الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسدسات المالكي

شاكر الناصري

2010 / 2 / 23
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


كل شيء مباح في العملية الانتخابية ، كل الوسائل مباحة ومتاحة من أجل الوصول الى خط النهاية ، النتائج لاتهم الان ، المهم كيف تتمكن من ايصال رسالتك الى خصومك ، كيف تتحول الى سياسي قوي ومحنك وقادر على لفت أنتباه الناس تلك هي الفذلكة والحذاقة والنباهة والتفرد في لعبة السياسية أو قل لعبة المساومة . تعطي ،أي تدفع من مبالغ المنافع الأجتماعية أو من المال العام وتسخير مقدرات الدولة ، لافرق فكلها طرق مباحة في نظر الساسة أو تأخذ من جهة داعمة بنوايا ومبررات كثيرة فهي تدعوك لان تقتل أو تتآمر أو تخون أو تتاجر بدماء الابرياء ، ترتدي عمامة الدين أو رباط العلمانية ، تتحول الى عشائري متخلف وأهوج وتعدد فضائل العشيرة وتقاليدها ، الكرم والنخوة والشيمة ..الخ أو تتحول الى رزخون ورجل دين تطالب الناس الذين تريد ان تكون حاكمهم او على الاقل ممثلهم في برلمان النكبة القادمة بأن يكونوا كما أمرهم الله وأن يحافظوا على السراط المستقيم ، لافرق فلكل مقام مقال كما يقول الناس.

حين نتحدث عن الأنتخابات البرلمانية في العراق فإننا نتحدث عن معركة حقيقية كما قلنا سابقا، معركة كسر عظم بكل تفاصيلها . تجري بين القوى والكتل السياسية ، بين الشركاء والخصوم ، بين الحكومة والمعارضة ، بين الطوائف والقوميات . الكل يشحذ الهمم والكل يمارس اقصى درجات الخداع والنفاق والكذب السافر .

حين تجرى الأنتخابات في بلد متحضر فإن الحَكم هو البرنامج الأنتخابي لكل حزب وتكتل سياسي وما يحمله من مفردات تعالج مجموعة أوضاع تهم المواطن أولا ،وضعه الأقتصادي وحياته المعيشية ومقدار الرفاه ونسبة الضرائب والضمانات الصحية والتربوية والأجتماعية المختلفة التي ينظر اليها مواطن البلد المعني كحقوق اساسية له يطمح الى تعزيزها والحفاظ عليها . الكثير من الأحزاب الحاكمة أو في المعارضة تخسر أصوات أعضائها وكوادرها وأصدقائها لانها لم تأتي بجديد يدفعهم لاعادة أنتخابها وهذا هو حال السياسة والانتخابات في معظم البلدان المتحضرة في عالمنا المعاصر .

في الوقت الذي يتم فيه الحديث المتواصل عن الممارسة الديمقراطية في العراق وإن الانتخابات البرلمانية هي أكثر صور الديمقراطية تجليا وإن ذهاب العراقي الى صناديق الاقتراع سيغير الكثير من أوضاعه ،فإن غياب البرامج الأنتخابية يعد حقيقة واضحة المعالم وإن كانت هناك برامج فإنها لاتتجاوز العموميات التي تتماشى مع ضجيج الدعاية الأنتخابية . ليس ثمة برنامج أنتخابي واضح المعالم يغوي الناخب العراقي الذي لم يتجرد من آثار الماضي ولا من آثار الدين والطائفة والقومية والعشيرة والعشائرية حتى يعطي صوته لصاحب هذا البرنامج لأنه يجد فيه ما يعبر عن طموحاته وأمانيه ولو بنسبة ضئيلة . سعى الكثير من المرشحين وزعماء القوائم الأنتخابية الى تصوير أنفسهم كمنقذين للعراقيين من الأوضاع التي ساهموا هم في صنعها . أحدهم يقول:
بطانيات ومدافىء ، وعود بالتوظيف والحصول على عمل ، شراء علني لاصوات الناخبين ولكل صوت سعر محدد.
تأليب سافر لنزعات عنصرية ومعادية لكل ما هو أنساني ، إستنهاض التاريخ وإستحضاره بكل بشاعاته وقسوته ليكون شاهدا على العراقيين ومحاسبا لهم أن أعطوا أصواتهم لمن مارس الظلم في يوم ما .

دول صغيرة وكبيرة ، مجاورة للعراق أو بعيدة عنه تمارس دورها ، بالاموال أو بالمفخخات أو بوجوه الساسة الذين فقدوا كل ما يدلل على عراقيتهم وتحولوا الى ببغاوات تردد ما يقال لهم في مكان ما .

كل شيء مباح حتى لو كان ذلك من خلال إستنساخ ممارسات تحولت الى وبال وكارثة حقيقية على العراقيين ، مثل ممارسات المقبور صدام حسين وإستخدامه البشع للعشائر وشيوخها وشراء ضمائرهم وذممهم وأطلاق سلطاتهم على العشائر التي يحكمونها أو مظاهر التبجيل والتعظيم المزري والنفخ في المكانة التي لاتطال لشيخ العشيرة وأغراقه بالهبات والهدايا من اسلحة ومسدسات وقطع الاراضي والسيارات الفارهة والحماية الأمنية حتى ضد أبناء عشيرته .

صور وتظاهرات ، وعود تفوق الخيال حتى لو كانت ضد النظام الاقتصادي العالمي وقوانين منظمة التجارة العالمية التي تحكم العالم ( في البصرة وعد سيادة رئيس الوزراء بعدم توقيع أتفاقيات مع شركات النفط العالمية وأن تكون الاتفاقيات مع الشركات العراقية فقط أو الوطنية كما اسماها ) ، تلك أجزاء من الحملة الأنتخابية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وبعض من ممارساته.

صدام حسين حينما كان يوزع مسدسات طارق وبنادق الكلاشنكوف لشيوخ العشائر كان يكتب عليها هدية السيد الرئيس القائد ( حفظه الله) .
السيد نوري المالكي حين وزع مسدسات غالية الثمن ( ثلاثة آلاف دولار للمسدس الواحد )على شيوخ العشائر كتب عليها هدية السيد رئيس الوزراء ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المسدس واحد .. هو المسدس
ناصر عجمايا ( 2010 / 2 / 24 - 06:06 )
البرجوازية واحدة مهما تغيرت الوانها واشكالها , وهي عاهرة لا محالة
لا تغيير بين مسدس طارق ومسدس من حفظه الله.. ولا بين مسدس مالك لصاحبه الماكي ابو السبح , كلاهما يسيران فيي نفس الساقية .. تحياتي ومحبتي


2 - الاخلاق
almousawi ( 2010 / 2 / 24 - 10:35 )
في هولندا تحول العشرات من الوزراء واعضاء البرمان بين ليلة وضحاها الى عاطلين عن العمل لمجرد موقف الحكومة من الحرب في افغانستان
وبذلك استطاعوا من تحديد موعد جديد للانتخابات وسحب الجيش الهولندي وانقاذة من المحرقة الدائمة في افغانستان .


3 - لنكن منصفين
قاسم الجلبي ( 2010 / 2 / 24 - 13:22 )
لقائمه اتحاد الشعب 363 لها برامجها الانتخابيه الواضحه المعالم لا لف ولا دوران , لا يوجدفيها اي توجه طائفي او ديني او قومي , كلهم متساون في الحقوق والواجبات.اعزائي العراقيون من النساء والرجال احزموا امركم وقولوا نعم لقائمه 363 انها تلبي طلباتكم وتحقق امنياتكم . نعم الىاتحاد الشعب صديقه الفقراء والمعدمين والمثقفين  


4 - اين القانون
البراق ( 2010 / 2 / 24 - 17:55 )
اين القانون في توزيع السلاح على الناس في بلد يشكو من الاقتتال بسبب وجود السلاح وانتشاره بين الناس بشكل كبير جدا ؟؟ اين المسؤولية الاخلاقية يامالكي من هكذا توزيع للسلاح ؟؟ اين مسؤولية المنصب الذي انت فيه الذي يفترض ان تجمع السلاح من الناس كما فعل علاوي مقابل ثمن لغرض محاصرة الاقتتال ؟؟ هل هي هذه دولة القانون التي توعدنا بها ؟؟ الناس عرفت جيدا انكم والديمقراطية اقطاب متنافرة ولهذا تعملون كل ما يشجع على الاختلاف والاقتتال لكي لاتترسخ الديمقراطية في العراق فيصيب اذاها الجارة العزيزة ونظام ولاية الفقيه . فبعد ان وزع مسدساته في كربلاء والنجف نقلت الاخبار امس توزيعها في الناصرية من قبل شيروان الوائلي وهو وزير مسؤول عن الامن !!! ايعقل هذا يا ناس ؟؟ ثم علمنا اليوم البدء بتوزيعها في البصرة !! لاي شيئ انتم تحضرون ؟؟ اما يكفي العراقيين انهار الدم من ايام المقبور صدام الى ايامك السوداء يامالكي ؟؟

اخر الافلام

.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟


.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د




.. مطالبات بايدن بالتراجع ليست الأولى.. 3 رؤساء سابقين اختاروا


.. أوربان يثير قلق الغرب.. الاتحاد الأوروبي في -عُهدة صديق روسي




.. لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. فرنسا لسيناريو غير مسب