الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شتيمة مراقبة مغامرة

طالب إبراهيم
(Taleb Ibrahim)

2010 / 3 / 1
الادب والفن


شتيمة

التفت فلم يجد أحداً، تمخّط بزاوية الجدار، ومضى يمسح يديه بيديه.
نبت عجوز من زقاق جانبي، يستند بين الجدار والعصا.
استرخت يده على البقعة اللّزجة، تحسّسها، فأيقن أنّها "مخطه"
سحب يده بقرف، فسقط على الأرض كومةً.
سمع صوت العجوز الشّاكي، فعاد مسرعاً، حمله، وأوقفه على ساقيه
بين العصا والجدار.
ضحك وهو يمضي عندما تناهى صوت العجوز عند أذنيه شاتماً:
ـ "يلعن أبو يلَّي مخّط عَ الحيط، مين ما كان يكون.."!!
.................
مراقبة

أغلق الباب، فضحكت، خلعت قميصها، خلع قميصه.
أرختْ تنورتها، خلع حذاءه. أنزلتْ جوربها الطوّيل الشّفاف،
خلع سرواله و"شورته" الدّاخلي معاً.
فكّت حمالة الصّدر، وأعطته إيّاها، زرعها فوق صدره وهزّ كتفيه،
ثم قذفها فوق الشّراشف المنثورة.
تعرّت، تعرّى. نامت في السّرير، همّ لينام فوقها صرخت الجدّة:
ـ افتح الباب.. افتح الباب..!!
............
مغامرة

ركب داخل الدّولاب، وأحنى ظهره، ليسمح لرأسه بالدخول أيضاً.
طوى ساقيه، وأبقى يديه، تلوحان في الخارج.
دار الدّولاب دوره واحدة قبل أن يهبط في الطريق النّازل إلى القرية.
انفرجت ساقاه معاً، فكبحت جماح تلك الحركة، وأيقن
أن المغامرة جاهزة بحركتها وكوابحها.
لوّح الطفلان فرحين وخرج صوتيهما من عمق الدّهشة مهللةً مزغردةً.
بعد ذلك "لم يحمله رأسه" قلب الدولاب، وهبط نحو القرية
بتسارع بطيء سرعان ما اشتدّ، حتى أمسى خطيراً،
وعجز المغامر البطل عن إيقافه.
خرج صوته مختنقاً و خائفاً و باكياً من قلب الدورات المجنونة.
هلّل الطفلان، وهتفا معاً باسم المغامر الشجاع، وركضا
خلف الدّولاب السريع.
قفز رجل عن سطح داره، ولحق بالدّولاب التّائه، وعالجه بجدار حجري.
اهتزّ الدّولاب، انشبح منه المغامر التّائه كتلة من اللّحم تهتزّ من فوضى الدّوران.
بعد دقائق من التّرقّب والخوف، فتح عينيه المرتعشتين، وتساءل:
ـ لماذا تدور الدّنيا؟!
عندما استقرّت عيناه، أنّبه الرجل بشدّة مندهشاً، كيف يرمي الغبيّ نفسه إلى الموت!!
لكن المغامر لم يرد.
قاد الدّولاب أمامه، وقفز فوقه، ودوّر شفتيه، ليسمح لصفيره أن يخرج.
بصق الرّجل على الأرض، وتمتم بينه وبين نفسه، وعاد يعرج إلى داره.
شتم الطّفلان كل الكبار لإعاقتهم المغامرات المذهلة،
وتمنّيا ألا يكبرا، وعادا إلى البيت بحلم جميل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس