الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس دفاعا عن جورج بوش!

غسان المفلح

2010 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


جورج بوش الرئيس الأميركي الذي قضى في الحكم ثماني سنوات (2000- 2008), لم تكن عجافا, وانعكست إيجابيا ربما على شعوب العالم, ماعدا حزمة المصالح الأميركية والأوروبية المرتبطة, ببقاء الاستبداد والتخلف في العالم الإسلامي.
جورج بوش حرر الشعب العراقي, لكنه فشل في بناء ما بعد التحرير, حيث يعرف الجميع ما جرى, من بعض إدارته, ومن النخب السياسية العراقية, ومن بعض دول الجوار, لإفشال ما فعله جورج بوش في العراق.
جورج بوش أرعب نظم الاستبداد كافة, ومن دون استثناء.
جورج بوش حاول أن ينبه العالم, إلى أن الإرهاب إسلامياً كان أم غير إسلامي في العالم هو نتاج نظم فاسدة ومؤسسات دولتية, وليس نتاج ثقافات شعوب, ومؤسسات أهلية. ونبه إلى أن أحد أهم مسببات الإرهاب, هو نظم الفساد والتسلط في العالم الإسلامي.
هذه أيديولوجيته في الدفاع عن المصالح العليا للولايات المتحدة الأميركية, غير آبه, لا بالهوية الوطنية الفرنسية, ولم يحاول منع الحجاب في المجتمع الأميركي, ولم يسن قوانين تحاول طرد الأجانب من أميركا, او المسلمين, أو التضييق على المهاجرين, ولم يهتم إن كان في أميركا جوامع بمآذن أم بغير مآذن. صحيح انه لم يستطع مواجهة جملة المصالح التي ارتبطت تاريخيا, بدعم غير محدود لإسرائيل, لكنه مع والده الرئيس الأب, كانا من أكثر الرؤساء الأميركيين, أقل تجاوبا مع نخب إسرائيل. وعدم التجاوب لا يعني مطلقا أنه لا يفضل مصلحة إسرائيل, ولكنه حاول أن يفصل بين مصالح الولايات المتحدة وبين مصالح إسرائيل, فشل في هذا الأمر صحيح, ولكنها محاولة تستحق منا الوقوف عندها.
إدارته حاولت أن تمارس ديماغوجيا بشأن الأسلحة في العراق, لكنه لم يستطع أن يحرر الشعب العراقي تحت بند الديمقراطية, كان يحتاج إلى بنود اخرى لكي, يشكل تحالفاً دولياً, نحن لا نبرر ولكن نحاول أن نفسر فقط.
نحن لا نقف على أطلال مرحلة, كنا نعرف شيئا عن عناوين نهايتها, لكننا نحاول أن نقرأ ما يجري الآن من خلال الحديث عن أمس كان جورج بوش فيه رئيسا للولايات المتحدة الأميركية.
كان جورج بوش محط هجوم دائم من قناتي "الجزيرة" و"العربية", لماذا?
بخروج الحزب الجمهوري من الإدارة الأميركية, تنفس حكام المسلمين الصعداء, وأصبحوا من مناصري الحقوق المدنية في أميركا, وابتهجوا لنجاح رئيس أميركي أسود! وكأنهم في بلدانهم, يطبقون حقوق المواطنة, والإنسان! وكان الإعلام العربي عامرا, بالحديث عن تاريخية التمييز العنصري ضد السود في الولايات المتحدة الأميركية. وصوروا أوباما كمدافع عن التقارب مع الإسلام والمسلمين, لأنهم يعرفون النتيجة وتعرف السلطات العربية ماذا فعلت لكي ينجح أوباما, وها هو يرد لهم الجميل" حوار وتفهم لمصالحهم في الحفاظ على نهبهم واستمرار نهبهم لمجتمعاتهم, وهدرهم للحقوق الآدمية لأفراد هذه المجتمعات, وتبرئتهم من كونهم المسبب الأساس للإرهاب الإسلامي, من الملاحظ أن النخب اليمينية الإسرائيلية قد تنفست الصعداء مع مجيء أوباما والحزب الديمقراطي, بحلته الحالية, وتقرير بيكر- هاميلتون, الذي رماه بوش في سلة المهملات, ليخرجه أوباما منها.
لم يكن الاستبداد في الانظمة خائفا من جورج بوش لأنه يريد تغيير الخارطة الجغرسياسية للمنطقة, بل كانوا يخافون حتى قسما كبيرا من النخب العراقية, تخاف أن يكون جادا في قضية الديمقراطية في المنطقة.
ربما هذا التأويل! يساعدنا في فهم ما يجري الآن من تدفق لتيار المصالحة العربية- العربية, ومن تدفق مسؤولي أوروبا وأميركا على دمشق وتل أبيب.
كاتب سوري- بروكسل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أفضال آل بوش
شيوعي بلشفيك ( 2010 / 2 / 24 - 05:43 )
لن نقف عند بوش الأب عندما أرغم إسرائيل على حضور مؤتمر مدريد بل نقف طويلاً عند بوش الإبن الذي لولاه لظل دراكولا التكريتي يرمل المئات من نساء العراق يومياً وينفق كل ثروات العراق على أمنه الشخصي ليدمر النسيج الإجتماعي للشعب العراقي. القوى الديموقراطية في عراق المستقبل ستقيم تمثالاً عالياً لبوش الإبن في وسط بغداد ليكون حذاءه أعلى من قامة منتظر الزيدي


2 - نعم
م . ش ( 2010 / 2 / 24 - 05:44 )
لقد ارعب الطغاة و الحكام المستبدين في جميع انحاء المعمورة و من دون شك في العالم الثالث المتخلف و لنا في القذافي و بنامجه النووي عبرة و بداية الحديث عما كان من المحرمات كالديمراطية و نبذ الكراهية في بلدان عربية معروفه.... لقد انصفت الرجل يا عزيزنا غسان


3 - توامان
Hakim amin ( 2010 / 2 / 24 - 05:54 )
أن مراجعة بسيطية للتاريخ القريب يبين عمق التحالف مابين الاادارة الامريكية مند فترة ريغان ولحد فترة قصيرة وبين الااسلاميين لقد كانوا يدعمون تحلف طلبان وبن لادن--لابل أن صحافتهم كانوا يطلقون نعوت مقاتلين أحرار
كان على الكاتب أن ينزع النظارات الامريكية عند كتابتة هدا الموضوع


4 - كلمة حق 1
بيشوى ( 2010 / 2 / 24 - 10:08 )
الاخ الفاضل /استاذ غسان اشكرك على هذا المقال الرائع الذى اصاب كبد الحقيقة ، بالفعل حاول الرئيس بوش الابن بكل ما يملك من قوة كى ينهض بالدول العربية ليصنع منها دولا متحضرة مثل اليابان وكوريا الجنوبية والمانيا الاتحادية لكى يدرأ الاخطار التى يواجهها العالم وعلى الاخص امريكا من تنامى الارهاب فى الدول الشرق اوسطية الاستبدادية القمعية الفاسدة المذلة لشعوبها ، هذه الدول والانظمة الظالمة لشعوبها اصبحت المصدر الرئيسى للارهاب والارهابييين،الذى يعانى منه العالم اليوم وسيظل فى المعاناه الا بكشف هذه النظم ومحاصرتها حتى تغير من نفسها لصالح شعوبها المقهورة، نجحت السعودية ودول الخليج بالتقية لاقناع الادارة الامريكية كى تعمل شيئا لتخليصهم من طموحات الرئيس صدام حسين الذى جعل الجميع يعيشون فى حالة من الخوف والرعب من اقتحام العراقيون للاستيلاء على ممالكهم، كما استولى على الكويت وضمها الى العراق، وليس اكثر من ذلك لهذا تكاتلوا عليه وعلى الاخص السعودية وسوريا والاردن وايران والقاعدة وتضامنوا جميعا معا للامداد بالارهابييين وبالتمويل بسخاء لافشال كل جهود بوش لفرض الديموقراطية فى الشرق الاوسط،


5 - كلمة حق 2
بيشوى ( 2010 / 2 / 24 - 10:09 )
وبالفعل نجحوا فى فرض ارادتهم ، اتمنى الا يقع اوباما فى مستنقع التقية ليقوم بالوقوع فى الخطأ للمرة الثالثة بعد افغانستان والعراق لاجل سواد عيونهم ويتعرض لايران الدولة التى تصيبهم بالخوف والرعب من تطلعاته النووية المرعبة والمخيفة للممالك والانظمة الاستبدادية وعلى الاخص بمنطقة الخليج.
تحياتى وامنياتى الطيبة لك وللجميع . سلام.

اخر الافلام

.. اليوم الثاني من قمة مجموعة السبع تركز على التوتر مع الصين


.. حرب شوارع وقصف إسرائيلي بالمروحيات والبوارج على رفح




.. ساري عرابي: نتنياهو يشعر أن تاريخه تلطخ بفشل السابع من أكتوب


.. ما مدى واقعية توصية جيش الاحتلال بإنهاء عملية رفح والتوجه لل




.. الجفاف في المغرب يتسبب بنقص بأعداد الأضاحي