الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا ليتهم يتعضون ويجربوا حياة الفقراء!!

نجاح العلي

2010 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


قبل ايام قلائل قام المليونير النمساوي كارل رابيديير وهو رجل اعمال في الاربعينيات من عمره ويملك شركة كبيرة متخصصة في اثاث واكسسوارات المنازل بالتخلص من ممتلكاته لصالح الاعمال الخيرية ليس حبا في الله او الوطن بل اراد ان يجرب حياة الفقراء ليبدأ حياته كانسان بسيط مرتاح البال كما كان في بداية حياته بعيدا عن مظاهر الرفاهية الخادعة والرياء والنفاق والمجاملات لان المال _ بحسب رأيه_ لايجلب السعادة.
هذه الحالة اتمنى ان يتوقف امامها قليلا بعض برلمانيينا وسياسيينا ومسؤولينا واغلبهم جاءوا من رحم الشارع العراقي وخاصة الطبقة البسيطة والفقيرة من ابناء شعبنا لكن بعضهم نسي او تناسا الوعود التي قطعوها على انفسهم وانسلخوا عن واقعهم ليعيشوا في قصور فارهة داخل المنطقة الخضراء وخارجها ويتمتعوا بالحمايات الخاصة والكهرباء المستمرة والماء الصافي والجوازات الدبلوماسية والجنسية اللمزدوجة والامتيازات الاخرى.. اما بقية فئات الشعب فعليها ان تصبر وتتحمل حتى ياتيها الفرج من طبقات تتوالد باستمرار ومتشابهة من السياسيين النفعيين والوصوليين الذين لا هم لهم الا تحقيق الثراء الفاحش من المال العام، ويتشبثون بالسلطة بايديهم واسنانهم رغم ادعائهم انهم يؤمنون بالتداول السلمي للسلطة.
نحن لا نستحلفهم بالله ونقول لهم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) او نذكرهم بقول الله عز وجل (وقفوهم انهم مسؤولون) ولا نذكرهم ايضا بحب الوطن والاخلاص له.. بل نذكرهم بالجوع والخوف الذي تعرضوا له وذاقوه قبل ان يتنعموا بما هم فيه الان، فسياسيو الداخل تعرضو للجوع والاضطهاد والتصفية والتهميش والامر ينطبق كذلك على سياسيي الخارج الذين تجرعوا الام الغربة المرة والملاحقة وشظف العيش والخوف والرعب.
فهل نرى سياسيا او مسؤولا عراقيا واحدا يفعلها ويتنازل عن كل امتيازاته وامواله التي كسبها من المال العام بمرتبات وامتيازات كيفية ترهق ميزانية الدولة.. واي كان من يفعلها ـ ان حدث ذلك اصلا _ فانه يعطي درسا كبيرا للطبقة السياسية كما انه ينال رضى الشعب الذي يبقى يؤازره ويمتدح فعله هذا على مر السنين والاجيال كما انه يتمتع براحة البال والضمير التي هي اغلى من جميع الكنوز والمناصب والامتيازات والتي لايمكن شراؤها او الحصول عليها الا بالتماس المباشر مع ما يعانيه المواطنون ومشاركتهم همومهم ومشاكلهم.
*اعلامي واكاديمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توصيف رائع جدا
عباس عبد الرزاق الصباغ ( 2010 / 2 / 25 - 10:09 )
مقارنة رائعة من قبل الاستاذ نجاح العلي لحالتين احداهما اغرب من الاخرى الأولى حالة السياسيين واصحاب الامتيازات الهائلة وحالة الشعب الذي يعيش الكثير من افراده ليس تحت مستوى الفقر بل في ظروف لا تليق بالانسان والعيش الكريم في ادنى مستوياته اننا لا نطالب هؤلاء السياسيين بالتنازل عن امتيازاتهم لوجه الله بل نطالبهم بان ينزلوا الى الشارع ليروا كيف يعيش الانسان العراقي الذي عانى الامرين ومايزال يعاني.


2 - توصيف رائع
ساطع راجي ( 2010 / 2 / 26 - 09:20 )
مفارقة غريبة حقا ان يتنازل مليونير عن امواله التي جمعها بجهده الشخصي او ورثها بشكل شرعي من عائلته
اما الطبقة السياسية في بلدنا فمع الاسف الشديد لا يهمها الا مصلحتها ومصلحة بطانتها والمقربين منها وهذا الامر ينطبق على جميع الطبقة السياسية في عالمنا العربي

اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟