الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماقبل الطامة الكبرى

فاضل فضة

2004 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


عندما تكفهٌر السماء مؤذنة بقدوم العاصفة، لابد لهذا الحَبل الغيمي أن يثمر مطراً، أو فيضاناً أو إعصاراً. هذا ماتحدثنا به الطبيعة في جغرافية الشمال في أقصى الغرب عبر فصول السنة. وهذا ما يتحفنا به خط الاستواء في بعض الدول، حمراء التربة، المنسية أيضاً.
وفي جغرافية أشعٌة الشمس الحارقة، بدون إكفهرار لسماءٍ ما، في أرض مغطاة بكثبان رملية تتلاطم بشعور الرغبة أو العزلة مرات، أو يجتاحها شعور الصمت في داخلها بدون منافذ بالفرج.
في هذه الصيغة التائهة لابد للعقل أن يمسح حرارة الصحراء عن الجبين، مغادراُ أو باحثاً عن مدن مأهولة باحتقان الإنسان في جوٌ وسماء العقول المكفهرٌة أكثر من أية جغرافية مكانية أو زمانية أقتضبها تاريخها بحسرة جوفية كامنة مازالت تبحث عن ذكرى الصفاء، في أمل التحذير قبل وقوع الطامة الكبرى.

وفي بلاد الحب الذي رحل وولقى، وبؤس الإنتحار بالموت تشرٌداً أو أملاً. مازال العقل يصارع حقيقة التساؤل عند هدف غير مرتجى، أو حلم مبتور بالدم، أو بعد تائه على سدٌة حكم مازال تاريخاً غير مكتمل.
وفي ارض التلافيف الدماغية، تمتد الصحراء مسافات تشكل جفافاً تلو الأخر، ومحرقة بدون نار، وأرضاً للحرث الصحراوي قبل أن تستيقظ البذور.
وفي عمر زمني خارج عن دائرة العقل، مازال الفكر المتوعك ألماً، يعاني من أمراضه المزمنة، وحفنات من الإنتهازيين الذين سادوا ونشروا الظلام فوق ظلام، ونشروا الجهل في أجيج عاطفة على حساب المعرفة، وعمرٌوا ومازالوا، باطنية ذاتية، فرداً أو جماعة، بدائية، بدون حدود، مازال كل هؤلاء، يغرسون الأوهام قبوراٌ، في مدن اكبر من مقابر التاريخ القادمة.

وكيف يمكن للعقل القريب والبعيد أن يكون صورة للأسمى خارج حظيرته المهملة، وكيف يمكن للسواد في عيون الليل، ان ينقلب إلى نور شمس في جزيرة للكاّبة لاتعرف من معنى أخر للحياة.

وكيف نحوٌل الشعور الكاره لكل شئ إلى شعور أخر يؤمن بالحب والفرح والحياة وقليل من قيم الإنسانية المطلقة، الغير مفصلة على قياسات زمنية وقوالب عفى عليها الزمن إلاٌ في عقول متأرجحة، بقضية المعرفة المتأخرة ليس أكثر.
وهل نسيت حقول النفط أنها ولدت لتحيّ منتجات الإنسان لتسهيل حياة هذا الإنسان، أو لتعقدها إذا لم يكن يملك ناصية الزمن؟
وهل نسيت جلابيب الدهر الغائب، أنه أن أوان غسيل ماتبقى من غبار الكثبان الصحراوية المرهقة في تنقلها وثباتها التاريخي الطويل؟
وهل تناسى الظلم وجوده في دوائر التشٌرد المتمرد على قوانين الطبيعة والتطور ودورات التاريخ في قوتها أو ضعفها؟

في بلاد غرست بالدم اشجارها وثمارها وكل ذرٌة تراب. في بلاد الشعر الناري في عروق وشرايين زرقاء أو خضراء أو سوداء،
مازال العقل طريد الذكرى، لايعرف أين الحقيقة، خارج الذات المضطربة، ولايعرف معنى مكامن النور بدون ألهة، ولايريد تصوٌر ان العقل إرادة، والحب منهجية للبقاء رغبة وواقع، والعيش المسالم طرداً للموت البرئ من احكام إنسانية مهتزة، أو تيه في بهتان لذات مغلقة غير مدونة!

إلى أرض لاتعرف الحلم بالسلام،

دمٌركِ التاريخ في عصر الولادات الصعبة،

ومازالت أثامك في العقول تحرث الإنفجارات الصعبة،

والإنتحار الذاتي المؤدٌي إلى طريق الفناء بيولوجياً بعد تجارب الحروب التقليدية واسلحتها القادمة،
وبإمراض، جينية قد تخترع حسب الحاجة، والضرورة، لمن مازال يعتقد أنه الأذكى والأشطر والأقوى في قطع الرؤوس،

إنه التاريخ الذي لايرحم لمن لايتعلم منه الإ دروساً تناسب عضلاته في متحف رسمت حدوده،
وغابة للقنص المستقبلي، ليس أكثر..

إنها الطامة الكبرى لمن لايملك القدرة على محاكاة الوقائع بتاريخها الدامي!

أهلكت الملايين في روسيا وأوروبا وفي هيروشيما وناغازاكي.. هل يحتاجون لدروس أكثر؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة- | #مراسلو_سكاي


.. استشهاد الصحفي بهاء عكاشة بقصف إسرائيلي استهدف منزله بمخيم ج




.. شهداء ومصابون جراء غارات إسرائيلية استهدفت مربعا سكنيا بمخيم


.. نشطاء يرفعون علم عملاق لفلسطين على أحد بنايات مدينة ليون الف




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تحقق مطالبها في أكثر من جامع