الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لتتوحد الإرادة الذاتية لقوى اليسار الفلسطيني..

موسى أبو كرش

2010 / 2 / 25
القضية الفلسطينية


في الذكرى "الحادية والأربعين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية

تحيي جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، ومعها كافة الأحرار والمناضلين الشرفاء في العالم اليوم الذكرى الواحدة والأربعين لانطلاقة الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، هذه الانطلاقة المظفرة، التي شكلت فجرا جديدا في حياة الثورة والشعب، ومنعطفا ثوريا واقعيا حقيقيا للثورة الفلسطينية المعاصرة - نظرا، لما قدمته الجبهة من رؤى وبرامج ثورية ونضالية سياسية وكفاحية وجماهيرية، ساهمت إلى حد كبير، في تعزيز مكانة منظمة التحرير الفلسطينية وفتحت أبواب الاعتراف بها كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، ليس على المستوى العربي فحسب، وإنما على المستويين الإقليمي والدولي، الأمر الذي فتح أمامها الآفاق، وكرّس وجودها على المستوى المحلي والعربي والدولي، وشرّع أمامها أبواب الدخول للمنظمات الدولية، وفي المقدمة منها منظمة الأمم المتحدة.. وما كان للجبهة الديموقراطية أن تحقق هذه الانجازات وتكرّس وجودها كواحدة من قوى منظمة التحرير الفلسطينية الرئيسية في وقت قياسي قصير، لولا القيادة الحكيمة والواقعية التي اتصفت بها قادة الجبهة الديموقراطية، وفي المقدمة منهم الأمين العام للجبهة الديموقراطية الرفيق نايف حواتمة أبو خالد، والذين كان لهم فضل طرح البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير الفلسطينية، والذي شكل فتحا سياسيا جديدا ساهم إلى حد كبير في انعطافة الثورة نحو تحقيق حلم الأجيال بالعودة، وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، كما كان للتضحيات الجسام التي قدّمها مناضلو الجبهة الأوائل وشهداؤها الميامين، شرف نقل العمليات العسكرية النوعية إلى قلب الوطن الفلسطيني المحتل، وما عمليات ترشيحا ومعالوت وبيسان وغيرها إلا شواهد حيّة على ذلك، وفي هذا المقام، لا يمكن أن ننسى تلك الجهود الجبارة والمخلصة التي بذلها مناضلو الجبهة النقابيون والذين كان لهم فضل ردّ الاعتبار للحركة الجماهيرية الفلسطينية، وتكريس النضال السياسي والمطلبي للأطر لنقابية الفلسطينية مما ساهم في تصليب مواقع منظمة التحرير الفلسطينية وربطها بجماهير بشعبنا، مما أثمر فيما بعد في تفجير الانتفاضتين المباركتين، الأولى والثانية.
ومما يأسف له حقا أن الاحتفال بذكرى الانطلاقة هذا العام ،يأتي في ظل أوضاع محلية ودولية غاية في السوء والتعقيد، فالحصار الإسرائيلي للقطاع لا يزال على أشدّه، كما أن عمليات تهويد القدس تجري على قدم وساق، من خلال الجدار الاستيطاني المقيت، والتوسع في حفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى، وهدم بيوت المقدسيين وتهجيرهم عن مدينتهم، والحواجز التي تقسم الضفة لازلت على حالها، وعمليات تسمين المستوطنات لازالت قائمة - رغم الوعود بتجميدها و سلسلة الخطط والبرامج التهويدية للمدن الفلسطينية تجري بوتائر سريعة ومتعاقبة والتي كان آخرها ضم الحرم الإبراهيمي الشريف وقبة راحيل إلى المناطق الأثرية، في ظل عجز عربي وإسلامي وأوروبي وأمريكي، عن لجم هذه المخططات، وإقناع العدو بوقفها وعلى أقلّ تقدير تجميدها، بما يساهم في استئناف المفاوضات على أسس تضمن قيام الدولة الفلسطينية على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس، وعلى المستوى المحلي الوطني لازال الانقسام المقيت هو سيد الموقف، وهوة الخلاف الفلسطيني الفلسطيني في ازدياد، رغم الجهود المباركة التي بذلها الأشقاء العرب وفي مقدمتهم مصر الشقيقة، لجسر هوة الخلاف من خلال جلسات الحوار المتتالية التي عقدتها بين الأطراف الفلسطينية والتي توجت بالوثيقة التي وافقت عليها معظم الأطراف الفلسطينية باستثناء حركة حماس، الأمر الذي ساهم في تكريس الانقسام كحقيقة واقعة للعام الثالث على التوالي، تحت حجج ومبررات لا تخدم إلا التوجهات الفصائلية ولا تساهم في حل مرتقب للقضية الفلسطينية، الأمر الذي يتطلب من القوى المناضلة والشريفة في الساحة الفلسطينية- وفي المقدمة منها قوى اليسار الفلسطيني - الضغط وبكل قوة لإجبار الطرفين المتناحرين على التوقيع على الوثيقة، وسرعة تطبيقها للتصدي للمخططات الصهيونية ولجمها وإجبارها على وقف هذه المخططات، والإقرار بالحقوق الفلسطينية، ومما يرثى له أيضا، أن قوى اليسار الفلسطينية، تزداد تشرذما بعد تشرذم، وتتسع حدة الشقاق بينها بدل الوفاق والاتحاد والوئام.
لقد بات من غير المفهوم لشعبنا، وقواه الشريفة الوطنية واليسارية هذا الشقاق المتواصل، وهذه الشًرذمة والاصطفاف غير المبرر واللامبدئي، تحت رايات وأجنحة محكومة لقوى إقليمية، والارتماء في أحضانها، والارتهان لمواقف وجهود لا تخدم قضيتنا الوطنية، وتزيد حدة الانقسام الوطني، الأمر الذي يجعل التضحيات الجسام لشعبنا ومناضليه، تذهب أدراج الرياح، وفي أحسن الأحوال، تؤخر تحقيق إنجازاتنا الوطنية.. ومما يدعو للغضب والعجب في آن، أن قيادات اليسار الفلسطيني - فرادى ومجتمعين - تقر بخطورة هذا النهج اللا مبدئي وتستمر فيه، وتخترع له الأحاجي والذرائع والمبررات، وتؤكد في كل مناسبة علي ضرورية وأهمية وحدة قوى اليسار ولملمة صفوفها، وتجذير مواقفها، حتى تأخذ دورها ومكانتها الحقيقية في قيادة شعبنا وتحقيق أهدافه، ما يستدعي على الفو، القيام بعدة خطوات جديّة على هذا الطريق، وفي المقدمة منها، توحيد الإرادة الذاتية لهذه القوى ،وتوحيد برامجها وأهدافها، وقواها الضاربة، وأدواتها النضالية، دون إغفال بالطبع للعوامل الموضوعية، والأخرى البرامجية التي كا فتئت تنهض عقبات على هذا السبيل.
ندررك أن حجم المعيقات التي تقف في طريق استعادة وحدتنا الوطنية، وطليعته اليسارية كبيرة وعميقة، ولكننا ندرك أيضا أن الإرادة الصلبة ،والنوايا الصادقة، إذا ما تضافرت مع الإخلاص والجهد المتواصل، تستطيع أن تحقق المعجزات .
تحية للجبهة الديمقراطية - كوادر وقواعد وأنصار- في ذكري إنظلاقتها الواحدة والأربعين .. ولشهداء شعبنا الخلود.. والحرية لأسرانا، وأسرى الحرية في كل مكان.
• كاتب وصحفي فلسطيني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا