الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الشيوعيون العراقيون أسوأ من البعثيين؟

ضياء حميو

2010 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


من المستغرَب أن تكن ردود الفعل غاضبةً إلى هذا الحد من قول السيد النائب في البرلمان العراقي " عزة الشابندر " الذي كان ناطقا بإسم القائمة العراقية التي يرأسها " رئيس الوزراء السابق " أياد علاوي"، والمرشح حاليا عن قائمة رئيس الوزراء الحالي " نوري المالكي ".
السيد الشابندر قال وبالحرف الواحد في مقابلة خاصة "بإيلاف" أجراها الصحفي " عبد الجبار العتابي" من بغداد :" إن الفكر البعثي الذي يجري اجتثاثه اليوم في العراق ليس أسوأ من الفكر الشيوعي الذي لايقترب منه الاجتثاث، بل هو شريك بالحكم اليوم".
أين الخطأ في كلام الرجل؟!
نرى انه صادق بكلامه هذا، فالرجل عبّر وبصراحة عن عصره، عصر العراقيين الذين يعيشونه اليوم.
فالشيوعيون في هذا الزمن ليسوا أسوأ من البعثيين وحسب، بل أسوء من الجميع..!
بل ان الشيوعيين خارج العصر تماما..!
لأسباب عديدة ولا تحتاج لشطارة لمعرفتها،فقد أدركها الجميع سواهم..!
منها على سبيل المثال : لم يوزعوا بطانيات ولا موبايلات ولاصوبات ولا خزانات ماء ولادولارات للجماهير، بل لم يوزعوا حتى مسدسات..!
و حتى هذه الأخيرة ونخص بها النوع الرومانسي ذات التصنيع المحلي، لايعرفوا عنها أكثر من إنها استهدفتهم،وكانت خسارتهم كبيرة بآناس من الصعب تعويضهم.
نعم الشيوعيون أسوأ من غيرهم..!
لأنهم لم يلعبوا لعبة هذا الزمن ويستغلوا فرصة تسنمهم وزارتين، ليغتنوا ويملأوا جيوبهم وحزبهم منها، لافي الحكومة السابقة ممثلة بوزارة الثقافة،ولا في الحكومة الحالية ممثلة بوزارة " العلوم والتكنولوجيا "، ولذا نراهم الوحيدين بلا قناة فضائية، أو صرح إعلامي يساعدهم في مسعاهم،بل الأدهى من هذا ان لايستغلوا الفرص الذهبية..!
على سبيل المثال يُعقد مؤتمر علمي قبل سنة أو سنتين دعا إليه وزير العلوم والتكنولوجيا حضره علماء عراقيون من مختلف بلدان العالم رُصد للمؤتمر 150 مليون دينار عراقي منها 90 مليون دينار من الأمم المتحدة، وبعد انتهاء المؤتمر يُعيد وزير الشيوعيين مبلغ 40 مليون دينار لخزينة الدولة لان المؤتمر لم يكلف سوى 110 مليون..!!
ماهي التسمية التي يمكن إطلاقها على هكذا وزير حزب غير انه " أسوأ " من غيره،ة وإلا مامعنى هذه النزاهة وتضييع هكذا مبلغ..!؟
فعلا أصاب "الشابندر " هكذا حزب وهكذا وزير أسوأ من البعثيين ويجب اجتثاثهم " لأنهم يحرجون الباقين بنزاهتهم المتخلفة، وبانعدام روح المبادرة التي ميزة غيرهم بالشؤون المالية ".
أما جهل الشيوعيين بالسياسة العراقية الحديثة فلا يختلف عليه اثنان ويتناطح فيه عنزان، فبدلا من ان يفهموا السياسة الحديثة ويتخندقوا في طائفة أو قومية، راحوا يفتتحون مقرات لهم في كل المحافظات وهم الوحيدون في هذا، بل الأدهى من هذا هم الوحيدون الذين أعضاؤهم من مختلف القوميات والطوائف،ىوبهذا يخالفون منطق عصر الطوائف الحديث..!
ومسألة أخرى يتبجح بها الشيوعيون:" من ان نائبهم في البرلمان " سكرتير حزبهم " هو الوحيد الذي لم يتغيب عن جلسات البرلمان"..!
وهذه النقطة مردودة عليهم لسببين: هو انه لم يسافر للتنسيق مع دول الجوار في شؤون العراق الداخلية ومن ثم الحصول على قرش أبيض أو أسود ينفعه وينفع حزبه في يوم اسود..!
والسبب الثاني :" ان النائب الشيوعي " لم ينشغل ليؤدي مراسم الحج والعمرة أثناء عمل البرلمان كغيره من النواب الذين اضطروا لذلك لأربع مرات للحج ومثلها للعمرة تسببت بغيابهم..!
ولا يمتلك بديهية المنطق الإستقرائي الحديث في موضوعةِ قرار ما.. سيُقر في مجلس النواب، إذ رغم معرفته ان فلان جهة لن تُحضر نوابها لكي لايكتمل النصاب ولعشرات المرات فانه رغم ذلك يصر على الحضور مبررا ذلك " بأنه ممثل الشعب وانه يستلم راتبا لذلك".
بل حتى في مقولة " الشابندر " حولهم، وبدل ان يستغلوها إعلاميا كخرق واضح للدستور الذي سمى البعثيين ولم يسم الشيوعيين، فانهم اكتفوا بشكوى قانونية إلى المفوضية المستقلة للانتخابات معتبرة ماقاله "الشابندر" ليس نقاشا فكريا بل ورد في فترة الدعاية الانتخابية من نائب حالي ومرشح وهذا يخالف تعليمات المفوضية الخاصة التي تمنع المرشحين من التجاوز!
الشيء المؤكد ان السيد " الشابندر " كان ذكيا بإختياره للشيوعيين، ليس لأنهم قوة كبيرة منافسة له ولقائمته، بل لأنه يدرك ان اغلب المثقفين كانوا ذوي ميول يسارية وبعضهم مازال، وسيكتبون عن مقالته، وبهذا سيحصل على دعاية انتخابية مجانية مثيرة ستُبرز أهم مايريد أن يـُلفت الإنتباه له ويُسمعه بصوت عال:
" ياجماعة...! لقد تركتُ " جماعة علاوي " وأنا اليوم من " جماعة المالكي ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لو
صبحي حسين ( 2010 / 2 / 24 - 16:43 )
لو كنت اعرف ان تعليقي لن يمرر ، لكتبت بشكل اقوى حتى وأن لم يطلع عليه قراء الحوار المتمدن ، المهم هو ان اشفي غليلي
وأعتقد ان مانشر في صحيفة البينة الجديدة البغدادية، من رد على تصريحات السيد النائب ، كان من القوة بحيث ترك ارتياحاً لدى القراء ، لما فيه من انصاف للشيوعيين


2 - ماذا افعل
صبحي حسين ( 2010 / 2 / 24 - 17:09 )
ماذا أفعل اذا كان حاكمي خصمي


3 - دع عزت يجرب حظه العاثر
أمير الجنابي ( 2010 / 2 / 24 - 19:04 )
قال الشاعر الذي نسيت إسمه للأسف :
كناطح صخرة يوماً ليوهنها....فما تهاوت وأوهن قرنه الوعل !! الحزب الشيوعي ياما حطم قرون كثيرة تناطحت معه طيلة ثلاثة أرباع القرن الفائت فلندع أبو العز الشاهبندري أن يجرب حظه العاثر في التأثير بهز هذه الصخرة الصلدة والتي إنغرست بقوة في عمق تربة الوطن وهي محروسة بأيادي وعيون وقلوب وضمائر بنات وأبناء شعبنا العراقي النجباء ولا تستطيع أية قوة مهما بلغت من القسوة والجبروت أن تؤثر عليها قيد أنملة


4 - قليلاً من الخجل يا أشباه البشر
الحكيم البابلي ( 2010 / 2 / 24 - 19:17 )
جراح شعبنا لا زالت خضراء ، ولن يزيدها عُمقاً أو الماً كلام حربائي لقيئٍ هامشي الفكر والأخلاق كالمحترم جداً السيد الشابندر
لو كان شيوعيو العراق كما يفكر بهم هذا المخلوق الصرصور لكانوا خطفوا الحكم من إبن قاسم وبدون إطلاق رصاصة واحدة ، لكنهم ضحوا بنا وبشعبنا وأرضنا ومستقبلنا من أجل تطبيق النزاهة التي عُرفوا بها
الحياة تُعلمنا بأنه ليس من الخطأ بشيئ اللجوء إلى الأعوجاج الجزئي في سبيل تطبيق الإستقامة الكلية ، وخاصة عندما يتعلق الموضوع بوطن وشعب ومستقبل ، ولهذا فقد يكون من المفارقات الساخرة أن نعاتب الحزب الشيوعي على الأفراط في النزاهة التي أدت إلى التفريط بكل أحلامنا التي راحت أدراج الرياح
قد يستطيع الشابندر أن يقول ما يشاء ، ولكن كما يقول المثل العراقي الشهير : لحم الخروف معروف ، فقل ما تشاء يا شابندر ، أما نحنُ ، فمن وثق بماءٍ لم يضمأ
تحياتي


5 - لا عتب على الشابندر
ناصر عجمايا ( 2010 / 2 / 24 - 22:02 )
الشابندر معروف وهو امتداد للبعث , ليس غريبا , ليس غريبا ان يصف الحزب بهذه النعوت الفارغة , عن الواقع والمعروفة من الجميع , ولماذا تحالف مع الشيوعيين في من خلال قائمة العراقيون , عام 2005 , وهذا صراع ولا نستغرب من هؤلاء وهو امر طبيعي جدا, (ان اتتك مذمة من ناقص فاعتبر انني كامل)


6 - الشيوعية لا زال شبح يجول
نادية محمود ( 2010 / 2 / 24 - 22:58 )
حين قال ماركس، ياعزيزي ضياء، ان الشيوعية شبح يجول في اوربا انذاك، لم يقلها من فراغ، كان يعرف ان هذا بعبع للرأسمالية وللطغاة و للامبريالية و الرجعية، و ان بيدها القوة لزلزلة الارض من تحت اقدامهم، نعم ان الشابندر و غيره سينعتون الشيوعية بابشع النعوت لانهم يعرفون قوتها الحقيقية، مهما كان ضعفها، يعرفون انها ليست مزاح. اما مسالة الامانة و النزاهة و الصدق هذا لا شأن لهم به، و لا يشكل اية اهمية بالنسبة لهم، هم يريدون ازالة الشيوعية من الوجود، و المسالة ان ما دام هنالك من يرفع راية الشيوعية، لن يستطيع احد ان يزيلها الا يوم يصبح الصراع الطبقي تاريخا..
تحياتي


7 - جريمة ضد الذاكرة
قارئة ( 2010 / 2 / 25 - 07:40 )
ثق أيها الرفيق أنه في قرية عربية نائية فيها مسجدا وثكنة أهلها في زمن المواطنة لن يصوتوا لصالح الحزب الشيوعي العراقي أبدا لسبب بسيط أنهم ليسوا على أرض سلمان الا انهم لو تجرأ أي كان ولو مازحا وقرن أو شبه الشيوعيين بالبعثيين لجلد في ساحة القرية على يد الرجال لأعتداءه على الذاكرة اوالأيام بيننا وللعبرة يجيء ردفلاح بسيط على سؤال صاحبه أين هم الشيوعيين وكانا في البيت وكانت ضمة ثوم معلقة على الجدار أشار الفلاح اليها واثقا ومبتسما ألا ترى نحن ياصاحبي كالثوم معلقا ويعطي ثمارا


8 - شهادة من الواقع
رياض الحبيّب ( 2010 / 2 / 25 - 10:10 )
كان أصدقائي في مرحلة الصبا من الشيوعيين العراقيين ومنهم اثنان من أخوالي- كما ذكرت في أحد تعليقاتي سابقاً، لأنهم أثبتوا جدارتهم بالثقة والإطمئنان متى تحدثت إليهم وأفضيت بما يخالجني من أفكار، إنهم كانوا الأكثر ثقافة بدليل سعة الإطلاع والأرحب صدراً بدليل تقبلهم الرأي الآخر المختلف بدون تبييت ضغينة وعداء والأكثر حرماناً بدليل انخراطهم في أعمال بسيطة وضمن الطبقة العمالية الكادحة والأكثر مظلومية بدليل حجب مناصب عنهم هم الأجدر بتسنمها في مستويات عدة. ولكن ما يحز في نفسي إلى اليوم خطأ وقعت به قيادتهم حين وافقت على الإنضمام إلى ما سُمّي في السبعينيات بالجبهة الوطنية التقدمية الإشتراكية أي حين وثقت بالقيادة البعثية آنذاك لتأسيس الجبهة المذكورة، ما أعطى البعثيين فرصة للإنقضاض على أبرز ممثلي الشيوعيين واعتقالهم، حتى لم نعد نسمع شيئاً عن تلك الجبهة فيما بعد.
أمّا اليوم فلست أرى حزباً حسن السمعة بين الأحزاب العراقية أكثر من الحزب الشيوعي العراقي- والعراقيون أعلم.


9 - سؤال يستحق الاجابة
رهبية محمد لطيف ( 2010 / 2 / 25 - 11:58 )
الشيوعيون العراقيون هم اصحاب الايادى البيضاءوالتاريخ المشرف فلا يهم ان يحاول اشباه الرجال من المس بهم
تحية للكاتب ضياء حميمو


10 - الاناء ينضح مافيه
محمد نوري ( 2010 / 2 / 25 - 15:51 )
ان ما قاله النائب يعني الكثير بل انه له معاني كبيرة اولها انه يشعر بالحرج لوجود من هواكثر عطاء منه بل اكثر صدقا في التعبيرعما يحمله من مسؤلية تجاه من يعرف قدر المسؤلية الملقاة على عاتقه ..والشيوعي جدير بها لذلك يشعر بالحرج لوجوده بالقرب منه


11 - لم يعرف شابندر
ابو علي ( 2010 / 2 / 25 - 16:14 )
لم يعرف شابندر ان لجنة اجتثاث الافكار يعرفون الشيوعيون ومعنى الشيوعي الحقيقي حقا.
لو كان شابندر يعلم الحقيقة لما قال ذلك الكلمة


12 - انهم ملح الارض
قاسم الجلبي ( 2010 / 2 / 26 - 09:36 )
ان الشيوعيون العراقين ملح الارض . انهم حاملي مشاعلالحريه والكرامه والعداله والديمقراطيه وحق تقرير مصير الشعوب الشهداء الخالدون في ظمائر الشعب العراقي ,اين كل هذا من البعثين ؟انهم القتله المجرمون متعطشي الدماء اعدء الحريه والديمقراطيه اصحاب الفكر الشوفيني عليك يا شابندر ان تعيد قراءت التاريخ بعين مفتوحه

اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج