الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن العراقيون في أزمة والأزمة في أزمة

إياد منصور

2010 / 2 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


العراقيون ينشدون العدل ولا يهمهم من يحكم بل كيف يحكم...

((أُخرجوا إلى الحبشة فإنَّ فيها ملكاً لا يُظلم عنده أحداً))

هذا ما قاله النبي محمد عليه الصلاة والسلام لأصحابه الأوائل بعد أن هجروا واشتد ظلم المشركين بهم وضاقت بهم الدنيا بما رحبت فأذن لهم النبي عليه الصلاة والسلام بالهجرة إلى الحبشة لأن فيها ملكاً لا يظلم عنده أحداً ولم يكن مسلماً ... إذن فالأصل هو العدل وليس التديّن أو الطائفة أو الوطنية
أو القومية بلا عدل ... فالكافر العادل خير من المسلم الجائر لأن الكافر العادل كفره على نفسه وعدله للرعية أما المسلم الجائر فإسلامه لنفسه وجوره على الرعية.
فانتخاب شخصية دينية بلا عدل يعني بلا دين لن تنفع أو شخصية طائفية تفضل أشرارها على خيار الناس تضر ولا تنفع ...أو وطني ويقتل شعبه ما الفائدة من وطنيّته أو قومي عنصري متطرف ما الفائدة من قوميته التي تؤسس الحقد والكراهية... فالأصل إذن هو العدل.
والصوت الانتخابي هو أمانة في عنق المنتخب وهو ولاية أمرٍ يعطيها الناخب للمنتخب.

{أدِّ الأمانة إلى من أئتمنك باراً كان أم فاجراً} الإمام الصادق (ع).

وقد ذهب ملايين العراقيين في انتخابات عام 2005م باندفاع لم تشهده البلدان العريقة بالديمقراطية ... ذهبوا وأرواحهم على راحاتهم ... فأنتجت برلماناً يسمى عراقياً ولم يحمل الهم العراقي أو لم يكن بقدر الهم العراقي .. ترى .. لَمْ يَكملوا النصاب إلا عند تقرير امتيازاتهم في الرواتب العالية والتقاعد والأراضي والجوازات الدبلوماسية وعوائلهم وغيرها ...
الله أعلم!!
وعندما مرّ العراق في مرحلة مناقشة المعاهدة الأمنية بينه وبين أمريكا اكتمل نصابهم في مكة المكرمة .. تقبّل الله حجهم بأحسن القبول!!
وفي عام 2008م تأخر قانون النفط والغاز وإقرار ميزانية 2008م ومشاريع الكهرباء ومشاريع السكن وحقوق الضحايا وفاقة الأدوية والمستشفيات وقضايا المهاجرين والمهجرين في الداخل والخارج ... الخ.
والبرلمان حينئذ كان مشغولاً في تحديد ألوان العلم العراقي والشعب يئنّ بألوان العذابات ... وتحول العراق إلى قابيل وهابيل وكان على شفا حفرة نار الفتنة فأنقذه الله منها.
ووصل العراقيون إلى مرحلة :-
(لا يعرف القاتل لماذا قتل ولا يعرف المقتول لماذا قُتِل... يدبّرها الأنجاس ويهرب منها الأكياس) الإمام عليّ (ع).
كان بودّي آنذاك أن أبعث برسالة للبرلمان بعبارة واحدة :
يا مجلس النواب الموقر:
تحديدكم لألوان العلم العراقي الآن قد أثلج صدورنا!!
وهكذا تسوّفت كثيراً من قرارات الأمة المهمة وتأخر الكثير منها وأصبح البرلمان جزءاً من المشكلة وليس الحل والبرلمان الذي لا يعبر عن رأي الشعب تنعدم ثقة الشعب به ولا داعي لوجوده ... كتبوا الدستور ... نعم ... ومما كتبوا ما يلي:-
(مبيعات النفط والغاز من حق العراقيين أينما كانوا وتصل إليهم في عقر دارهم) كلمة حق ولكن طُبِّقت بالشكل التالي :-
(مبيعات النفط والغاز من حق جيوبهم ومن حق اللصوص أينما كانوا وتصل إليهم في عقر دارهم).
وأنا لا أقصد الجميع طبعاً بل أقصد من يعنيه الأمر لا سيما الذين أجرموا بحق العراق ولاذوا بجنسياتهم الأجنبية وفرّوا من حكومة بغداد الضعيفة ونسوا حكومة الله الكبرى الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.
وبصورة عامة لم يكن البرلمان كفوءاً ومؤهلاً لما هو فيه ومنتجاً بل كان وللأسف أصغر بكثير من حجم المرحلة الحاسمة والمهمة التي مرّ بها العراق وأصغر بكثير من آمال وطموحات الشعب الذي انتخبهم أو بالأحرى انتخب قوائم مغلقة جاءت بهم في غفلة من هذا الزمن الصعب.
وبهذه المناسبة وبكل احترام وتقدير أُخاطب الذين يقدمون أنفسهم الآن للشعب ثانيةً وهم لم يفلحوا من قبل .. إن كان الأمر كما تقولون في دعاياتكم الإنتخابية وهو ليس كمان تقولون وجئتم إلينا ثانية فستبقى أمريكا سيدة القرار وسيدة النفط والسوق وستظل بيوتنا ظلماء وشوارعنا حمراء وملابسنا سوداء ....... وإن كان الأمر كمان نقول وأعتقد أنه كما نقول فاذهبوا إلى حيث وسيأتي الله برجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولكن بشرط أن يغيرَ العراقيون ما بأنفسهم ولا يعينون الظالم على ظلمه.
وستسقط أقنعة تجار السياسة والدين التي يستقطبون بها عواطف الناس بعد أن عرف الناس هذه الأقنعة الخطرة السياسية منها والدينية .
(أأقنع من نفسي أن أكون أمير المؤمنين ولا أُشارك الناس معيشتهم) الإمام علي (ع).
هذا هو الحق والحق أن ينتخب القوي الأمين الصادق الذي يعمل لله ويبحث عن الفقراء والمظلومين ليس أيام الانتخابات فقط وبعدها ما كان فليكون وينظر لقوله تعالى :(فأمَّا الزَبَدُ فيذهب جُفاءً وأمَّا ما ينفع الناس فيَمْكُثُ في الأرضِ) كل شيء له قيمة عند الله بشرط الإخلاص مهما كان قليلاً .
صدّام كان بالأمس القريب درس بليغ ... درس ليس ببعيد .... كان يأكل بملاعق وصحون من ذهب وشعبه في حصار يتضور جوعاً فجزاه الله خزي الدنيا وعذاب الآخرة ...ألم تكن نسبة انتخابه 99.99 % فلم تحمه هذه النسبة لأنها كاذبة ولو كان عنده 50% لَحَمَتْهُ هذه النسبة لكونها حقيقية كما حمت شافيز لأنه كان صادقاً مع شعبه فالشعب الفينزويلي حرر رئيسه من الانقلابيين كونه منتخب ورئيس حقيقي ولم يدافع الشعب العراقي عن رئيسه لأنه دكتاتور ظالم.
وأخيراً نحن الآن في أزمة والأزمة في أزمة ..... أزمة البرلمان مع المواطنين أزمة كبيرة ولا يوجد ضمان .... نحن الآن بين أمرين أحلاهما مر فإما أن ننتخب فيأتينا وليدٌ جديدٌ مُشَوَّه يظل عالة علينا أربع سنين أُخر كالبرلمان السابق وإما ألا ننتخب قتبقى الأمور كما هي عليه (فلا حقٌ يعمل به ولا باطل يتناهى عنه).
سننتخب والروح في يد والقلب في يد أُخرى ... سننتخب ضمن التكليف الوطني والشرعي ولكن أليس لنا عليكم تكليف وطني وشرعي .... سننتخبكم وستتركونا بعدها أمام شبَّاك الإقامة الذي لا يفارقنا حتى نموت بلا وطن ... بلا هوية ... بلا عنوان.

ألا أيُّها الّليلُ الطويلُ ألا انجلِ
بصبحٍ وما الإصْباح منك بأمثَلِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت
عبد الحليم الدراجي ( 2010 / 2 / 25 - 13:20 )
احسنت اخي الكاتب، لقد اتيت صلب الموضوع ونحن حقيقة في ازمة والازمة في ازمة.. جزاك الله خير الجزاء على هذا الموضوع اللطيف والتعابير الجذابة.. واعانكم الله على غربتكم. تحياتي

اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج