الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أفلام مهرجان برلين السينمائي : -المُرْبِكَة- أو اللعبة التي أربكت حياة -ماريا-

محمد نبيل

2010 / 2 / 25
الادب والفن


أحيانا، تكون الهدية بداية لصفحة جديدة في حياة الإنسان. هذا ما حدث "لماريا أونيتو " في دور"ماريا ديل كيرمين"، بطلة الفيلم الأرجنتيني" المُرْبِكَة"(puzzle‏) ،والذي أخرجته "ناتاليا سميرنوف". و"المُرْبِكَة" هي لعبة تكون على شكل أجزاء يتطلب جمعها لتشكيل صورة أو مجسم ما، كما تتضمن لغزا يتطلب مجهودا ذهنيا وإبداعا فنيا لحله.

حب "ماريا" للهدية (المُرْبِكَة)، التي توصلت بها من طرف عائلتها، أربك حياتها، فحولها إلى عاشقة، ثم ممارسة لهذه اللعبة الجديدة في حياتها، الشيء الذي كان دافعا وراء إصرارها على شراء نماذج منها ، بالرغم من النقد الذي وجهه إليها زوجها "غابرييل كواتي " في دور "خوان".

وفي طريقها لشراء " المُرْبِكَة"، عثرت "ماريا" على إعلان لشخص يبحث عن شريك يلعب إلى جانبه، بغية المشاركة في مسابقة وطنية. "ماريا" لم تتردد في الاتصال بهذا الشخص قبل أن تلتقي به في بيته. إنه "أرتورو كويتز " في دور "روبرتو "، رجل يعيش وحيدا في بيته، عشق "ماريا" وشاركها اللعبة، كما تدرب معها عليها، حتى انتصرا معا في مسابقة "المُرْبِكَة" الوطنية، فحصلت "ماريا" على جائزة عبارة عن تذكرة سفر للذهاب إلى ألمانيا .

"ماريا" و "روبرتو" جمعهما رهان ممزوج بطعم الصمت و الكتمان. "ماريا" لم تتحدث لا إلى زوجها "خوان" ولا إلى أبنائها عن لقاءاتها مع "روبرتو" في بيته، و التي انتهت بممارسة الحب، في حين أضحى خوان" و الأبناء يعرفون هوس "ماريا" الجديد، والذي جعلها لا تبال بعائلتها. كل الحكاية فيها رهان جميل، رسمته المخرجة "ناتاليا سيمرنوف" بنوع من الذكاء و الحبكة و الإبداعية الرائعة .

الكاميرا تحكي في فيلم "المُرْبِكَة" عن الجسد و العشق و الصمت، و العنف الهادئ الذي كان يمارسه "خوان" ضد "ماريا ". توظيف اللقطات المكبرة، (Close Up)، مثلا من طرف المخرجة، كان اختيارا فنيا و جماليا جذابا، الغاية منه، كما صرحت بذلك"ناتاليا سيمرنوف"، هو الاقتراب أكثر من أدوار الممثلين.

حكت "ناتاليا سيمرنوف " بالصور عن الحب وعلاقتها بالجسد، التي تظل ، وكما عبرت عن ذلك للصحافيين، فيها نوع من الحياء . لم تكن المخرجة ترغب في عرض اللحظات الجنسية الساخنة إلا بحركة الكاميرا الخاطفة، و كأنها تريد وضع خط التماس مع الإحساس، و ترك المعنى معلقا في ذهن الجمهور.

"سيمرنوف" وظفت بشكل فريد تاريخ مصر القديمة، و ربطت جوهر الفيلم برواية "نفرتيتي"، تلك الملكة التي يعني اسمها "الجميلة أتت"، وهي زوجة الملك أمنحوتب الرابع الذي أصبح لاحقاً أخناتون، فرعون الأسرة الثامنة عشر الشهير، وحماة "توت عنخ أمون". وعلاقة "نفرتيتي" بالفيلم، تتأسس على حب المخرجة للفن المصري و جمال هذه الملكة الجميلة، حسب ما قالت في الندوة الصحفية.

علاقة "ماريا" "بروبرتو" كان رهانها كما رسمته المخرجة، هو لغة الرموز، و لغة الرمز تستهدف الجمهور أكثر من الخطاب المباشر، "فروبرتو" لم يتردد أمام الصحافيين في القول، بأنه ليس بينه و بين "ماريا" حب متبادل، فهو يعشق النساء، أما "ماريا" فتحب لعبة "المُرْبِكَة" .

لقد تعلمت المخرجة كثيرا من تجربتها الطويلة كمساعدة في الإخراج، و هي اليوم توظف باكورة تجاربها السينمائية في أول عمل روائي لها، لكنها ما زالت تحتفظ بتذكرة إنجاز فيلم جديد، كما احتفظت بطلة فيلمها "ماريا"، بتذكرة الذهاب إلى ألمانيا، بعد انتصارها في مسابقة "المُرْبِكَة" الوطنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل