الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
صدام والعقوبة الأقوى من الموت للسياسيين
ناصر موزان
2004 / 7 / 11أوراق كتبت في وعن السجن
حدثني سياسي واديب معروف لايريد ذكر اسمه بالحديث المخيف التالي :
( بعد الأنهيار المؤسف للحركة الكردية عام 1975، اعتقلت السلطة الدكتاتورية مجاميعا من العوائل الكردية التي كانت قريبة من مقرات الملامصطفى البارزاني وعملت على رعايتها، رجالاً ونساءاً واطفالاً . وقد عملت اكثر من جهة سياسية آنذاك لمعرفة مصيرها ومحاولة اطلاق سراحها لأنها لم تقم بعمل فعلي ضد سلطة البعث آنذاك، وعلى ذلك الأساس كتبوا عريضة وقعتها شخصيات سياسية يسارية وديمقراطية وقومية تقدمية عربية وكردية من خلال اللجنة العليا للجبهة الى رئاسة الجمهورية .
مرّت الأيام ولم يرد جديد حول الموضوع، الاّ ماتحدّث به عدد من السجناء السياسيين المطلقي السراح حديثاً آنذاك بعد نجاتهم باعجوبة من التعذيب المريع الذي اوصلهم حد الموت فاطلق سراحهم، وقد استشهد في منزله بعدئذ من استشهد وعاش من حالفه الحظ وهو مرعوب لم تفارقه حالة الرعب لوقت لم ينته، بعد ان ترك السياسة . وقد افاد البعض بروايته حول تلك العوائل الكردية التي كانت بحدود خمس وعشرين عائلة، وافاد بان رجال مخابرات صدام قتلوهم بالفؤوس جميعاً بمرأى من مجموعة السجناء السياسيين الذين اوثقوا ايديهم واعناقهم ليشاهدوا قسراً عمليات الأعدام البشعة تلك .
ثم جمع رجال المخابرات الأشلاء المقطعة لجثث العوائل ووضعوا الرؤوس عليها، وامرّوا السجناء السياسيين الآخرين (الذين لم يشاهدوا عملية القتل الوحشية تلك) عليها لرؤيتها، الأمر الذي ادىّ الى اغماء قسم من السجناء والى اصابة الآخرين بصدمات نفسية مريعة ادت بالبعض الى حالات من التقيؤ المتتالي الذي ادىّ الى استشهادهم.
وقد اوصلت بعض الجهات السياسية انباء تلك المجازر الى الدكتاتور (المجرم النائب آنذاك)، لغرض التحقيق بالأمر و(احتمال بقاء ؟!) من دعاهم بـ (جماعة ناظم كزار) بعد ان الحق كلّ الجرائم وبشاعات الدكتاتورية به بعد مقتله في تموز 1973 وبعد تصريحات (ان ماقام به ناظم كزار كان من خلف ظهر حكومة الثورة؟!)، لتبييض صفحته هو وكأنه لم يكن رئيس العصابة المباشر لناظم كزار .
بعد شيوع انباء المصير المفجع لتلك العوائل، اضاف السياسي المعروف، جاءتنا اتصالات عاجلة بضرورة عقد اجتماع عاجل للجنة الجبهة. جاء صدام بنفسه لأدارة الأجتماع بعد ان تعلّقت اجتماعاتها لفترة طويلة وقال مهدداً الحضور ومتوعداً :
" اكيد سمعتم بما حصل لعدد من (الخونة) الأكراد وعدد من السجناء الذين يطالب البعض منكم باطلاق سراحهم وقد اطلق سراح الموجودين منهم، سمعتوا مو . . شوفوا !! السياسي يتوقّع الموت ويتهيأ له طول عمره ونشاطه، اي ان الموت لايعني له شيئاً ، يعني الموت ليست عقوبة للسياسي بل هو الذي يبحث عن الموت بأيدينا ليكون شهيداً خالداً بقناعته، اننا نبحث عن عقوبة اشدّ من الموت، (ان يعيش وهو ميّت) . اننا نبحث عن عقوبة تجعله يعيش وهو ميّت !! وصاح مهدداً بيده ومبحلقاً بعينيه " افتهمتوا ؟!" وساد القاعة صمت الأموات ) .
ناصر موزان
10 /7 / 2004
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. طلاب العلوم السياسية بفرنسا يتظاهرون دعمًا لغزة
.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود
.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة
.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو
.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع