الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(المثقفون و الانتخابات).. ندوة لرابطة(إبداع) الثقافية في البصرة

جاسم العايف

2010 / 2 / 23
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


*الكاتب/ قاسم حنون/ مرشح قائمة اتحاد الشعب: بعد الغزو الأمريكي وفي بداية إعادة تشكل الدولة العراقية تم شخصنة مؤسساتها من قبل القوى المتنفذة دينياً سياسياً ، ونحن نعتمد على وعي الناخب الاجتماعي.
*المحامي /طارق بريسم/مرشح الحزب الوطني الديمقراطي: مساهمة المثقفين في المشهد الحالي سيقود إلى آفاق اشمل للعملية السياسية الحالية والتي تواجه معوقات خارجية وداخلية.
أقامت رابطة (إبداع) الثقافية في البصرة، ندوة في مقهى الأدباء عن(المثقفين والانتخابات) وأدارها الناقد خالد خضير الصالي وشارك فيها الكاتب قاسم حنون/ مرشح قائمة اتحاد الشعب في البصرة ، والمحامي طارق بريسم/ مرشح الائتلاف الوطني العراق عن الحزب الوطني الديمقراطي. بدأ الصالحي حديثه حول أهمية دور المثقف في هذه المرحلة الحساسة في حياة العراقيين وهم مقبلون على الانتخابات النيابية ، التي سترسم شكل الطابع العام للدولة العراقية ، وعن دور الثقافة و المثقفين في ذلك قال مقدم الجلسة:" إذا كان د. فيصل درّاج يعيد بداية نشأة دور المثقف المصلح الاجتماعي إلى القرن الثامن عشر وخلال الثورة الفرنسية"؛ فإننا نعتبرها تعود إلى أزمان غائرة في القدم قد تعود إلى الساحر فالكاهن فالشاعر وانتهاءً بـ(الملا) الذي مثّل صوت العشيرة والقرية، ومن ثم انتهى إلى المتعلم وأحيانا الحزبي ؛أما د. سعيد بنكراد فأنه يرى وجوب "الحديث عن كل الذين لا يمكن إدراجهم ضمن المثقفين" وانتهى إلى انه لم يتبق بعد احد يمكن أن يكون مثقفا من خلال (مهنته) أو (معرفته) أو(أدوات عمله) ولا يمكن أن يكون كذلك أيضا من خلال انتمائه الاجتماعي أو السياسي أو الطبقي. ذلك لأن الوضع المميز للمثقف داخل المجتمع لا يفترض وجود (حقيقة) خاصة بالمثقفين لا يعرفها غيرهم. وقال الصالحي يذهب "د. بنكراد" إلى إن : ما يميز بين "الولاء والحقيقة "في إن بين الولاء والحقيقة بون شاسع، فكما يقول فوكو :"الولاء مقولة أخلاقية، أما الحقيقة فمقولة نظرية"؛ ففي الولاء، للقبيلة أو الدولة أو الحزب أو أي انتماء يقوم على تصنيف من نوع (هؤلاء) و(نحن)؛ يندثر الفرد ويذوب لصالح المجموع؛ والولاء عالم أعمى، قائم على فكرة النصرة المبدئية التي لا مرجعية لها سوى الانتماء إلى القبيلة أو العرق أو الحزب، أما الحقيقة فتُبنى استنادا إلى شيء آخر، فمادتها الوجود الإنساني بامتداداته في الفعل والمخيال والأحلام التي لا تنتهي. وأضاف خضير: بسبب هيمنة السياسي والديني على كل شيء في حياتنا الراهنة ، تغيرت أسئلة المثقف عندما تَبنى أجوبة السياسي، وسَلم بسلطة الفقيه على المجتمع، لقد تخلى المثقف عن وظيفته النقدية وانساق وراء شعارات "الأقلية " و"الأغلبية " و" الظرفية" وكل ما يمكن أن تحيل عليه الاستقطابات، وما حدث في العراق في زمن الحكم البعثي المنهار،من خراب البنية الاقتصادية والاجتماعية وتضاؤل دور الطبقة الوسطى ، أحدث فجوة ضخمة بين المثقف ومتلقيه، وصار المثقف دون متلقٍ الآن، وبذلك صار المثقفون كتّابا ومتلقين لبعضهم بعضا، ولاستجلاء دور المثقف في الانتخابات النيابية القادمة عقدنا هذه الحوارية. وتحدث الكاتب قاسم حنون موضحا بأن مثل هذه الندوات تعبر عن تعددية في المشهد الثقافي البصري تحديداً لغرض إثراء الواقع ، وهذا من سمات جدل الثقافة الحرة ،خاصة حينما تساهم بالمتغيرات الاجتماعية الجارية في الساحة العراقية حالياً ومنها مسألة(المثقفون والانتخابات). وذكر الكاتب قاسم حنون: من المعروف تاريخيا إن المثقفين في أوربا وبلادنا العربية منذ القدم هم حملة مشاعل التغيير والتجديد، على رغم تعرض بعضهم لتعسف الحكام، وفي تاريخنا العربي القديم والحديث شواهد عدة، وان جدل الثقافة والسياسة قائم وسيظل هكذا، وثمة ربط قسري للمثقف بالاديدلوجية السياسة من قبل الأنظمة القمعية خاصة في العراق ، وتعرض المثقف بعد التغيير للإهمال والتهميش والقتل والمطاردة والتهديد. وتم تهديم البنى الثقافية ، لا بل احتلالها من قبل أحزاب وجماعات عدة، ولاحظنا إن النخب السياسية العراقية التي قادتها رياح التغيير الأمريكي العاصف للنظام القمعي نحو سلطة القرار والتشريع تنظر بازدراء للمثقف ودوره الاجتماعي، وتسعى بكل الطرق لاحتوائه في المشهد الحالي لتحقيق أجنداتها السياسية، وبعد الغزو وفي بداية إعادة تشكل الدولة العراقية تم شخصنة مؤسسات الدولة عبر المحاصصة واحتكار كل شيء من قبل القوى المتنفذة سياسياً ودينياً، وكذلك بات العراق ومشهده اليومي مادة دسمة للفضائيات التي حاولت تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي و ثمة دفاع متواصل من قبل بعض المثقفين العرب عن النظام السابق. وأضاف: في الداخل أيضا ثمة صراع يقوده الإرهاب بكل أشكاله ، وآخر على منازعة العقل والعقلانية وعدم تجذرهما في المجتمع العراقي مع إن المجتمع العراقي معروف بذلك تاريخياً، وتقود الصراع قوى دينية ضاغطة وأخرى سياسية متنفذة سلطويا وتستغل الدين و المذهب لصالحها، و تسعى لاحتكارهما وتكريس واقع اجتماعي متخلف، والاستفادة منه سياسياً، ومن الضروري أن لا يقف المثقف العراقي منتظراً تجلي المشهد الحاضر، بل عليه أن يكون في صميمه دفاعاً عن الدولة المدنية القادمة،وقيمها المعنية بالمواطنة والعدالة والمساواة دون تمييز. وقدم المحامي طارق بريسم عرضا تاريخيا عن تشكل البرلمانات في العالم والفصل بين السلطات . وتطرق إلى كيفية تشكل البرلمانات في العراق وذكر إن ثمة برلمان اتحادي نص عليه الدستور العراقي الحالي ، ولم يُعمل به لأسباب سياسية ومصلحيه، وان بناء دولة ما بعد سقوط النظام الدكتاتوري جرى على أسس طائفية كادت تمزق العراق وتشرذم شعبه ، والمطلوب هو التعددية السياسية. وأكد بريسم : ونحن نواجه مرحلة التحول الديمقراطي فأن ثمة التباسات وصراعات عدة في ذلك ولا نملك تراثا ديمقراطيا يُعتد به، ويُنظم ذلك الصراع ، وهو صراع على المصالح الاجتماعية ، وثمة تدني في الوعي الاجتماعي إلى مستوى مريع. وذكر بريسم :إن مساهمة المثقفين في المشهد الحالي والحراك القائم دون تمنع واستنكاف سيقود إلى آفاق اشمل للعملية السياسية الجارية حالياً، والتي تواجه معوقات داخلية و خارجية، والأمل في أن يكون اختيار الناخب على أساس البرنامج الانتخابي الاجتماعي ،وليس على أسس ثبتَ إنها عقيمة، ومنها الطائفية والعرقية والمناطقية . وأضاف بريسم أنه: من الضروري أن يترافق ذلك الاختيار مع معرفة السيرة الناصعة للمُنتَخب بالترافق مع الكفاءة لأنه سيصبح مُشرعاً قانونياً لحياة العراقيين لأربع سنوات قادمة، ودولتهم التي نتأملها مدنية متحضرة. وساهم عدد من الحاضرين في التعقيبات التي انحصرت حول دور المثقف العراقي في الانتخابات النيابية القادمة وضرورة فعاليته في ذلك ،منهم الباحث محمد عطوان والكاتب سعيد المظفر والشاعر جبار الوئلي والناقد حاتم العقيلي و الكاتب جاسم العايف وبعض الحاضرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر