الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن كنّا ، وماذا عن الآن ؟

زيد ميشو

2010 / 2 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


لاأعتقد بأن هناك شعوب تتغنى بحضاراتها كالموجودين في الشرق ، فتاريخهم مقدس وأجدادهم عظام ، وحروبهم مشروعة ، ومستقبلهم ممجد ، وماذا عن حاضرهم ؟
نتغنى بأمجاد الأسلاف ، ونتفاخر بإكتشافاتهم ، وندّعي بأن بذار التكنلوجيا الحديثة زرعت في أرضنا ، وما من تكنلوجيا إلا وقد خرجت من ثمارهذا الزرع .
خلقنا الجمال ، وصنعنا الطبيعة ، وأنزلنا الحروف وبنينا الجبال وحفرنا الوديان . ووجهنا الريح إلى حيث نريد .
آلهتنا أحق بالعبادة من كل الآلهة ، والقانون نحن وضعناه ، ونظمنا سير البحار وفضحنا أسرارها ، وبلطناها . والملفت للنظر في كل تلك الخصال الجميلة هو ملكيتها لفئة دون أخرى من أبناء نفس الشعب ، والمضحك المبكي والذي يدعوا للقرف ، فإن كل إنتساب لحضارة ما أو دولة كبرى أو أصبحت كبرى ، لاأحد يستطيع برهنة إن كان إنتسابهم جذري أصيل متغلغل في الأرض التي هم عليها الآن ، أم دخلاء ( لملوم ) ، أم من لقطاء سبايا الحروب أو من جلاء .
وإن كان الغرب هم من إكتشف البترول ، فأجدادنا قد وضعوا مكوناته ومزجوها ، وزاوجوا فحلين من H مع عذراء من الـ O بعد أن وافق الشعب حينذاك ، بروح الديمقراطية المشهودة لهم ، وصنعوا الماء .
نحن ونحن فقط ، وحضارتنا هي الأرقى ، وتاريخنا مشرّف ، وأجدادنا أذكى من أي متطفّل آخر على العلوم والفلسفة .
سقراط تعلم فلسفته من إبن زوبعة وأبيقراط إستمد علومه من جرجبيل وجامعة الدول العربية منحت شهادة الدكتوراه لنوبل ورأس المال مقتبس من فلسفة شلفنطح .
لم يكن تاريخنا يوماً دموي ، ولم يمارس العهر ، ولم يظهر لنا حاكم يهوى الغلمان وتهواه ، ولم يوجد في تاريخنا سحاقيات ، ولا جرائم إغتصاب ، ولم يكن فيه وهو الحافل بالنجاح قواداً ، ولا راقصة إغراء ، ولا بيوت دعارة ولامُثليين .
نحن أحفاد مصدّري الحرية والديمقراطية والليبرالية ، نحن نحن وليس غيرنا .
لم يخضع أسلافنا لجلّاد معتوه ، ولا بين قضاتهم من يحكم بغير العدل ، ولم يكن في حاشية الملوك والأمراء يوماً من خائن وضع كرامة بلده بالمزاد العلني .
لم يعرفوا الكذب ولا النفاق ولا أشعار مديح للحكام . لم يُعدم احد ، وكل من حكمنا فقد حكمنا بأمر الله مجسداً لعدالته حتى قبل إكتشاف الله نفسه .
نحن نحن وليس هناك غيرنا ، وحاضرنا يشهد !!
وماأبشع يومنا ..
أستلهم من الواقع المأساوي الذي عاشه العراق نكتة ، وكيف اصبح من يحمل رتبة ضابط له الأولوية في كل شيء ، وتخبرنا النكتة :
بأن احد الأشخاص الذين أخفقوا في المدرسة وتسكّع في الشوارع ، ذهب لخطبة فتاة ، فقال له والدها " ما مؤهلاتك بني " فأجاب للحال " جاري مقدم بالجيش .
من هذا الواقع السخيف ( ولا أقصد بان الحدث صحيح ) كنا نلتقي يومياً بأشخاص يتبجحون بمعارفهم الوضيعين من حماية مسؤولين او موظفين ( أصغر عملة ) لدى أي قبيح شاءت الظروف بأن تضعه بموقع مسؤولية ، فنراه يتفاخر بصديق له في حماية ( بعرور من البعارير ) أو إبن عمه هو الجحش الوحيد في في حضيرة البغال ، عدا نبرة التهديد التي يستخدمها في كل مرة يرغب بها بممارسة سلطة لايملكها ، وعلى من؟ على أشخاص لديهم مؤهلات علمية وأجتماعية وعلى ناس مسالمين ، ولا يوجد في عشائرهم أو بين معارفهم جرواً صغيراً أصبح كلباً شرساً فيما بعد من رجال متنفذين أو من جلاوزتهم .
ولم ينحصر هذا الواقع في العراق فقط ، فقد إتضح بأنها ثقافة شرق أوسطية ، بعد ان شاركنا بظلمهم من ألتقينا بهم جراء تشريدنا من أرضنا قسراً بسبب الكلاب الشرسة التي نوهت عنها إلى اراضي الله الواسعة ، بمشردين آخرين يتكلموا لغتنا بلهجات عربية مختلفة .
فذاك الذي يتفاخر بصديق له أو قريب ، ويتمسح بعباءته وهو لايرفع حجرة من رصيف قد تأذي عابر سبيل ، هو نفسه إبن المجتمع الذي يقول أجدادي كانوا >
وها أنا أسأل ، ماهو نفعك اليوم ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 2 / 25 - 11:38 )
أخي زيد المحترم ، تحية المادة تكشف ببساطة عن إحدى آفات مجتمعاتنا . ولشديد الأسف فقد إنتقلت بدورها الى الغرب عبر بعض مجموعات من المهاجرين الجدد الذين هم نتاج ذات التخلف . وغالباً ما تسمع أن فلاناً يعرف شخصية مهمة .يمارس بواسطة هذه ( المعرفة ) السطحية أعمال النصب على مهاجرين آخرين . مع الشكر لك .


2 - النقد الذاتي ضرورة حيوية
عبد القادر أنيس ( 2010 / 2 / 25 - 12:53 )
صدقت سيد ميشو، ممارسة النقد الذاتي ضرورة حيوية لمعرفة أخطاء الماضي وتفاديها في حاضرنا ومستقبلنا. المؤسف حقا أن مؤسساتنا التعليمية في جميع المراحل لا تؤدي هذه المهمة، بل تمارس التعمية وتساهم في تأبيد الرداءة على جميع المستويات.
تحياتي على جهدك التنويري


3 - السيد سيمون الخوري
زيد ميشو ( 2010 / 2 / 25 - 15:18 )

مرورك أسعدني
نسبة لابأس بها من المهاجرين ، حدّث ولا حلاج ، للأسف الشديد
ياخوفي أن تنتقل كل عدوانا للغرب


4 - السيد عبد القادر انيس
زيد ميشو ( 2010 / 2 / 25 - 15:18 )

نعرة التاريخ هذه ، جسدتها المناهج الدراسية
ففي كل صفحاته التي بغالبيتها مزوّرة ، نقرأ مايشدّنا للماضي
وبما إننا ندرك بأن حاضرنا مهتريء ، لذا نتفاخر بأمجاد لم نشهدنا


5 - تحياتي
شامل عبد العزيز ( 2010 / 2 / 25 - 15:20 )
الأستاذ زيد - أمنياتي لك بالخير وللعزيزين - الأستاذ سيمون والأستاذ أنيس - شكراً على المقالة - ما هو نفعك اليوم ؟ - لو نلتفت إلى جميع الجهات بدون وضع غمضات على أعيننا لأدركنا حجم الماسأة التي نحنُ فيها ؟ أنا من وجهة نظر شخصية أقول أن الفشل والإحباط هما السبب - الأعتراف أفضل - المكابرة لا تنفع ولكن أنا على يقين بأنهم سوف يبقون يكابرون إلى أن نصل حد الانقراض
مع أطيب المنى - سؤالك مهم جداً .. ما هو نفعك اليوم ؟


6 - النافع.....!!!وخير أمة ؟؟
العقل زينة ( 2010 / 2 / 25 - 16:02 )
وها أنا أسأل ، ماهو نفعك اليوم ؟
هذا قولك وأقول لك أن غالبية الذين حدثتنا عنهم يحلمون بالهجرة وفي مخيلتهم أن يقوموا بدعوة غير المؤمن فينضم إليهم النافع ليصبح رقما مضافا وغير نافع إلي أعداد خير أمة


7 - الأستاذ شامل عبد العزيز
زيد ميشو ( 2010 / 2 / 25 - 18:04 )
أسعدني تعليقك وفكرة الإنقراض
بعد مئات السنين ، سيبحث أجيالنا عن مايدل على أجدادهم في هذه الحقبة الزمنية ولن يجدوا أي إشارة لوجودنا ، إلا ماسيكتشفوه من تاريخ الغرب عن وجود أقوام من الشرق نزحت لديارهم ، وتسببوا ببلاء عظيم ، فطردوهم واعادوهم إلى تخلّفهم . شكراً لك


8 - إلى العقل زينة
زيد ميشو ( 2010 / 2 / 25 - 18:10 )
إقرأي ردي إلى السيد شامل عبد العزيز وستعرفي مصير المهاجرين
الغرب لديه حاضر ، وهذا يكفي لنحني رؤوسنا إحتراماً لهم
ونحن نترحم على زمان لم نعشه
بينما حقيقةً نحن نترحم على أنفسنا
شكراً لطلتك الجميلة


9 - سيدي زيد
شامل عبد العزيز ( 2010 / 2 / 25 - 18:50 )
تحياتي للجميع - ملاحظة صغيرة - العقل زينة رجل - وأنت تخاطبه بصفة الأنثى - فقط للعلم مع ملاحظة أن العقل زينة من أصحاب التعليقات المفيدة والعميقة ولا خلاف في أفكاره فهو من الذين يتمتعون برؤية ثاقبة - تحياتي للجميع


10 - العقل زينة
زيد ميشو ( 2010 / 2 / 25 - 20:57 )
شكراً لك أخي شامل على التصحيح وعذراً للإلتباس مع العقل زينة
وشهادتك له لاتأتي إعتباطاً ، إنما بالتأكيد يستحقها
متمنياً أن لاتبخلوا بتعليقاتكم الهادفة والمهمة على ماأكتبه


11 - غيبوبة
ناهد ( 2010 / 2 / 25 - 21:47 )
متى نستفيق من غيبوبة الماضي !!!
تحية للكاتب ، وكل احترام .
سلام


12 - ليس الفتى من قال كان ابي
الكاشف ( 2010 / 2 / 25 - 22:49 )
بداً اقدم جزيل المودة والتقدير للكاتب على هذا المقال فعلا هنالك الكثير ممن يتغنون ويطبلون بانجازات الماضي لتدمير الحاضر والمستقبل


13 - تحية للأعزاء
زيد ميشو ( 2010 / 2 / 26 - 06:04 )
الأستاذة ناهد
خوفي عندما نستفيق نرى مايدعونا للنوم مرة أخرى
السيد الكاشف
ياسيدي نحن كالإبن العاق الذي بدد ثروة أهله بالمومسات


14 - الاستاذ زيد ميشو
سالم النجار ( 2010 / 2 / 26 - 09:12 )
يسعد صباحك
لا اعتقد ان هناك شيء ميزنا عن باقي الحضارات التي قامت في العالم القديم ,لا من الناحية العلمية أو الادبية أو حتى الفروسية. وحالنا الان يرثى له ومستقبلنا لا يبشر بخير




15 - صورة حية للماضى التليد
أمجد المصرى ( 2010 / 2 / 26 - 14:54 )
أنظر إلى الأحوال فى الصومال و اليمن و أفغانستان و قطاع غزة ، ترى صورة حية للماضى التليد الذى يتباكون عليه و يحاولون استحضاره فى كل ربوع الشرق التعيس ، فهذه الإمارات محكومة بأحفاد السلف الصالح و تطبق شريعتهم السمحة


16 - الأستاذ سالم النجار
زيد ميشو ( 2010 / 2 / 26 - 17:56 )
كيف لا يوجد مايميزنا
وماذا عن المخترع عباس بن فرناس الذي صنع الطائة حسب مزاعم المناهج الدراسية
سيدي الكريم
كلامك صحيح وأبصم بالعشرة عليه
فلا حضارة مثل حضارة اليونان ، ومع ذلك نحن نعتقد بان حضارتنا هي الأهم
شكراً لك وأسعدني مرورك


17 - السيد أمجد المصري
زيد ميشو ( 2010 / 2 / 26 - 18:01 )
للأسف فأن شعوبنا تقرأ التاريخ وتقيّمه على عدد المعارك المنتصرين أسلافهم بها
بينما لاتتطرق لمستوى التخلف الذي عاشته
والدول التي ذكرتها ودول الشرق قاطبةً لاتاريخ حقيقي لهما لأنه تاريخ مزيّف
ولاحاضر لنا لأن حاضرنا مهتريء
شكراً لمداخلتك المهمة

اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب