الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات في كوردستان بين السذاجة والدجل

ئارام باله ته ي

2010 / 2 / 27
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


هانحن قد اطلنا عليكم بدمنا الثقيل مرة أخرى ، بعد ان ذكرنا أنه ليس من عادتنا الكتابة قبيل الانتخابات ، الا أن الهم الكوردي لاينفك عن وجداننا ، فأردنا ان نفتح أعين أهلنا عن هذا الجدل الحاصل في كوردستان عبر البرامج المثيرة للسخرية لجل القوائم الانتخابية . في البداية دعونا نفترض أننا امام احتمالين ، اما أن واضعي هذه البرامج أشخاص سذج لايفقهون الحياة السياسية ومتخلفون في المسائل القانونية والدستورية ، أو انهم دجالون يستخفون بعقول البسطاء من اهلنا الذين لاينقصهم الا سخرية هؤلاء!! .
اذن ، لوا كان الاحتمال الأول صحيحا ( سذاجة واضعي هذه البرامج ) فانهم لايرتقون الى مستوى تمثيلنا في مجلس النواب العراقي ليشمتوا بنا الاخرين على سذاجتهم ، وبالتالي لايستحقون أصواتنا . في حين اذا كان الاحتمال الثاني صائبا ( دجل واضعي هذه البرامج ) فان شعبا عانى من الظلم والاضطهاد والأنفال والضرب الكيمياوي ، لايستحق أن يمثله الدجالون ..
ربما قد اطلنا الحديث قبل توضيح هذا ( السذج ، الدجل ) . انه يكمن في شعارات ووعود الحملة الانتخابية الجارية في كوردستان ، اذ ان جل القوائم تعد المواطنين بتبليط الطرق وشق الجداول وحل مشكلة الكهرباء والماء والقضاء على البطالة واعمار القرى ...الخ . ان هذه مسرحية هزلية بائسة تدل على افلاس مروجيها ، حيث ان ماذكر كله لايدخل ضمن اختصاصات الحكومة المركزية بالنسبة لأقليم كوردستان ، ولايخفى على اي متصفح عادي للدستور العراقي ان صلاحيات الحكومة المركزية محصورة في المادة ( 110 ) من الدستور الفدرالي ، ولايدخل شيء مما يذكرونه من الوعود ضمن هذه الصلاحيات ، ناهيك عن اختصاصات البرلمان الفدرالي . هذا وان المادة (121) من الدستور الاتحادي أكثر وضوحا وتنص ( لسلطات الأقاليم الحق في ممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وفقا لأحكام هذا الدستور ..) . وعلاوة على هذا فان مهمة وضع الخطط التنموية للأقليم منوط ببرلمان كوردستان حسب المادة ( 52 ) ( فقرة ثامنا ) من مسودة دستور اقليم كوردستان . فلماذا لايحققون هذه الوعود والبشارات للمواطنين هناك بواسطة كتلهم البرلمانية داخل برلمان الاقليم ؟ هل هؤلاء يخلطون عن جهل وسذاجة أم دجل لترويج بضاعتهم المكدسة التي لاتلقى رواجا ؟ . مهما يكن فانهم أخطئوا العنوان والمكان ، وتقديم الخدمات لشعب كوردستان هو من اختصاص سلطات الأقليم .
ان مهمة أية كتلة برلمانية كوردستانية في بغداد تتلخص في مسائل معينة : مايتعلق بميزانية اقليم كوردستان ، تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي الدائم ، مسالة عقود النفط والغاز ، وقضية البيشمه ركة . هذه هي الخطوط العريضة للعمل في بغداد ، اما مايذكر سوى ذلك يقع في خانة (السذج ، الدجل) ، فلا يغتر بكم أحد يا أبناء كوردستان ، حتى تحسنوا الأختيار.
ان الاختيار للأصلح والأكفئ بعيدا عن منطق العشيرة ‘ وعدم الانخداع بالبرامج المزيفة ، خطوة من شأنها ان تعطي الانطباع أن هذا الشعب بدأ يخطوا على الطريق الصحيح ، على طريق أجداده الذين أسسوا امبراطورية ميديا الشامخة . فهل نحن مستعدون للتحدي ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
د.هيبت السويد ( 2010 / 2 / 27 - 22:16 )
تحية حارة الى الكاتب آرام ....
الاحتمال الثاني صائبا ،الا وهو دجل واضعي هذه البرامج ،ولكن اتمنى ان تكتب في كل مناسبة لانك صاحب فكر مستنير وجرئ بطروحاتك الواقعية....
اخوكم هيبت


2 - رائع يا رائع
ابو عصام ( 2010 / 2 / 27 - 22:59 )
اتابع مقالاتك وكشفك للاخطاء فاستمر بكتاباتك ولك كل المحبة ،وكما اؤيد د.هيبت على ان تكتب في كل مناسة من اجل الاصلاح والبناء وشكرا..

اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات