الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كان حلما

منذر محمد القيسى

2010 / 2 / 22
الادب والفن


حين استقل سيارته خارجا الى عمله. ادهشه ذلك التنظيم الجميل. والبراعة فى التعبير.لتلك الاعلانات المختلفة. الاحجام. والالوان. والموضوعات.والتى وضعت فى اماكن خصصت اساسا للاعلانات من قبل بلدية المدينة. وكلما توغل فى الشوارع. والطرقات الفرعية. المودية الى عمله فى مركز المدينة. كلما ازاد عدد الاعلانات . كان المرشحين لاى منصب. ادارى كان. او سياسى. يتبارون فيما بينهم للافصاح عن انفسهم. وبراعتهم. ونزاهتهم. فى المراكز التى كانوا يشغلوها سابقا . او حاليا. عامة كانت. ام خاصة .كما ان العديد منهم كان قد بدا فى تنظيم مهرجانات كبيرة للتحدث مباشرة مع مواطنيه .فهم يدركون اهمية ان يشاهدهم الناس.يتحدثون مباشرة عما ينون فعله فيما لو منحوا اصوات الناخبين وفازوا ..فالناس تود ان ترى من سيمثلهم. لا اشباح. تظهر. وتختفى بين حين واخر .ولا ان تنتخب مجرد صور شخصية لمرشحين لايعرفون عنهم سوى ما يسمعونه من وعود . او ان يشار اليهم ليضعو ا صوتهم على رقم مجرد رقم موضوع على لائحة المرشحين .كما ان اغلب المرشحين .
لايكتفون بالاعلانات الموضوعة فى تقاطعات الشوارع او الازقة الفرعية .وفى كثير من الاحيان يحاول المرشحون التاكيد على قدراتهم وجدارتهم لذلك المنصب الذى ترشحوا له من خلال التاكيد على تحصيلهم العلمى المرموق . وخبراتهم المتراكمة فى ادارة الشوون العامة. فى قطاعات صناعية. او زراعية. او اقتصادية. او غيرها من القطاعات .كما ان المرشحين عادة مايكونوا دقيقين فى توضيح برامجهم. اذ ان اى خلل فى ذلك. او تلاعب قد يعنى نهايتهم السياسية. والتى كانت فى العادة تنتهى بالاستقالة عند بروز خلل ما فى اى موقع يتراسونه .لقد ادرك الناخبون ومنذ زمن ليس بالقليل ان علاقتهم بالمرشحين هى بقدر مايقدمونه لهم من خدمات فى شتى القطاعات .وتطوير واقعهم او ان تضيف لهم شيئا جديد .ولم يكن يهمهم شكل. او دين, او عرق.او قومية من ينتخبونهم. لانهم تعودوا منذ زمن بعيد ان ذلك لايعنى الشى الكثير. وهو امر شخصى يخص المرشح نفسه .كما ان الناس لديها تصور واضح عن هولاء المرشحون .تاريخهم .وماذا حققوا فى انتخابات سابقة .وما الذى سيحققونه اذا ما انتخبوا لفترة قادمة .
وحين وصل الى مكان عمله .لم يلاحظ ان احد من زملائه يتحدث عن موضوع الانتخابات .ولكن حين تجاوزت الساعة الواحدة ظهر .كان زحام العمل لديهم قد قل . فراح العاملين معه يتبادلون اطراف الحديث عن المرشحين . ولماذ يفضلون احدهم على الاخر .قال احدهم
_ان المرشح (......) وحسب ما يطرحه فى برنامجه يمكن ان يحسن الوضح الخدمى والاقتصادى والصحى ..اكثر واكثر ثم تابع كلامه قائلا
_ اعنى التطوير والتحديث والاضافة وليس ابقاء الامور كما هى عليه الان دون تغيير
اجابه اخر
_ان المرشح (.....) افضل لانه يريد رفع اجور العاملين فى مختلف القطاعات فيتحسن بذلك دخل الفرد العادى وتدور عجلة الاقتصاد بصورة جيدة وهذا ينعكس بشكل خدمات بلدية وصحية وغيرها
و قال ثالث
_ بالناسبة الا تلاحظون ان (.....) , (.....) و(.....) وغيرهم لم يتقدموا الى الترشيح لهذه الانتخابات
رد عليه رجل زميل له كان يجلس فى طرف المكتب
_ومن ينتخب هولاء ..انهم يعرفون ان امر فوزهم مستحيل ..ولا اظن ان الناس مغفلين الى هذا الحد حتى ينتخبوهم مرة اخرى .فهم لم يحققوا اى شى مما وعدوا به ناخبيهم .انا شخصيا لم انتخبهم فى الدورة السابقة. فليس بالعوطف والكلمات الرنانة ومقالات التخدير المعسولة يحيا الناس ياصديقى
سرح بفكره الى عدد من السنوات البعيدة التى مرت على بلاد مابين النهرين .حيث كان الناس تنتخب المرشح لانه من طائفتها. او عرقها. او من دينها. وليس على اساس معرفة شخصية المرشح ومكانته العلمية وماذا سيقدم لهم اذا ماتم انتخابه .وكيف ان كل طائفة فى بلاد مابين النهرين كانت تعتقد انها هى الافضل والاقدر على ادارة دفه البلاد والعباد
انه يشعر الان بالفخر والاعتزاز اذ ان الناس فى بلاد مابين النهرين قد تجاوزوا كل ذلك . وصاروا ينظرون الى المرشحين على انهم مواطنين. يرغبون فى تقديم خدمة لهم. من خلال توليهم منصب ادارى او سياسى .وان من يحدد صلاحيتهم لذلك المنصب هو برامجهم المعلنة .ومدى قدرتهم على تحقيق هذه الوعود والبرامج الانتخابية ,ولم يعد لطائفة المرشح. او دينه. او انتماءه القومى. اى تاثير على اختيارهم .ولانهم يعيشون فى وضع اقتصادى جيد. فلم يعد بالامكان ابتزازهم. او شراء اصواتهم.بسسب الفقر والعوز والحاجة. باى طريقة كانت .وما صار يعنيهم اليوم هوالاختيار الدقيق لهذا المرشح اوذاك .واسعده ان يرى الناس فى بلاد مابين النهرين قد فهمت اخيرا "ان الديمقراطية هى ليست حكم الاغلبية الفائزة باكبر عدد من الاصوات عدديا (وليس اغلبية عرقية او طائفية او دينية ) فقط بقدر ماهىايضا حماية للاقليات .وان الديقراطية ليست سياسية فقط وانما هى ايضا ديمقرطية اقتصادية. واجتماعية. حيث كل الناس متكافئة فى الفرص وان ذلك كان عاملا حاسما فى انصهار ابناء بلاد مابين النهرين فى وطن عظيم مثل وطنهم.
كانت نهاية يوم عمله قد اوشكت .وسمع من ينبهه الى ذلك .حمل اوراقه من على منضدته وقبل ان يغلق باب مكتبه تجول ببصره فى رواق المبنى وضحك فى سره. اذا لم يعد لاحد الحق ان يعلق صورة من يشاء من طائفته. او مذهبه. او عرقه .او قوميته .على جدران الابنية والدوائر الحكومية .فهذه الصور يستطيع ان يعلقها من يود ذلك فى بيته ان رغب. اما الاماكن العامة. فليس مسموح له ان يتصرف بها كما يشاء. ,اذ ان من قد تضع صورته اليوم قد لاتجده غدا فى منصبه .سار خطوات ثم قال فى سره
كم كان غامضا لدى الناس فيما مضى
مفهوم الديمقراطية هذا
وماهى الا لحظات حتى وجد نفسه غارقا فى زحام الناس فى الشارع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذكرى وفاة الشاعر أمل دنقل.. محطات فى حياة -أمير شعراء الرفض-


.. محمد محمود: فيلم «بنقدر ظروفك» له رسالة للمجتمع.. وأحمد الفي




.. الممثلة كايت بلانشيت تظهر بفستان يحمل ألوان العلم الفلسطيني


.. فريق الرئيس الأميركي السابق الانتخابي يعلن مقاضاة صناع فيلم




.. الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت تظهر بفستان يتزين بألوان الع