الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعاية انتخابية

عدنان شيرخان

2010 / 2 / 23
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


ينقسم الناخبون بشكل عام الى فريقين، الاول محسوم الولاء وقد قرر سلفا لمن يعطي صوته سواء لقائمة محددة في نظام القائمة المغلقة او لمرشح بعينه في نظام القائمة المفتوحة، وهؤلاء يكونون خارج تاثير الدعاية الانتخابية المضادة لتوجهاتهم، اكثرهم مؤدلج، بل ربما تزيد الدعاية اصرارهم على اختيارهم الوحيد الذي قرروه.
اما الفريق الثاني فهم الناخبون الذين لم يقرروا (بعد) لمن يعطون اصواتهم، واغلبهم من المستقلين، وهؤلاء هم الاغلبية، والتي تركز عليهم الدعاية الانتخابية بشدة وتشتغل عليهم، لاستمالتهم وكسب اصواتهم.
والعملية وان بدت سهلة بسيطة، ولكنها في جوهرها معقدة. تشير دراسات رصينة الى ان الناخب المستقل او المتردد يقرر موقفه الانتخابي انطلاقا من جملة عناصر معقدة ومتداخلة، بعضها يتعلق بقواعد وتقاليد اجتماعية، واخرى نفسية تؤثر في سلوكه حتى اللحظات الاخيرة قبل مواجهة صندوق الانتخابات.
وغالبا ما تتناغم الدعاية الانتخابية مع العقلية السائدة للناخبين، ولها علاقة وطيدة بالبيئة الانتخابية، والاجواء التي تقام الانتخابات في ظلها، ولعل المتتبع للدعاية الانتخابية الحالية يجدها اكثر مباشرة واقل حدة في خطابها من تلك التي رافقت انتخابات العام 2005، واختفت التوصيفات الخارقة للانتخابات، وبقيت عبارات هادئة تشير الى اهمية الانتخابات والمشاركة فيها، يحدث هذا لان انتخابات العام 2005 جرت وسط اجواء امنية بالغة الخطورة وتهديدات ارهابية تتوعد حياة المشاركين فيها، لقد تغيرت امور العراق كثيرا ونحو الاحسن بدون شك، وسيؤدي تكرار الانتخابات والمشارك فيها الى نتائج ايجابية تزيد من خبرة وكفاءة الناخبين.
الامر المزعج الوحيد الذي يقلق، هو بعض الاصوات المنادية بمقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة فيها، وهذه حتى وان تولدت من قناعة ان التصويت حق مدني يمكن الاتيان به او العزوف عنه، فهو غير مقبول، لان المشاركة واختيار الافضل والاحرص هي احسن من الموقف السلبي الذي لا يفيد الوطن.
كدأبه في كل انتخابات وجه سماحة السيد علي السيستاني نهاية الاسبوع الماضي رسالة قيمة للمواطنين يحثهم على المشاركة فيها، يقول البيان الصادر عن مكتبه ( ضرورة أن يشارك فيها جميع المواطنين من الرجال والنساء الحريصين على مستقبل هذا البلد وبنائه وفق أسس العدالة والمساواة بين جميع أبنائه في الحقوق والواجبات مؤكدا على أن العزوف عن المشاركة - لأي سبب كان - سيمنح الفرصة للآخرين في تحقيق مآربهم غير المشروعة ولات حين مندم).
ويدعو السيد السيستاني الى اختيار افضل القوائم واحرصها على مصالح العراق : ( إن المرجعية الدينية العليا في الوقت الذي تؤكد على عدم تبنيها لأي جهة مشاركة في الإنتخابات فأنها تشدد على ضرورة أن يختار الناخب من القوائم المشاركة ما هي أفضلها وأحرصها على مصالح العراق في حاضره ومستقبله وأقدرها على تحقيق ما يطمح إليه شعبه الكريم من الإستقرار والتقدم , ويختار أيضا من المرشحين في القائمة من يتصف بالكفائة والأمانة والإلتزام بثوابت الشعب العراق وقيمه الأصلية) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما مدى أهمية تأثير أصوات أصحاب البشرة السمراء في نتائج الانت


.. سعيد زياد: إسرائيل خلقت نمطا جديدا في علم الحروب والمجازر وا




.. ماذا لو تعادلت الأصوات في المجمع الانتخابي بين دونالد ترمب و


.. الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعترض 3 مسيّرات في سماء إيلات جن




.. فوضى عارمة وسيارات مكدسة بعد فيضانات كارثية في منطقة فالنسيا