الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تسقطوا في الفخ الإسرائيلي

فاطمه قاسم

2010 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


د.فاطمه قاسم


إسرائيل، في ظل هذا الائتلاف الحالي الذي يقوده بنيامين نتنياهو، تصل إلى الذروة في عدوانها ضد الشعب الفلسطيني، وضد حقوقه، وضد مستقبل أجياله.

والعدوان الإسرائيلي يستمر هذه الأيام على جبهات متعددة أهمها الهجوم اليومي المتمثل في الاستيطان والتهويد وهدم البيوت وسحب هويات المقدسيين، وجعل حياة الفلسطينيين مستحيلة في الضفة والقطاع ، سواء على صعيد ممارسات الجيش الإسرائيلي، أو على صعيد ما يفعله المستوطنين.

أما الجبهة الثانية للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني يتمثل في الهجوم الإعلامي المبرمج لتشويه صورة هياكلنا الوطنية، وشعبنا، وتشكيكنا في بعضنا، وإثارة الفتن والتقولات والإشاعات السوداء، وأنصاف الحقائق والفبركات، التي تطالعنا بها الصحف الإسرائيلية، وقنوات التلفزة الإسرائيلية، بما يشبه مسلسلات الإثارة، مرّة بحكايات عن الفساد، ومرّة بحكايات عن جواسيس يعملون مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، المهم أن تقدم أجهزة الإعلام الإسرائيلية كل يوم إثارة جديدة، وهي تعلم أن الوعي الفلسطيني مشتت للغاية، وأن الانقسام وما يصاحبه من تراشق هابط هو البيئة المناسبة لتداول موجات الهجوم الإسرائيلية والتعامل معها وترويجها بنوع من الغباء المفرط، والتهور والسطحية، ومصلحة البعض في تدمير الذات، وخلخلة علاقاتنا الوطنية والاجتماعية إلى حد التدمير.

وهذا المخطط الإسرائيلي مع الأسف الشديد دائماً يجد من يسقطون في الفخ بسهولة، ويسلمون أنفسهم بالكامل إلى هذه الدعاية الصهيونية السوداء.

والمطلوب وقفة وطنية جادة ومحترمة وواعية ضد هذا المخطط الإسرائيلي، وضد من يقعون بسهولة فريسة له، فيتحولون إلى أدوات عمياء لتشويه صورة شعبهم.

نحن لسنا شعبا من الملائكة التي ترفرف بأجنحتها في الفضاء، نحن شعب مثل بقية الشعوب، بشر حقيقيون، نناضل من أجل قضيتنا، نصمد ونضحي ونواجه الصعاب، ونمر باختبارات قاسية، وبعض الأفراد قد يسقطون في هذه الاختبارات، فما هو العجب؟
ولماذا وسائل الإعلام الإسرائيلية تصور الأمور كما لو أنها كارثة وأنها تحدث في العالم لأول مرة؟

كباحالمطلوب:صة في علم النفس السياسي والاجتماعي، فإنني على ثقة بأن هذه الحملات المسعورة من التشويه التي تواصلها أجهزة الإعلام الإسرائيلية والمتوازية مع جنون وسعار الاستيطان والتهويد، سوف تصبح فاترة، وتسقط لو أننا كفرقاء فلسطينيين تعاملنا معها بحجمها الحقيقي، من خلال الاستناد إلى الفكرة الجوهرية الأولى، وهي أن هذا الاحتلال الإسرائيلي بكل خصائصه وسلوكياته هو عدونا الرئيسي، وأنه لا يريد لنا الخير في أي شيء يفعل أو يقول، بل يريد لنا الشر، ويريد إضعافنا بصفتنا نشكل له القلق الرئيسي الدائم، وأننا نحن كشعب بكل هياكلنا المتعددة نعتبر هاجسه الأول، وقلقه الأول، وخصمه الأول، وتهديده الأول، ولذلك فهو يقتلنا بكل الوسائل، بكاتم الصوت، وقذيفة الطائرة، كما يقتلنا بالإشاعة، والفبركات الإعلامية، والتسريبات الأمنية، وإثارة الفتن والأحقاد الداخلية، وتضخيم الوقائع والأحداث والأخطاء، وتحويلها إلى سيول يغرقنا فيها ويغرق تاريخنا النضالي ويلغي من أذهان الناس صورة صمود شعبنا في كل المناطق الفلسطينية منذ أن احتل أرضنا .

إذا المطلوب :
ليس أكثر من مجرد الانضباط الوطني، وأخذ الأمور في أحجامها الحقيقية، والتعامل معها بطرق منطقية، فكل الشعوب مهما كانت كبيرة وقوية يوجد من بينها أفراد يسقطون في جريمة التجسس، أو ارتكاب أخطاء مسلكية، أو يسقطون في اختبارات الأمانة، وليس علينا سوى أن نتابع وندقق ونتأكد ثم نأخذ القرارات بإصلاح الأخطاء، وإبعاد الأذى، وعزل المسيء، والاستمرار في النضال بثبات دون الوقوع في فخ الدعاية الإسرائيلية المبرمجة والسوداء.

صراعنا مع العدو مستمر،
واشتباكنا مع الاحتلال مستمر،
ونتوقع من هذا العدو والمحتل أن يفعل المستحيل لكي يجعلنا نستدير ونشتبك مع ذاتنا، ونجاحنا في الاختبار أن لا نستدير إلى الخلف، وأن نواصل النضال ضد الاحتلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت