الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيون وفرح اعلان قائمتهم

تقي الوزان

2010 / 2 / 24
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


الشيوعيون وعوائلهم وأصدقائهم حولوا الحملة الانتخابية لقائمتهم ( 363 ) الى فرح حقيقي , وهم يدركون بأنهم الأفقر حالا بين جميع الكيانات السياسية الأخرى , ويفتقرون لإمكانياتها المادية الكبيرة في تقديم مرشحيها الى الناخبين . وبات عليهم الالتجاء الى الوسائل الأولية لإقناع الناخب بصدق شعاراتهم , وأولها اللقاءآت المباشرة بالجمهور , الذي يستقبلهم بود حقيقي خالي من أي نفاق مصلحي . ونادرا ما تخلو جلسات الشاي أو الشربت الذي تقدمه العوائل للناشطين الشيوعيين من بعض التعليقات الجميلة , مثل : كل القوائم تعطي بس انتو تاخذون . او : كل عمركم سجن وفكَريات , والله تستاهلون مي العين . وغيرها الكثير , حيث يجد الناس في التعبير عن مشاعرهم بدون وجل مع الشيوعيين, اكتشاف للحظة الحرية الحقيقية التي اخذوا يتعودون عليها . ولا يزال البعض منهم يتعثر بطريق معرفتها , ويتلفت خوفا من ان يراه احد المتسلطين الجدد يتعاطى مع الشيوعيين .

فوجئ العاملون في المقر الرئيس للحزب الشيوعي في ساحة الأندلس قبل عدة أيام , بقدوم عائلة من الدورة مكونة من أربعة أشخاص , الأب والأم واثنان من ابنائهما , وقدموا أنفسهم بأنهم: لا يعرفون شئ عن الحزب الشيوعي , وإنهم شاهدوا مقابلة لرئيس الحزب السيد حميد مجيد موسى على قناة السومرية . وهم لن يكتفوا بالتصويت لقائمة الحزب ( 363 ) بل ويريدون الانتماء للحزب . وفعلا التقى بهم احد أعضاء اللجنة المركزية , وبعد الترحيب بهم والتعرف على دوافعهم النبيلة وحبهم للعمل النزيه , قدم لهم استمارات الانتماء لملئها بالمعلومات الضرورية لانضمامهم لصفوف الحزب . وقد وعدوا الحزب بالعمل الجاد والمثابر بين أقربائهم وأبناء منطقتهم بعد أن اخذوا الأدبيات والشعارات , وخرجوا بفرح لف الجميع .

وفي الحبيبية دعانا الحاج حسين فياض لزيارته في بيته , وهو والد لأحد الشيوعيين الذي كان طالبا في كلية العلوم جامعة بغداد , والقي القبض عليه عام 1982 , ولم يعرف عنه شئ لحد الآن , رغم ان الحاج حسين وأبنائه ذهبوا لمتابعة جميع سجلات المقابر الجماعية , ولم يعثروا على اثر . كان ابنه الشهيد عباس اكبر أبنائه , ورغم التوجهات الدينية للعائلة إلا إنها تعرضت لظغوط كبيرة من قبل النظام الصدامي بسبب نشاط عباس , بما فيها حجز الحاج حسين لعدة اشهر . وصلنا البيت وكان يلاصق محل كبير مستقطع من البيت , علق على احد جدرانه صور الائمة الحسين والعباس عليهم السلام , وصورة أخرى لابنه الشهيد , ولافتة كبيرة لأحد المواكب الحسينية , في المحل قدور كبيرة وكراسي منضّدة الواحد فوق الآخر , وسرادقات وخيم مطوية , يؤجرها الحاج حسين في المناسبات الدينية والأفراح , وهي مصدر رئيسي لمعيشتهم . وفي الباب كانت تقف سيارته ال (بيك آب ) وعلى سياجها الأمامي فوق (القمارة ) سماعتان لمكبرات الصوت تذيع أغاني القائمة الشيوعية , وتتوسط السماعتين لافتة كتب عليها ( انتخبوا 363 ) . يقول الحاج حسين : انه يدور بسيارته في مدينة الصدر والحبيبية او الذهاب إلى أسواق جميلة بحثا عن الرزق , والأغاني تهلهل للحزب . سألته : ومن أين أتيت بهذه ألاغاني ؟ اكيد الجماعة أرسلوها إليك . فاقسم انه اشتراها من ( الكشك ) الذي في مدخل ساحة الأندلس , ودفع أيضا خمسين ألف دينار ( جيلة ماش ) تبرع فوق سعرها .

وفي محافظة واسط قدم احد الشيوعيين القدماء من هولندا , كان قد ترك العراق اثر هجمة النظام الصدامي على الحزب عام 1979 . وطيلة السنوات التي يأتي فيها للعراق بعد سقوط النظام عام 2003 , وبعض الأحيان يأتي مرتين في العام , لم يزر أي مقر للحزب الشيوعي . كان على خلافات ( كبيرة ) مع الحزب , حتى انه قبل مجيئه بيومين: اعتبر اغتيال المبحوح عضو المكتب السياسي لحماس من قبل الموساد الاسرائلي بسبب الحزب الشيوعي العراقي . إلا انه في عودته هذه , هزته الجذور , وانتفض الضمير , ووجد نفسه مغمورا بالفعاليات الحزبية الجادة في التحضير للانتخابات . تبرع بخمسمائة دولار , ومدد سفرته إلى ما بعد انتهاء الانتخابات , للتمتع مع أهله ورفاقه في إحياء هذا الفرح الكبير .

يعتقد الكثير من لشيوعيين ان الأداء في الدورة الانتخابية الحالية , انضج بكثير من السابقات , ويعود هذا لعدة اسباب , اهمها تحرر اغلب الرفاق والأصدقاء من حالة التلقين التي كانت تجمد طاقاتهم , وان المبادرات الفردية والجماعية اعطت الزخم الغير متوقع لهذه الحملة . رغم ان الجميع يدرك صعوبة شحة الموارد المالية للحزب , ويراهنون على ان تبقى الكلمة الصادقة , واليد النظيفة , والتاريخ العريق في خدمة العراق , الدعامات الحقيقية للمرشحين الشيوعيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز تقي الوزان
فلاح علي ( 2010 / 2 / 25 - 00:09 )

المستقبل للشيوعيين وهذا ليس رأي أو تقدير وإنما حقيقة كأي الحقائق الطبيعية الموجوده في الكون الحاجة إلى أن تتحرر الناس من الخوف وتنعم بالامن والاستقرار والسلم الاهلي ستجد الغالبية من الناس مكانها الطبيعي هو في صفوف حزب الشييوعيين العراقيين لانه حزب الفعل وليس القول فقط حزب التفاني والاخلاص لمصالح الشعب والوطن وما يدفع بأتجاه الغوص في أعمق أعماق الجماهير هو السير للامام بخطى واثقة بلا تردد والاستفادة من الاخطاءواطلاق المبادرات الجماهيرية . وما يميز الشيوعيين العراقيين هم أكثر إلتحاماَ بالشعب وأن فكرهم النير هو في تطور مستمر وهو الاسرع إنتشاراَ في العراق من أي فكر آخر لآنه فكر ديمقراطي يعبر عن مصالح الشعب والوطن لهذا واجه هذا الفكر أشرس الحملات القمعية والآن يواجه حصار إعلامي ولكن سيخترق هذا الحصار بالنشاط الجماهيري وأكدت تجارب العراق أن الشيوعيين العراقيين وحلفائهم الديمقراطيين هم الاقدر من غيرهم على بناء العراق الجديد

اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث