الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتب التي غيرت العالم:

عبد الكريم وشاشا

2010 / 2 / 24
مقابلات و حوارات


تـــرجمــــة
الكتـــب التي غيرت العالم:

ما الملكيـــــة ؟ بيير جوزيف برودون Pierre Joseph Proudhon
(1809-1865)
ترجمة: عبد الكريم وشاشا

أدرجت أحد الأعداد الأخيرة لجريدة "لموند" في ملحقها الثقافي – عالم الكتب من خلال الركن المميز " الكتب التي غيرت العالم " حوارا مع المفكر والمؤرخ والصحافي الفرنسي جاك جيليارد Jacques Julliard حول كتاب " ما الملكية ؟ " ل بيير جوزيف برودون Pierre Joseph Proudhon (1809-1865)، الصادر عام 1840 كبداية لانخراطه في المعترك السياسي والفكري والعمالي واعتبار الكتاب وثيقة ميلاد ما يسمى ب"الفوضوية" .
في هذا الحوار وبعيدا عن العبارة التحريضية الشهيرة " الملكية هي السرقة "، يسلط جاك جيليارد الضوء على التناقضات التي تعتري فكر هذا المفكر العصامي الكبير، ما بين تحليلاته الثاقبة النيرة و أخرى مخفقة ومتوهمة.




+ في أولى صفحات كتاب " ما الملكية ؟ " وقبل أي تحليل، يقدم برودون خلاصة استباقية "الملكية هي السرقة"، ألم يفسد ذلك قراءة هذا العمل ؟
= بكل تأكيد، لقد قام برودون من خلال جملته"الملكية هي السرقة"، بخلق حالة سوء فهم كبيرة، وللعبارة معنى تحريضي قاطع، مما أضفى على عمله نوع من الالتباس، لكنه يقترح " الحيازة " أجدر من " الملكية " وهو بذلك مدين للمدرسة الليبرالية الإنجليزية، خاصة جون لوك، الذي لا يستشهد به مطلقا، ومع ذلك يتقاسم معه فكرة أن الملكية تكفل حقوق الإنسان: فالحرية البرودونية، يمكن التعبير عنها من خلال المقايضة "المشتركة " ... التي تفترض الملكية.
+ لماذا، إذن، افتتح بالسرقة ؟
= يعتقد برودون أيضا – عكس جون لوك – بأن الملكية ليست معطى مباشر للوضع الإنساني، بل يتم الحصول عليها بالضرورة " بالسرقة " رغم ما يعقبها بعد ذلك من حيازات وملكيات مختلفة مشروعة، إن برودون رجل المتناقضات بامتياز، فإنك تجده في مجمل أعماله، بل وفي عمل واحد، مع وضد، التبادل الحر، الفدرالية، الحركة النقابية...الخ .







+ بماذا سنفسر ذلك ؟
= إن اشتراكية القرن التاسع عشر، مرتكزة أساسا على الديالكتيك، فهيجل يتربع على منهجه في التفكير، بينما برودون وبخلاف ماركس، لا يتفق مع الديالكتيك الهيجلي بأزمنته الثلاث والذي يفضي انتهاء بنقيضة، فهو يرى أن للتناقض زمنين، ما يعني لا نهائي وهو محرك التاريخ والفكر، وينظر إليه بمراحل متعاقبة، إنه الديالكتيك الفرنسي، الذي يجسده أحسن تجسيد الفيلسوف الفرنسي باسكال وبعده سوريل...
برودون من أعظم وأكبر العصاميين، فهو من المثقفين الاشتراكيين الفرنسيين المرموقين القلائل ذوي أصول عمالية، إن لم نقل هو الوحيد، الذي استطاع أن يوفق بشجاعة وأهمية شخصيته بين علاقته المباشرة بالأوساط العمالية، واجتهاد فكري عميق منقطع النظير.

برودون من أعظم وأكبر العصاميين،
فهو من المثقفين الاشتراكيين الفرنسيين المرموقين القلائل ذوي أصول عمالية،
إن لم نقل هو الوحيد،
الذي استطاع أن يوفق بشجاعة وأهمية شخصيته
بين علاقته المباشرة بالأوساط العمالية، واجتهاد فكري عميق منقطع النظير.


+ ما هو التأثير الذي أحدثته أصوله على مشروعه الفكري ؟
= قبل عام واحد من وفاته، 1864 ألف كتاب " في القدرة السياسية للطبقة العاملة"، وهو تأمل في " بيان الستين " الذي دبجه فريق من العمال عددهم 60 ، أبرزهم النقاش الباريسي هنري تولون والذي التمس من برودون التعليق عليه... (بالاقتراع العام نحن نشكل أغلبية سياسية، تبقى مسألة تحريرنا- يقول البيان – حرية العمل – الاعتماد – التضامن.. هذه هي متمنياتنا، إننا نرفض الصدقة وننشد العدالة...) في إبان تلك الانتخابات، قدم تولون ورفاقه مرشحين عماليين..

+ ماذا كان رأي برودون ؟
= بأن البيان يمثل شهادة كبيرة على أن الطبقة العاملة واعية تعبر عن ذاتها، وتطالب بحقوقها، وهذا جديد تماما، وهو محق في ذلك، لقد حاول العمال أخذ الكلمة في أيام يونيو 1848، لكنهم جوبهوا بقمع شرس، وبالمقابل وبشكل سلمي وحضاري أصدروا بيانا طبقيا، في مرحلة، لا زلنا بعد، لم نعرف فيها ماركس، وقد وضع برودون الشروط للوصول إلى السلطة: وعي طبقي – تماما مثل ماركس – فكرة السيادة وتطبيقها على أرض الواقع، لكنه يعادي مبدئيا المرشحين العماليين للانتخابات، لأن أي انتخابات في نظره، مثل الثورة، مخادعة.






فلبرودون حقد وحيد في حياته،
إنه الحقد على السلطة وليس الملكية !!!



+ إذن ماذا يريد ؟
= إنه عمالي أكثر من العمال: فهو يقترح "التعاونية"؛ قدرة العمال على تنظيم أنفسهم بأنفسهم، بفرقهم الصغيرة، يخلقون مقاولات، تمتد روابط فيما بينها، إنها اشتراكية تعاونية، تختلف كل الاختلاف عن اشتراكية الدولة، هذه الأخيرة القائمة بوسائل إجبارية وجماعية، والتي بحسب برودون تفضي إلى الاستبداد والطغيان وإفقار العمال من طرف طغمة ناطقة باسمهم.. نظر ثاقب لا مثيل له... فلبرودون حقد وحيد في حياته، إنه الحقد على السلطة وليس الملكية !!!


+ وفي نفس الوقت ينادي بالمساواة في الدخل
= نعم، لكن بشرط أن لا تكون الدولة هي المتدخلة في تنظيمه؛ إنه بمثابة بنك عمالي، يقدم في البداية رأسمال لتأسيس مقاولات، وهو بالضبط ما يطلق عليه، محمد يونس جائزة نوبل للسلام 2006 بنظام القروض متناهية الصغر ، مع اختلاف، بدون فوائد، لأن الشيء الوحيد الذي ينتج القيمة، هو العمل، في هذه النقطة بالذات، برودون متوهم وطوباوي.


+ أين تكمن مصادر هذه الطوباوية ؟
= تكمن في الأممية الثانية التي انبثق منها نوع من الفوضوية الاشتراكية، أطلق عليها بالفيدرالية الجيراسية، التي تدافع عن باكونين ضد ماركس، فبرودون وأيضا فوريه ينتميان إلى مدينة Besançon ... إنها تأتي من الاشتراكية "الجبلية"، هناك في العمق شيء فرداني، يمكن أن تلمسه في " تعاونيات الحليب" للقرويين، حيث نجتمع حولها مثلا، لنستغل بشكل جماعي الحليب الذي ننتجه، فالهدف ليس العمل التشاركي الجماعي بقدر ما هو حماية الفرد لضمان استمراريته.






أنه يتمتع بفكر خصب
يرنو إلى السيادة، ليس في المؤسسات فحسب، بل وأيضا، في قلب الإنسان،
بالنسبة إليه سلطة إنسان على آخر تعتدي قطعا على كرامة الإنسان. .


+ كيف تلخصون هذا التفكير ؟
= فرناند بالوتيار Fernand-Léonce Emile Pelloutier مؤسس "مجتمع نقابات العمال" نهاية القرن التاسع عشر، والذي قرأ برودون أطلق، عبارة " الهدف هو بناء مجتمع ناس الحرية والكرامة "... فالمجتمع البرودوني ليس هو مجتمع النمل والخلايا، بل هو مجتمع يمجد الفرد.

+ لماذا يعتبر برودون أب الفوضوية، حسب رأيكم ؟
= هو لا يحب أن يصنف فوضويا، " أنا ثوري، ولست انقلابيا " والحق أنه يتمتع بفكر خصب، يرنو إلى السيادة، ليس في المؤسسات فحسب وأيضا في قلب الإنسان، بالنسبة إليه سلطة إنسان على آخر تعتدي قطعا على كرامة الإنسان. .

+ ينتقد برودون بشدة "الدولة الخادمة " نواة " الدولة اللاهوتية " لماذا؟
= يخشى دائما من كل أشكال التسلط التي تبتدعها الدولة، والتدخلات التعسفية، إلى درجة أنه قام بالتهجم على التعليم المجاني الإجباري.. لكننا نستطيع أن ندحض بعض هناته وإخفاقاته، مثل تلك التي توجد عند نيتشه مثلا، فلديهما على الخصوص نفس الرؤية السلبية للمرأة، ويمكن لوم برودون لوحده بسبب عبارته " المرأة إما خادمة، أو خياطة "....
بالنسبة لي، أظن أن ليس هناك تعارضا أكثر للروح النقدية والتاريخية من أن نسقط على شخصيات مثل برودون، ماركس أو نيتشه، معتقداتنا وآرائنا المعاصرة، إنهم أيضا خاضعين لمحدودية رؤية زمانهم.

+ ما هو حكمكم النهائي على التباسات برودون؟
= لقد تعرض أكثر من غيره للانتقاد والتأويلات المغرضة، لقد آن الأوان لتناول ما هو جيد وأحسن في البرودونية: رؤية ومطالبة بمجتمع مستقل ذو سيادة، وفي نفس الآن مفعم بالقيم الروحية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة :كارثة في الأفق ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم




.. هل تمتلك السعودية سلاحًا نوويًا؟| #التاسعة


.. روسيا تحذر...العالم اقترب من الحرب النووية!| #التاسعة




.. رئيس الاستخبارات الأميركية يلتقي نتنياهو لإنقاذ المفاوضات وم