الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخذ فالها من أطفالها

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 2 / 24
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق



قد يعتبرني البعض متشائما أو قصير النظر أو متصيدا في الماء العكر فانا على ثقة من أمري بأن المفوضية المستقلة للانتخابات لم تكن مستقلة منذ تشكيلها ولحد الآن والفساد المكشوف الذي رافق عمل المفوضية السابقة من تزوير وانتهاك وسرقة أموال لا يحتاج الى تأكيد فقد وصلت روائحها الى ابعد جنبات الأرض وبعد تشكيل المفوضية الجديدة على أساس محاصصاتي توقعنا أن تكون كسابقتها أن لم تكن أكثر فسادا ولمسنا ذلك في انتخابات مجالس المحافظات ولكن الكتل الكبرى كما هي القوى الكبرى في العالم لها وحدها حق إصدار القرار وهي التي تستطيع فرض ما تريد بموجب الآلية الديمقراطية العراقية بامتياز فكانت المفوضية بمنجى من أي مسائلة لأنها تتحصن بقوى فاعلة لا تستطيع أي قوى أخرى مواجهتها أو الوقوف بوجهها ولذلك يمررون ما يريدون تمريره وأن كره الكارهون.
والتناقضات في عمل المفوضية أكبر من أن نستطيع الإحاطة بها أو تعدادها ولكن نلفت الأنظار الى مسألة ذات أهمية بالغة في مجال تعيين العاملين في مكاتبها في المحافظات أو المراكز الانتخابية،فهذه التعيينات لم تستند لأسس أو معايير أصولية بل اعتمدت المحاصصة في جميع تشكيلاتها وعمدت القوى الكبرى الى تمرير مفاصل المفوضية ومكاتبها من خلال قسمة جائرة اتخذت قاعدتها من قوة هذه الكتلة أو تلك فالأحزاب والكيانات والأشخاص اللذين لا يدخلون ضمن هذه المحاصصة ليس لهم مكان فيها والتزكية التي تؤهل الشخص المطلوب هي ارتباطه بهذا الطرف أو ذاك لذا تخلوا المكاتب المذكورة من شخصيات مستقلة تأخذ بالحسبان النزاهة والشفافية في التعامل مع الأمور فكل منهم يزيح النار لخبزته ولا يهم إلا الفوز في النهاية بغض النظر عن الطريقة التي وصل بها الى هذه النتيجة.
والملفت للنظر أن القوى الكبرى التي تمتلك السلطة والنفوذ في العراق لا تدخر وسعا في أحكام سيطرتها ليس على الداخل وحسب وإنما في خارج العراق فقد ذكر الأخ مارسيل فليب أبو فادي في مداخلة له على عمل مكتب المفوضية في أستراليا أن المكتب قام بتعيين الأشخاص المرتبطين بالقوى النافذة في السلطة وأبعد الكثير من الكفاآت والشخصيات الوطنية بحجة عدم استقلاليتها ، في الوقت الذي عين أشخاص تطرق لهم الكاتب معروفون بانتمائهم لهذه الجهة أو تلك ولا يمتلكون أي مؤهل يتيح لهم العمل في المفوضية،بل أن مكتب المفوضية لم يأخذ بالحسبان الجهات السياسية الأخرى أو القطاعات التي لا ترتبط بالجهات الدينية وعمد الى أبعادها عن أي نشاط انتخابي لتكون الأمور صالحة لتمرير ما يريدون.
فإذا كانت هذه الأحزاب تمتلك مثل هذه الهيمنة وتمارس أعمالها دون اعتبار لأي طرف آخر وهي في خارج العراق وفي بلد يزيد فيه العلمانيون على الآخرين بكثرة فكيف هو الحال في عرينها وموطن سلطتها وهيمنتها ،وما هو الضامن لأجراء انتخابات شفافة ونزيهة أذا كانت الأمور على هذه الشاكلة،وماذا سيحدث داخل الغرف المغلقة من مساومات واتفاقيات بينها لتقاسم الأصوات وتمرير ما يريدون تمريره.
أن الديمقراطية العرجاء تؤدي الى حكومة عرجاء وعلى القوى السياسية أن لا تقف متفرجة على ما يحدث من تمهيدات للتأثير على النتائج فأن الطبخة على ما يبدو رائجة لأن تأخذ هذه القوى مكانها من جديد وربما سيكون تأثيرها أكبر في المرحلة القادمة ،مما يستدعي المطالبة بتوفير الشفافية والأشراف الكامل للمنظمات الدولية على سير العملية الانتخابية والدخول في أدق مفاصلها لعدم حرفها بما يخدم توجهات النافذين .
أقرأ التوضيح على هذا الرابط
http://al-nnas.com/australia.htm








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا لعمليات التزوير
البراق ( 2010 / 2 / 24 - 14:44 )
نعم لنزاهة الانتخابات وشفافيتها ولا والف لا للتزوير الذي بدت علاماته منذ الان في السيطرة المطلقة لاحزاب الاسلام السياسي على مكاتب المفوضية ومراكز الانتخابات وهو تحضير مسبق وضروري لمن يتهيأ للتزوير . ان جميع القوائم العلمانية مطالبة برفع اصواتها عاليا للتحذير من تزوير الانتخابات والطلب من الامم المتحدة والاتحاد الاوربي والجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي بارسال اعداد كبيرة من المراقبين ليتمكنوا من تغطية فعالة للمراكز الانتخابية . ان ترك الامور تسير على ما يخطط له من قبل ايران واحزابها في العراق يشكل خطرا محدقا وسوف لاينفع بعد الانتخابات رفع الاصوات والمطالبات بعد ان تكون الفاس وقع بالراس . مع تحياتي لابو زاهد


2 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 2 / 24 - 15:32 )
الأخ البراق
أن تمرس الكتل الكبيرة بالتزوير ومحاولتها عدم إفساح الطريق للقوى الوطنية والعلمانية بالوصول الى البرلمان المقبل سواء ما مهدت له بتشريع قانون الانتخابات الجائر أو محاولات إقصاء الشخصيات الكبيرة،وما قيل عن طباعة ستة آلاف ورقة اقتراع احتياطية إضافة لما سيفضل من بطاقات لمن لن يشاركوا في الانتخابات وان هيمنتها المطلقة على المفوضية وقراراتها كل ذلك يظهر لنا بجلاء أن هذه القوى ستعمد لتقاسم البطاقات فيما بينها لكسب أكبر عدد من الأصوات وإذا لم تكن هناك رقابة فاعلة للمنظمات الدولية المعنية بالانتخابات فسيكون الأمر محسوما لصالحهم ولن تنفع جميع الأصوات بعد أن يقع الفأس بالرأس وأنا معك في ضرورة اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر للوقوف بوجه عمليات التزوير.


3 - تنبيه
عبد الكريم البدري ( 2010 / 2 / 24 - 20:24 )
العزيز ابا زاهد
ألا يجدرفي مثل هذه الحالة ان يتوجب على بقية ألأحزاب غيرالمتأسلمة أن تلفت نظر الجهات الدولية كالأمم المتحدة الأتحاد ألأوربي الجامعة العربية منظمات دولية اخرى وغيرذلك لتكون على علم مسبق بالذي هو مبيت لهذه العملية. ويا محلى النصربعونه الله.
تحياتنا الحارة


4 - الأخ البدري
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 2 / 25 - 05:45 )
أعتقد أن ذلك من أولى المهام المتوجبة على الكتل الأخرى في التنبيه على ما سيحصل من تزوير في الأنتخابات القادمة وأعتقد أن بعضها قام بجهود في هذا المجال ولكن الحركة ليست بمستوى الطموح وهذا ما نخشاه أن تنفرد هذه القوى بالساحة العراقية من جديد

اخر الافلام

.. قرارات بتطبيق القانون الإسرائيلي على مناطق تديرها السلطة الف


.. الرباط وبرلين.. مرحلة جديدة من التعاون؟ | المسائية




.. الانتخابات التشريعية.. هل فرنسا على موعد مع التاريخ ؟ • فران


.. بعد 9 أشهر من الحرب.. الجيش الإسرائيلي يعلن عن خطة إدارة غزة




.. إهانات وشتائم.. 90 دقيقة شرسة بين بايدن وترامب! | #منصات