الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتهاء ثقافة الخاكي

حسين علي الحمداني

2010 / 2 / 22
الادب والفن


نستخدم دائما مصطلح الأزمة وسمعنا عن الأزمة المالية التي عصفت بدول العالم وقبلها سمعنا بأزمات عديدة نقلتها لنا وكالات الأنباء والصحف والفضائيات التي نشاهدها يوميا , وما لم نناقشه ونعطيه الأهمية الحقيقية والمطلوبة هي أزمة الثقافة وما هي أسبابها وسبل معالجتها , و نحن لا نريد أن نعالج أزمة الثقافة والمثقفين في عموم البلد بقدر ما نريد أن نعالج أزمتنا في حدود محيطنا في محافظة ديالى وأقصيتها ونواحيها وقراها المترامية الأطراف , فلا زالت الكثير من الأفكار القديمة البالية مترسخة في أذهان البعض الذي يتصور وجود أكثر من صالون أدبي في قضاء معين هو تشتيت للأدباء والمثقفين والعكس هو الصحيح فوجود أكثر من صالون ومنتدى أدبي يعني فيما يعنيه وجود أكثر من مدرسة فكرية في هذه المدينة أو تلك وبالتالي نحتاج إلى أكثر من صالون أو منتدى , هذه الثقافة أي ثقافة تعدد المنابع تحتاج إلى أرض خصبة تنمو فيها وأن لا يتم إصدار أحكام مسبقة بموتها قبل أن تزرع , سقت هذه المقدمة بعد أن تخوف البعض من مثقفي مدينتي من إمكانية وجود منتدى آخر للمثقفين والفنانين والأدباء والمبدعين ومنبع تخوفهم ناجم من حرصهم على وحدة كلمة المثقفين والأدباء في مدينتنا , وأنا أقول هذا التخوف لا مبرر له طالما أن هذا سيرفد نهر الثقافة بالمزيد من الطاقات التي ربما لا تجد مكانا لها في هذا الصالون أو ذاك فتأسس صالونا ثالثا ورابعا فلا تخوف ولا تعجب , ولمن يتابع البناء الاجتماعي لأية مدينة في العراق بعد عام 2003 سيجد إن لا أحد يستطيع استيعاب الجميع لأن ( الجميع ) متنوع الأفكار والمدارس الفكرية وحتى الأيدلوجيات السياسية وبالتالي إذا كان المثقف يتخوف من التنوع والتعدد الفكري فكيف يؤمن بالديمقراطية كخيار للحياة ؟؟ باعتقادي الشخصي بأن أزمة الثقافة والمثقفين تكمن في عدم إيمان البعض من المتسلطين بهذا التنوع في محاولة منهم لفرض أرائهم ومصادرة آراء الآخرين أو تهميشها ونجد هذا يمارس في قمة الهرم الثقافي في البلد ونسمع دائما بحل نقابات وجمعيات ذات وزن لأنها لم تستطع تمثيل الجميع واستيعاب الجميع لأنها لا زالت تستخدم ذات الآليات التي كانت تستخدم في حقبة ماضية عندما كانت المدارس الفكرية والثقافية ترتدي اللون الكاكي فقط . اليوم جاءت الألوان الأخرى تمتزج مع بعضها البعض قد تتجانس وقد تختلف ولكن اختلافها بحد ذاته تجانس لأنه اختلاف بعيد عن العنف و ( نظرية المؤامرة ) طالما إن الهدف هو مزيدا من الإبداع لا الحصول على كرسي أو مال , والمثقف حتى في داخله يتصارع مع أفكاره يرفض بعضها ويقبل البعض الآخر وما نريده من مثقفي مدينتنا أن يجلسوا مع أنفسهم برهة ويفسحوا المجال لأفكارهم ذات اللون الرمادي المشوش أن تخرج غير مأسوف عليها كي تبقى الأفكار الناصعة التي لا تلبدها الغيوم الرمادية فتعكر صفوها وأن يؤمنوا بان الآخر قد تكون لديه أفكار تتقاطع معي ولا بأس بهذا فيا ليت كل منا يجد من يتقاطع معه فكريا لنخرج بأفكار جديدة تديم الحياة في مدننا التي تترنح من تلوننا المؤدلج , فنجد أن كل ما لدينا هو مساهمات فردية متميزة هنا وهناك بحكم زمنها وحالتها وليس بحكم تقنياتها، ولكن لا توجد ((مدارس فكرية)) متجددة الروافد، راسخة الأقدام فجميع أدبائنا ومثقفينا يأتون لمدنهم قادمين من علو شاهق يصعب علينا رؤيتهم .أو حتى السلام عليهم فهم ينظرون إلينا من قمة عالية تسبقها تضاريس الحروف الهجائية التي الصقوها أمام مسمياتهم وحين يتحدثون الينا يلغون حتى شخصياتنا وإنتاجنا لا لشيء إلا لأنهم يجيدون التلون ويجيدون حفظ أسماء المفكرين في دول العالم ولكنهم لا يحفظون أسماء محلات مدنهم وأزقتها وهو يعود إلى السلوك الإقطاعي لبعض كبار المثقفين ، حيث تحدث عملية ((تأليه)) لأئمة الفكر، يقابلها عملية ضعف التأهيل الفكري للبراعم الجديدة، فيريدونهم أن يتحولوا إلى نفر من المريدين يدورون في فلك النجم الأكبر ولا تكتمل الدائرة أبداً! إذن نحن لا نعيش أزمة ثقافة ولا أزمة مثقفين بل نعيش أزمة تضاريس الحروف الهجائية التي يختبأ ورائها البعض .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أيمن عبد السلام ضيف صباح العربية


.. موسيقى ورقص داخل حرم المسجد في عقد قران ابنة مفيدة شيحة يثير




.. على طريقته الخاصة.. الفنان الفرنسي -زاربو- يحكي قصصا عن لبنا


.. الموسيقي التونسي سليم عبيدة: -قضايا انسانية ،فكرة مشروعي الج




.. الفنان بانكسي يفاجىء جمهور فرقة موسيقية بإلقاء قارب مطاطي عل