطيات التي نمتلكها والتي تمكننا من هذا الإختصار ؟ .
تعلمت أيضاً أن الديمقرطية هي نظرية ، ومؤكد لسنا اللذين في العراق من وضع أركان هذه النظرية التي نحاول وبجهد تطبيقها الآن ، رغم إننا قد إمتلكنا في أرضنا علامات مضيئة من تلك النظرية ، وبدون أية ظنون ، وكان ذلك منذ زمن بعيد لوأردنا البحث في سيرة شخصيات في تاريخنا الإسلامي اللذين عاشوا وماتوا في العراق ، فإننا فسوف نتحسس تلك العلامات المضيئة ونجدها ، ولكن يبدوأن بعض حملة التاريخ قد أبعد تلك العلامات عن جانبي الطريق ، وإكتفى بنشر ما يدعو الى شرذمة البلاد والعباد .
تعلمت أيضاً أن الديمقراطية هي نمط واحد في كل مكان لا يختلف ، فليس بالمعقول أن يتم( تداول السلطة )في اليابان بطريقة تختلف عن التي تجرى في المانيا ، أو في أية دولة أوربية عن الأخرى ، لذلك فليس معيباً أن نأخذ اسلوب الديمقراصية المتبع في الدول المصنفة الأولى ديمقراطياً ، ليتم تطبيقه ، حتى ولو حرفياً ، لأن خلاف ذلك ، إي إنشاء نوع خاص من الديمقراطية يمارس بطريقة بعيدة عن التي تمارس في دول المنشأ ، يعد مهزلة يمارسها اللذين يرغبون بالضحك على الذقون ، بسبب كون الديقراطية هي الديمقراطية في كل مكان مع إختلاف الزمان .
يظن اللذين لا يفقهون معنى قيمة الإنسان الذي خلقه الله ليكون أولاً وأخيراً إنسان ،وأن كل شيء هو مسخر لخدمة الإنسان ، بما فيها تلك النظم الراقية التي تكونت عبر تفكير العقول ، حيث يرددوا أولئك كلاماً مفاده ، أن الديمقراطية في بعض أجزائها تعني إنحطاط القيم الأخلاقية في حياة الشعوب ، وتلك أكاذيب تشبه الأوهام قد إبتدعتها نكرات من مروجي الحكم الوراثي للشعوب ، فصدقوها هم أولاً ، قبل أن يصدقها بعض الآخرين بالترهيب الفكري الذي إستمر بتقادم الزمن الذي مرت به تلك الأكاذيب .
لذلك أظن نحن الآن في موسم جني ثمار الديمقراطية في جانب كبير من الأرض ، ولن يتعبنا شيء سوى جهد المشاهدة والتطبيق ، فبعد أن شخصنا اسباب الملل الذي أصابنا من كثرة المشاهد الدموية التي كانت تعرض على شاشة حياتنا اليومية ، وبعد ان فرغنا من الخوف المتأتي من بطش الوهم الذي كان جاثماً في أماكن من النفس، أصبح لزامأ علينا أن نسير دائماً في ضوء النهار ، لأننا نمتلك نهار طويل يمكن أن نشاهد الشمش فيه بكثرة ، وتلك هي أهم المعطيات التي نمتلكها لخوض مراسيم التعارف مع الديمقراطية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن مصمم على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسر


.. شبح الحرب يخيم على جبهة لبنان| #الظهيرة




.. ماهي وضعية النوم الخاصة بك؟| #الصباح


.. غارات إسرائيلية تستهدف كفركلا وميس الجبل جنوب لبنان| #الظهير




.. إسرائيل منعت أكثر من 225 ألف عامل فلسطيني من الوصول لأماكن ع