الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


41عاما من النضال .. الجبهة الديمقراطية إلى الأمام

زهير عابد

2010 / 2 / 23
القضية الفلسطينية


غزة - فلسطين
كل سنة وفي مثل هذه الأيام، تأتي ذكرى انطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي خطت العام الواحد والأربعون من مشوار نضالها، هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا جميعاً، وقلوب كل الأحرار والثوار في العالم الذين يؤمنون بالفكر الديمقراطي، والذين رفعوا البندقية ورسموا على خريطة النضال معنى الديمقراطية وحرية الإنسان، بدماء زكية طاهرة نزفت من جروح وقلوب المناضلين من أبنائها، هذه الذكرى الغالية على قلوب رجال يؤمنون بحق العودة والمقاومة وصنعوا لتاريخنا معنى من النضال من أجل الحرية وعودة الأرض المسلوبة، فصارت محط أنظار الكثير من المناضلين في العالم و أحزاب التحرر الساعين إلى تحرر وانعتاق شعوبهم من الظلم والاستعمار.
لقد جاءت انطلاقة الجبهة الديمقراطية تعبيراً حقيقياً عن حجم المعاناة والألم الذي كان يعانيه شعبنا الفلسطيني، وجاءت لتعبر عن طموحات شعبنا الأبي المناضل، الذي أنهكته الوصاية والتبعية للرجعية العربية. فانطلقت الجبهة الديمقراطية من رحم المعاناة، برصاصة وبندقية ودم شهيد، وقبض مقاتلوها على الجمر والنار، ومعهم كل الأحرار في هذا العالم الظالم الذي لا يعترف إلا بلغة القوة، فمنذ انطلاق الجبهة أدركت أن الكفاح المسلح وسيلة حتمية لمقارعة الاحتلال.
ولم يكن الكفاح المسلح بالنسبة للجبهة مجرد شعار أو خطاب على المنابر بل كان تطبيقاً على ارض الواقع، بالعمليات البطولية والتضحيات من الشهداء والأسرى في معتقلات العدو الصهيوني الغاشم على أرضنا، لرسم درب العزة والكرامة وليعلن عن ميلاد فجر جديد إدراكا منها بأن هذه الأرض لا يمكن لها أن تتحرر إلا بالبنادق المصوبة لصدر الغاصب المحتل.
أننا في هذه الذكرى السنوية العزيزة نستحضر ذكرى قافلة طويلة من الشهداء لنستلهم من معاني استشهادهم ونعتبر أن أفضل أسلوب للوفاء لعهدهم، هو المسير على دربهم ، وصولاً لتحقيق النصر والحرية والاستقلال فالجبهة لم تتخل يوماً عن مشروعها المقاوم، ولم تتراجع عن أداء الواجب الوطني.
إن دور الجبهة الديمقراطية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية والحفاظ عليها على الرغم من الملاحظات والتحفظات على أداء مؤسساتها باعتبارها إطاراً وطنيا لإبراز الشخصية الوطنية الفلسطينية، وتجسيداً كيانياً لوحدة الشعب الفلسطيني على الرغم من توزعه الاجتماعي الطبقي والجغرافي، دور بارز يمثل عن تطلعات شعبنا وقواه المناضلة نحو الحرية والاستقلال والعودة انطلاقا من الفهم الكامل لطبيعة المعادلة السياسية العربية والدولية.
وانطلاقا من هذا الفهم جاء تقديم البرنامج المرحلي من قبل الجبهة صيف 1973 تعبيراً عن فهم دقيق لواقع الشعب الفلسطيني ومصالحه، هذا البرنامج الذي هو عبارة عن توأمه لا تنفصم بين مصالح المواطنين كتعبير عن كل التجمعات الفلسطينية العودة باعتبارها تكثيفاً لمصالح اللاجئين، ودحر الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة كتعبير عن مصالح المواطنين في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، إضافة إلى الحفاظ على الشخصية الوطنية ومحاربة كل أشكال التهويد والتمييز للشعب الفلسطيني في "مناطق 1948"، جاء ليعمّق وحدة الشعب وليعزز المحتوى الديمقراطي والتمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد.
ولم تكن الجبهة الديمقراطية يوماً عائقاً في وجه الوحدة والتلاحم، فقد ضرب الأمين العام نايف حواتمه المثل الأعلى في الدعوة إلى تمتين الجبهة الداخلية ورص الصفوف في مواجهة العدو، وطالما نادت الجبهة الديمقراطية بالوحدة والتلاحم ورص الصفوف ودعم المقاومة المبنية على أسس وطنية، لا وفق أهواء ونزوات حزبية، ولطالما كانت صمام أمان لهذا الشعب ووحدته الوطنية ، لعل دعوتها اليوم تجد لها صدى عند من يعقل من أبناء شعبنا.
وفى ظل حالة الانقسام السياسي والاجتماعي التي يعيشها أبناء شعبنا الفلسطيني في شطري الوطن فإننا نجدد الدعوة للجميع إلى رص الصفوف والعودة للحوار الوطني الشامل الخيار الأساسي والأوحد للحد من حالة التشرذم وكل الانعكاسات السلبية لاستمرار الانقسام وفى هذا السياق نعتقد أن الوصول إلى المصالحة الوطنية الشاملة وليس المحاصصة الثنائية الانقسامية يبدأ بالتوقيع على الورقة المصرية، وهو ما يتطلب إعلاء المصلحة الوطنية على أي مكاسب شخصية أو حزبية أو فئوية، وبالمصالحة يمكن مواجهة الهجمة الشرسة على مدينة القدس والوقوف في وجه التحديات التي تفرضها الغطرسة الإسرائيلية.
والمطلوب إرساء مبدأ التداول السلمي للسلطة في فلسطين من خلال الاحتكام إلى الشعب عبر صناديق الانتخاب في ظل أجواء من التعددية السياسية، مما يساهم في إرساء قواعد العلاقات الوطنية على أسس ديمقراطية. .
وكلنا على يقين أن درب الوحدة ليس صعباً بل الوصول اليه أقصر مما يتصور البعض إذا صدقت النوايا، ووجد العزم والقوة في التنفيذ بعيدا عن الأطماع السلطوية عند البعض، والخروج بموقف فلسطيني مشرف يعزز النضال ويقوي المواجهة والتصدي للعدو الصهيوني. وفي هذه الذكرى العطرة لا يسعنا إلا أن نجدد العهد والبيعة مع شهدائنا الأبطال ، الذين قدموا أرواحهم رخيصة قرابين على مذبح الحرية، وإلى أسرانا البواسل القابعين في زنازين الاحتلال أصحاب القلوب الطاهرة الذين أفنوا سني حياتهم خلف القضبان ، ألف تحية وتحية، فعهدنا بكم هو عهد الشرفاء الأوفياء للوطن والقضية، فنحن لن ننساكم وبإذن الله سيأتي اليوم الذي تنعمون به بالحرية.
فالتحية لشعبنا الفلسطيني المناضل .. والتحية لمناضلي الجبهة الديمقراطية.. والتحية لأسرانا ولأرواح شهدائنا الذين ضحوا من أجل الحرية وتحقيق الانتصار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا