الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سينهي الخراب له صوتي

سميرة الوردي

2010 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


ليس عيبا أن لا نتشابه ولكن العيب أن نجعل من اللاتشابه عيبا ومكامن موت لمن لا يتطابق وأهدافنا ، هذا هو حال الأخوة الأعداء على حد تعبير الأديب الفذ مكسيم غوركي , نُخلق من بطن واحدة ولكل منا حياته التي لا تتطابق حتى بين التوأمين .
ليس العيب في اختلاف وجهات النظر ولكن العيب فيمن ساس وتحكم بامور الناس , ولم يصدق ولم يخلص وخان الأمانة وكذب ما وعد به وجعل الناس والوطن قرابين لأهوائه ومطامعه الشخصية ولم يراع ذمة أو ضمير , وتحرك هنا وهناك وذبح هذا وتستر على ذاك ، فلا مكان له وقبورأحبائنا ما زالت تأن من عظمِ مأساتنا التي عشناها أكثر من أربعة عقود.
كثيرون هم بناة الوطن ، وليس بالضرورة أن يكون هو الحاكم بأمر الله , فليأت فلان أو علان من الناس , ولكن الأهم من مجيئه هو ما يقدمه من برامج واضحة قابلة للتطبيق لا للسرقة والإكتناز على حساب الناس الذين ابتليوا بالحصار والموت وما بعدهما .
لا يهم أن يمثل الشعب زيد أو عبيد مادام يخدم مصالح الشعب ويحقق له الوعود التي من أجلها قدم الشعب قرابينه .
إن الصراع على قمة السلطة صراع مضحك مبكي ولمسناه وعاناه أبناء الشعب تفجيرا وتفخيخا . والوعيد والتهديد والتخوين والخيانات تجري على قدم وساق وكأن نهاية العالم ستكون إذا لم يفز هذا الطرف أو ذاك متناسين أن ما جمعهم هو إزالة الظلم المتأصل على هذا البلد منذ بدء التاريخ . متناسين أصول الديمقراطية الحقة , وعند بعضهم متأسفين على العهد المقبور . عابرين آلاف المقابر ويهددوا بمقابر جديدة إن لم ولن تأتي الإنتخابات بهم ، وآخرون جيروا النضال لأنفسهم فقط متناسين أحزاب أُخرى قدمت من المناضلين خيرة شبابها .
إن من يريد خدمة الوطن سيخدمه , سواء كان عضوا في البرلمان أو رئيسا أو شرطيا يقضي يومه في رعاية الناس
إن من يخدم الوطن حقا هو ذلك الجندي المجهول الذي سيحفض أرواح الناس في يوم الإنتخابات وفي غيرها من أيام ولن يجعل أيام الأُسبوع داميات باكيات .
إن من يخدم الوطن هوذلك البرلماني الشجاع النزيه والرئيس الذي يدرك ما عليه فعله كي يحقق للمجتمع استقراره ورفاهيته بانجاز مهامه على أكمل وجه وليسلم الأمانة في موعدها الى من إئتمنه غير منقوصة وافيا بقسمه لوطنه واخلاصه في عمله مطبقا القوانين , موفيا الشعب حقه .
إن هناك الكثيرين الذين أخلصوا في عملهم وأعاقوهم أصحاب المصالح والمطامح وسرقوا وفروا غير آبهين بما يلطخ شرفهم وسمعتهم , غير مبالين لأنين المرضى والجرحى الذين ينتظرون فرج الأزمات المتتالية بفارغ الصبر .
المهمة ثقيلة وعلى الناس جميعا إدراكها ، فلابد من المشاركة واختيار من يصلح من المرشحين لخدمة الوطن ، فالعراقيون معروفون بكوادرهم الوطنية المؤهلة لحمل المسؤولية ، ويبقى على الناس الإختيار .
سأنتخب من يحترم القانون والمرأة والمجتمع ،سأنتخب من يضع في أولياته بناء مؤسسات الدولة الخدمية في التعليم والصحة والأمن ، سأنتخب من سيقدم مشروعا بجعل بغداد عاصمة وقبلة منيرة تسطع أنوارها بين عواصم الأرض ، غير متناسيا دور المدن الأُخرى.
سأنتخب من سيحاول أن يجعل من وطني العراق بلدا سياحيا من شماله لجنوبه موظفا ما حباه الله من خيرات ومن مراكز أثرية ودينية تدر المليارات عليه ، سأنتخب من يستثمر هذه المليارات ليس لمصالحه الخاصة وانما لبناء الوطن وتعويضه سنين المرار التي مرت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بلا مساعدات خارجية ودون وقود.. هل مازالت المعابر مغلقة؟


.. تصعيد جديد بين حزب الله وإسرائيل وغالانت يحذر من -صيف ساخن-




.. المرصد السوري: غارات إسرائيلية استهدفت مقرا لحركة النجباء ال


.. تواصل مفاوضات التوصل لاتفاق هدنة في قطاع غزة في العاصمة المص




.. لماذا علقت أمريكا إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل؟