الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيبقى العراق بخير يا زهراء363

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 2 / 23
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


لا أدري هل هو شعوري وحدي أم هو شعور الجميع فكثيرا ما تصلنا رسائل حاوية لشتائم من العيار الثقيل قد يصل بعضها الى العظم وينفذ الى الجانب الآخر بما تحوي من كلمات سباب لا وجود لها في قواميس العالم ونعوت تتضمن كلمات نابية تمزق الذوق ولا تخدشه فقط فيما تأتي رسائل أخرى فيها من العرفان الشيء الكثير وعندما نوازن بين هذا وذاك ربما تتفاوت النسبة بين مادح وذام ولكن بعض الرسائل تجعلني الجأ في أحيان كثيرة الى رميها في سلة المهملات لما تثير من غيض فيما أرد على الرسائل التي لها هدف نبيل .
وقبل أيام وردتني رسالة من أخت فاضلة أفرحتني وآلمتني في آن واحد فقد رثت لحالي عندما وصفت في تعليق حالنا في الزمن الصعب وكيف لجأ أكثرنا الى بيع مدخراته ليوفر لعائلته الطعام وكيف أكلنا الطحين الأسود الممزوج بالجرذان وفضلات الحيوانات وما عانيناه من شظف العيش ومرارة العوز والحرمان الذي ليس له مثيل،وأفرحتني أكثر عندما علمت من خلالها أن العراق لا زال بخير فإذا كان أبنائه بهذا المستوى من التفكير فلن تستطيع القوى الظلامية سلب هويته الوطنية أو طمس توجهاته الفكرية ،وإذا تمكنت من خلط الأوراق يوما واستمالت لجانبها الأكثرية المخدوعة ببهرجة الدين،فلن تتمكن من مواصلة الضحك على الذقون بعد أن بان زيفها وظهرت حقيقتها ،وكشفت عن وجهها القبيح الهادف لبناء دولة الفرهود ،فالعراقي يعي حقيقة هذه القوى وممارساتها التي غسلت وجه الدكتاتورية القبيح،وبانت دمامتها القاتلة لكل عين،فالجماهير لها عقيدتها الدينية الراسخة التي لا تزلزلها طوارق الحدثان ،ولها طموحاتها في العيش الحر والحياة الكريمة ،ولا يمكن أن تتنازل عن أي منهما لأن الدين لله والوطن للجميع وليس التدين صفة ظاهرة من خلال اللحى أو المحابس أو المسبحات وإنما هو عمل ينفع الناس في دنياهم ،ولم يكن الحكم الديني في يوم ما مثال للحكم الصالح فقد أستغل الدين أبشع استغلال من قبل سدنته وكان سدنة الأوثان يأخذون الحلي لنسائهم،ويسخرون الأموال لأغراضهم،فيما دأب رجال الدين في كل زمان على تسخير الدين لمصالحهم الذاتية ومطامعهم الدنيوية وندر أن وجدنا حاكما دينيا عمل بوحي من دينه أو طبق تعاليمه المسطرة في الكتب باتجاهها السليم ولم نسمع أن أحدهم تمكن من بناء دولة العدل والمساواة عبر تاريخنا الممتد لآلاف السنين .
لقد طلبت مني زهراء التي تعيش خارج العراق منذ عقود من السنين أن أرشدها لمن يستحق أن تمنحه صوتها ،وثقتها الغالية هذه جعلتني أشعر بالزهو والفرح لأن استطعت أن أحضي بثقة إنسان وجد في رأيي مرشدا له في الاختيار،ولكن كيف لي أن أوجه زهراء وأختار لها وهل أكون مصيبا في الاختيار،ومن هو الذي أستطيع أن أمنحه ثقتي دون أن أخشى مرارة الندم وأنا أعلم منتهى العلم أن الكثيرين ممن توسمنا فيهم الخير ظهروا لنا أنهم أشرار بامتياز ،هل أركن لمبادئي التي عليها ولدت وعليها أموت لأقول لها اختاري اتحاد الشعب،ربما لأني لمست في أعضائها الأمانة وعرفت فيهم الإخلاص والتضحية ووجدت فيهم النزاهة التي لم أجدها لدى الكثيرين ممن رفعوا ألوية النزاهة ووضعوا موازين العدل نصب أعينهم فإليك يا زهراء ويا زينب إليك أن تختاري فاتحاد الشعب هي الطريق لبناء العراق وهي الطريق الموصل الى الرفاهة والمسرة والهناء،وشعب بدون اتحاده لن يكون له مكانا بين الشعب فيا سالكي طريق الشعب اختاروا اتحادكم فالإتحاد قوة وطريق ما خاب سالكيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العراق بخير
عراقيه ( 2010 / 2 / 23 - 19:47 )
طابت أوقاتك أستاذ محمد علي
لاخير فينا إن لم نقابل حرصك على مصلحة العراق بكل المحبة والتقدير ..الوطن لم يخلو بعد من الشرفاء رغم كل مامر عليه وعلى أحراره ..أنه بخير بأمثالك ممن رفضوا أن يثروا على حساب المبادئ وعلى حساب لوعات وجراح أهلنا .. نحتاج ياأستاذنا العزيز الى تكريس ثقافه مهمه وهي عدم أنكار حقوق من ضحوا وناضلوا من أجل العراق وتكريم مثقفينا لان كلماتهم شموع تنير الطريق ..ويبقى لمناضلي الداخل منزلة في قلوبنا لما عانوه من أضطهاد وقمع ومعاناة لن توفيها حقها جميع كلمات العرفان ..أن نساهم في تحقيق حلم بذلوا الغالي والنفيس من أجله ..أبسط مانقدمه لهم ولأتحاد الشعب. شكراً


2 - سيغادر الدجالون الساحه
محمد الحلاوي ( 2010 / 2 / 23 - 22:20 )
عزيزنا أبو زاهد ..سيغادرون الساحه الى غير عوده ..الجماهير تغلي نقمة على سوء أداؤهم ووعودهم الكاذبه ..ألعراق لن يكون الا دوله علمانيه قويه تُحترم فيها الحريات والحقوق .دولة مؤسسات محترمه لا كانتونات هزيله وصل الفساد فيها حتى للمؤسسه القضائيه فيدفع الجناة أموالاً لأخراج القتله والمجرمين والارهابيين .. لأتحاد الشعب الموفقيه ..تستحق قائمة أول المضحيين وآخر المستفيدين أن يكون لها دور فاعل في بناء العراق الجديد.


3 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 2 / 24 - 05:27 )
الأخت العراقية
ولا زال الأمل يحدونا للعمل في حزب الأمل والعمل لبناء العاق الجديد الخالي من الظلم والتعصب وبعيدا عن سطوة المليشيات والجماعات الإرهابية فقد مل العراقيون سماع دوي القنابل وأزيز الطائرات وآن لهم العمل لبناء الدولة المدنية الديمقراطية بعيدا عن أساليب الغصب والإكراه وأن يأخذ القانون طريقه لبناء دولة العدل والرفاه الاجتماعي وكفانا لعبا بالنار على حساب مصالح العراقيين بوركتم وبوركت بطون أنجبتكم بمثل نفخر وبكم نتقدم وانتم الأعلون.


4 - العراق يختار الحياة
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 2 / 24 - 05:32 )
الأخ الكريم محمد الحلاوي
نعم سيغادرون الى حيث غادر من سبقهم وسقى العراق عامرا بأهله وأبنائه النجباء الساعين لبنائه على أسس متينة ،وسيقول الشعب كلمته في السابع من الشهر القادم بعد أن ذاق الأمرين من تسلط القوى الظلامية التي عاثت فيه فسادا وعملت من الموبقات ما سود وجه التاريخ و:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد للظلم أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر


5 - لابد من تغيير
ناصر عجمايا ( 2010 / 2 / 24 - 05:58 )
الى متى يبقى البعير على التل ... الى المساء او الى الصباح ؟؟؟
لابد من تغيير واقع مؤلم , ونحن متفائلين في تغيير الواقع المر الذي , يترادف مع الجماهير , لابد من نهاية للطائفية المقيتة , وللقومية التعصبية العقيمة , وللتسييس الديني الناكر للانسانية
لابد من تغيير ... ونحن متفائلون .. يا ابو زاهد الورد..
محبتي وتقديري ,, وحبي الخالص,,, بلغ تحياتي


6 - الى المساء
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 2 / 24 - 08:00 )
الأستاذ ناصر عجمايا
بلغ بنا اليأس نحن العراقيين نهاياته ولك نكن نتوقع زوال الدكتاتورية الصدامية البغيضة ولكنها زالت وأصبحت من الأوابد والحركة بركة ولابد من حدوث تغيير فالعراق لم ولن يرضخ وسيبقى يقاوم حتى الوصول الى الهدف الكبير وبهمة القوى الوطنية الشريفة سيكون البرلمان المقبل محطة تغيير والتوجه نحو الأحسن وسينتصر العراق ويذهب أعدائه للعب مع صدام

اخر الافلام

.. تغطية خاصة - لبنان بعد اغتيال نصر الله • فرانس 24 / FRANCE


.. عاجل | نتنياهو: مقتل نصر الله سيغير موازين القوى لسنوات في ا




.. بدأت باختراق تردداته.. إسرائيل ترسل رسائل مبطنة باستهداف مطا


.. نتنياهو: تصفية نصر الله هي الشرط الأساسي لعودة مواطنينا إلى




.. موازين | الاحتلال وحق مقاومته