الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسيحيو العراق دماء تسيل وعيون تتفرج

سامي جاسم آل خليفة

2010 / 2 / 26
حقوق الانسان


مؤلمة تلك الهجمات الشرسة التي تطال أحبتنا المسيحيين في العراق بالقتل المنظم والمدروس على مرأى ومسمع من دول العالم التي تتفرج على تلك الدماء التي تسيل وتجري في شوارع الموصل وبغداد على أيدي عصابات وحشية تفتقد الإنسانية ومعانيها فأخذت تقتل وتفترس وتنتهك النفس والحريات والبراءة والحب والشرف باسم الدين والمتاجرة به في سوق الشريعة الإسلامية التي نسوا ما جاءت به من حرمات يسألون عنها تحت استفهام بأي ذنب قتلت؟!.

من يظن أن تلك الدماء نصرة للدين والشريعة فهو مدلس كذاب ومن يظن أن رسل السماء تنادي بقتل المسيحيين فهو شيطان أشر فالأديان السماوية وحتى الوضعية إن لم ترمِ بالمحبة واحترام النفس على معتنقيها وتنشر قيم التسامح بينهم فليست جديرة بأن تكون محل اعتقاد وإيمان فالدم المسيحي له حرمته تماما كما هو حال الدم المسلم فكلاهما خلق وتكوين رباني وليسوا عبثا وآلات تخلو من المشاعر والأحاسيس وتفتقد للذة الألم والفرح .

تأخذني الدهشة من هؤلاء القتلة الذين يستبيحون قتل النفس البشرية وهم يحفظون حديث المرأة التي دخلت النار في قطة حبستها فما بالهم اليوم تناسوا ذلك وأخذوا يسفكون وينتهكون ويريدون الجنة والفردوس الأعلى ومجاورة أسلافهم في العصور الغابرة أم أن القطط لها قدسية وقيمة في شريعتهم والنفس البشرية تُزهق روحها ولا كرامة .

إن ما يحدث لمسيحي العراق تصفية منظمة هدفها النيل من ذلك الوجود الإنساني الذي امتد على أكثر من ألفي سنة ولا يزال في سعي حثيث لاجتثاث تلك الحضارة الإنسانية التي قامت في بلاد الرافدين وساهمت بجميع طوائفها في رقي المجتمعات الأخرى بعلمائها ونشاطهم الفكري المتنوع .

على العالم أن يقوم بمسؤولياته تجاه ما يحدث للإخوة المسيحية وأن يوظف كل طاقاته من أجل حقن الدماء البريئة التي تسفك والنفوس التي تُنتهك كما أن الحكومة العراقية معنية أكثر من غيرها بالمحافظة على أبنائها المسيحيين وحمايتهم من هجمات الذئاب الإرهابية والتكفيرية والتوجيه بإرسال كتيبة من الجيش والشرطة تحمي مناطقهم ليلا ونهارا وإعطاء المسؤولية والأولوية للمسيحيين من أفراد تلك الكتيبة لحماية مناطقهم .

كما أن الأحبة المسيحيين معنيون بإظهار ما يتعرضون له من تصفية جسدية وانتهاكات عبر وسائل الإعلام المختلفة وتسيير حملات ومظاهرات شعبية في دول مختلفة تفضح تلك الأنياب الإرهابية والأظفار الشيطانية التي تنال منهم بمشاركة فعالة من أصحاب القرار من المسيحيين والوصول بالصوت المسيحي إلى المنابر الدولية والمؤتمرات وعلى الأحرار من المسلمين وغيرهم مشاركتهم في ذلك دعما للحقوق الإنسانية التي تجمع الكل بمحبة وصفاء وطهارة قلب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مسيحيو العراق دماء تسيل وعيون تتفرج
ELIAS THE ASSYRIAN ( 2010 / 2 / 26 - 19:45 )
الأستاذ سامي المحترم
بارك الله روحك ألإنسانية وتعاطفك. ياليت المسلمون يعيدون تقييم دينهم ويلغوا كل الأحاديث المُحرضة على الكراهية والقتل.


2 - تحية من القلب
وليد حنا بيداويد ( 2010 / 2 / 26 - 21:17 )
الاستاذ القدير سامى جاسم الخليفة.. شكرا لك على مشاعرك الانسانية الطيبة تجاه قضية مهمة لطالما عانى منها هذا الشعب الاصيل ليس الان فحسب وانما منذ ان حل الاسلام وحاول بكل ما اوتى له القضاء على جميع الاديان التى كانت فى جزيرة العرب واينما وصلت اياديهم.. المشكلة تتجدد الان وبايدى اسلامية وتحديدا وهابية حيث ان الوهابية اصبحت مرضا خطيرا لايقل خطورته عن خطورة مرض الايدز وايبولا والسرطان حيث يعانى هذا الشعب فى عقر داره من الجينوسايد بيد الاسلاميون.
المطلوب من كل المعتدلين القضاء على هولاء الاوغاد بكل ما يتيسر لهم لان هذا الوباء وباء ضد الجميع ليس فقط ضد المسيحين وحدهم وانما هم صورة سيئة للمسلمين ايضا.
شكرا لك يا استاذ سامى وبارك الرب فيك والله يكثر من امثالك


3 - بارك الله فيك ياأخ سامي
الدكتورأدريانوس ( 2010 / 2 / 26 - 21:24 )
بالحقيقة أرسل صديق لي مقال لك بعنوان أنا مسيحي...مسيحي أنا قرأته ولكم شكرت الرب أن النوروالحق ينطق على لسانك مما جعلني أقرأ كل مقالاتك واليوم تكتب لنا بحروف من نور على دماء تهدرلا لشيء فعلته وإنما لكونهم مسيحيون نحن شعب مسالم نصلي لمن أساء إلينا ونبارك لاعينينا وأنا على دراية تامة أنك تعلم هذا علمنا السيد المسيح أن نحب ولا نحقد حيث كان هو فتيل مدخن لا يطفئ وقصبة مرضوضةلايقصف ولكن ما علينا إلا بالصلاة ولنا رب يقف معانا أشكرك من كل قلبي يا أخ سامي واقبل مني كل مودة واحترام الرب يمنحك الفرح والسلام كل حين


4 - خطه امريكيه
gazwan ( 2010 / 2 / 27 - 14:32 )
خطه امريكيه هدفها اخلاء المنطقه من اي وجود لغير المسلمين و من بعدها ننظر للعالم وحشيه العالم الاسلامي وعدم قبوله للاخر !


5 - لو خليت قلبت
صباح ابراهيم ( 2010 / 2 / 27 - 20:35 )
الاخ المبارك الاستاذ سامي آل خليفة المحترم
المثل العراقي يقول لو خُليت قُلبت . اي لو خلى العالم من الابرار والاخيار امثالكم وساد الاشرار العالم لقلبوها راسا على عقب في فوضى عارمة . ولكنها لم تقلب ولن تقلب مادام فيها الكثير من الاخيار والابرار امثالكم . بارك الله فيك وبسمو اخلاقك وتربيتك ، لو شعر كل مسلم متشدد يبيع دينه وشرفه مقابل حفنة من الدولارات الحرام ليقتل مسيحيا لاجل ان ينتفع بعض السياسيين ويحققون اهدافهم الخبيثة .لو شعر بصحوة الضمير وان في العالم مسلمون خيرون يرفضون اضهاد ابناء وطنهم بسبب اختلافهم معهم بالدين لعم الخير والسلام العالم ولعاش الحمل مع الذئب بحضيرة واحدة بسلام .
نصلي من اجلك كي تكون الصوت الاسلامي الشريف المدافع عن المسيحيين المضطهدين ظلما وعدواناً .

اخر الافلام

.. طلاب جامعة كولومبيا.. سجل حافل بالنضال من أجل حقوق الإنسان


.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح




.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية