الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار المدينة المقدسة تضيع بين باحث مصري ومندوب اليمن الدائم في جامعة الدول العربية

هويدا صالح

2010 / 2 / 27
الادب والفن


امسك حرامي ...
السرقات الأدبية أصبحت أمرا شائعا ، ورغم أنها ظاهرة ليست جديدة على ثقافتنا العربية فقديما عرفها النقاد بظاهرة الانتحال إلا أن الإنترنت وسهولة الحصول على النصوص جعلها سهلة وشائعة ، وهي تُعتبر سطوا على جهود الآخرين الأدبية ونسبتها إلى اسم آخر. وهذا الفعل دليل واضح ليس على العجز والنضوب فحسب، بل يُعد فعلا مشينا لا يمكن السكوت عنه ، فهو يختلف حتما عن الاقتباس والتناص الذي حددته الناقدة الفرنسية جوليا كريستيفا ، كما يختلف عن التأثر بأسلوب كاتب ما ، بل هو سرقة النص بمجمله أسلوبا وفكرة ولغة.
قد يتأثر كاتب ما بفكر أو بتيمة لدى كاتب آخر ، وهذا ربما يسمح به باعتبار أن المشتركات الإنسانية واحدة ، والهموم واحدة ، بالطبع نحن لا نسعى إلى إجازة التأثير والتأثر بقدر ما نقول أن هذه الحالة تصف صاحبها بأنه غير أصيل ، وأن في كتاباته صدى لكتابات الآخرين ، لكن أن يأتي كاتب ما ليأخذ نصا كاملا بتفصيلاته ، بأدوات ترقيمه بعنوانه ، يأخذه هكذا دون حتى أن يجهد نفسه في تغيير العنوان مثلا أو يغير في هيكلة النص ، فهي السرقة بذاتها ، وهي ما نسميها سرقات أدبية ، وهي إن دلت على شيئ تدل على العجز وفساد الأخلاق .
وأتصور أن هذه الظاهرة لن تتوقف طالما ليس هناك رادعا قانونيا عن طريق تفعيل قانون حقوق الملكية الفكرية ، وهذا المناخ الفاسد يسمح لأنصاف المبدعين وأنصاف المثقفين أن يتصدروا المنابر الإعلامية ، وحتى لا أطيل في الحديث المرسل في هذه الظاهرة أدخل للواقعة التي قصدتها مباشرة ، كنت بصدد البحث عن خبر يخص رواية : " ملاك الفرصة الأخيرة " للروائي سعيد نوح ، فأدخلني البحث عن طريق " جوجل " إلى رابط موقع لمؤسسة المنصور الثقافية ، فتعجبت من علاقة الرواية بمؤسسة ثقافية ، لكنني تتبعت الرابط حتى وصلت إلى دراسة مطولة عبارة عن ثمانية وعشرين صفحة وورد للأستاذ الدكتور عبد الملك المنصوري صاحب المؤسسة المذكورة ، الدراسة محفوظة على الموقع باسمه ومنسقة على هيئة كتاب بعنوان : " أساطير المدينة المقدسة " ، ولما قرأت الدراسة اكتشفت أنني قرأتها منذ شهور بتفاصيلها، بسكناتها وفصلاتها ، بعنوانها في مجلة الثقافة الجديدة المصرية التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في العدد 224 لشهر مايو عام 2009 ، في الصفحات من 14 حتى 24 من المجلة ، والدراسة التي قرأتها قبلا ، وأعجبت بالتحليل والتفكيك والقدرة على إيجاد العلاقات الفكرية كانت للباحث هشام عبد العزيز ، وأُسقط في يدي ، ترى من الذي سرق من ؟ هل سرق الباحث هشام عبد العزيز دراسته من موقع الدكتور عبد الملك المنصوري ، أم سرق الدكتور عبد الملك الدراسة من هشام هبد العزيز ؟ !
وبقليل من إعمال الفكر والتحليل أميل إلى أن يكون هشام عبد العزيز هو الذي سرق دراسته من الدكتور للأسباب التالية التي قد أكون مخطئة بشأنها :
أولا تاريخ الدكتور المنصوري في البحث ونوعية البحث في الميثيلوجيا والتاريخ والديانات يؤهله لأن يكتب دراسة بهذا الوعي
ثانيا في الدراسة ورد ذكر عبارة في التصدير ة تقول : " أقول لا يحتاج كاتب عربي إلى سبب يصدره دافعًا للكتابة عن القدس، غير أن هذه الدراسة تحديدًا وقف وراءها سببان:
الأول: المحاولات المتكررة من جانب اليهود في الآونة الأخيرة للحفر تحت المسجد الأقصى بغرض الإضرار بالمبنى.
الثاني: رواية قرأتها مؤخرًا صدرت في القاهرة."
وجملة رواية صدرت في القاهرة لا يكتبها كاتب مصري حين يكتب عن كاتب مصري ، ولكنها تكتب حين يكون الكاتب الأول خارج القاهرة .
السبب الثالث الذي يجعلني أرجح أن يكون هشام هو من أخذ الدراسة ونشرها في الثقافة الجديدة أن مجلة الثقافة الجديدة ليس لها موقع على الإنترنت في حين أن عبد الملك المنصوري له موقع على الإنترنت مما يتيح للأول الوصول إلى الدراسة ولا يتيح للثاني المثل . وإن صدقت هذه الفرضية ،فهذا يطرح سؤالا خطير نستكمل به المقال الذي نشر سابقا عن ملايين وزارة الثقافة المهدورة ، ويجعلنا نعيد طرح التساؤل ، كيف لمجلة تصدر عن وزارة الثقافة ، وتنفق عليها أموال دافعي الضرائب أن تنشر أعمالا ودراسات غير أصيلة ومنقولة عبر تقنية الكوبي باست من الإنترنت .
ومع ذلك حتى لا أتسرع في إصدار حكم مسبق ها أنا أضع رابط الدراسة من الموقع المذكور ، وأترك للقارئ الاطلاع على الأمر والمقارنة ، كما أترك للباحث هشام عبد العزيز أن يدخل للرد على هذا المقال ، وتبرئة نفسه إن كان بريئا ، فربما كانت كل فرضياتي السابقة خاطئة ، ويكون الدكتور عبد الملك المنصوري هو الذي حصل على المجلة بطريقة ما ، وكتب الدراسة التي نشرت فيها ونشرها باسمه على موقعه في الإنترنت.
الجزء الثاني

من أجل أن تنجلي الحقيقة ..
حين كتبت عن سرقة الدراسة المعنونة بـ " أساطير المدينة المقدسة" والتي كان المحفز الأساسي لها هو رواية " ملاك الفرصة الأخيرة" لسعيد نوح ، وقِيل أن الباحث هشام عبد العزيز قد رفع قضية على الباحث اليمني عبد الملك المنصوري،قررت أن أكتب مقالا أُثني فيه على هشام عبد العزيز، وأعتذر له صراحة إن لزم الأمر،أعتذر لأنني أدخلت وجهة نظري الشخصية في الكشف عن السرقة ، وكان يكفيني أن أشير للسرقة دون أن أميل إلى أن يكون هشام هو الذي سرق الدراسة من الرجل، وأظن أنني أمتلك قدرا من الشجاعة يمكنني من الاعتذار إن شعرت بالخطأ ،وبالفعل بدأت مقالا قلت فيه : من الواضح أن ليس كل ما يلمع ذهبا ... هكذا خطر لي خاطر حينما اتصل صديق عزيز مشترك بيني وبين هشام عبد العزيز، وظل يحدثني عنه، وعن جهوده البحثية .. كما أوضح لي أن د. عبد الملك المنصوري تعود أن يستعين بهشام عبد العزيز في أنشطة ثقافية مختلفة .. وأخبرني الصديق المشترك أن المنصوري حذف المقال ، وأن هشام عبد العزيز رفع دعوة قضائية ضد الرجل..ودهشت فقد دخلت موقع المنصوري ، حين أدخلني رابط البحث عن الدراسات التي كُتبت عن رواية " ملاك الفرصة" وتصفحت دراساته .. وأبحاثه .. وكتبه ، و مال عقلي إلى أن يكون الرجل هو الذي كتب الدراسة . بالطبع لم أكن أعرف علاقة الباحث هشام عبد العزيز بالرجل وبالمؤسسة ، حتى أنني حين وضعت الفرضية الثانية أن عبد الملك المنصوري قد يكون هو الذي سرق الدراسة لم أكن أعرف أنه على علاقة بالقاهرة وباحثيها. قلت ربما تكون المجلة قد وصلته بطريقة ما ، وقام بسرقة البحث ..
ثم أخذت برأي الصديق المشترك ،ودخلت الموقع ووجدت الدراسة التي كتبت عن القدس وعن رواية "ملاك الفرصة الأخيرة" قد حُذفت من الموقع ، فعجبت من رجل له كل هذا التاريخ في البحث التاريخي والميثيولوجي ويرتكب حماقة مثل تلك ... ومن حق الباحث هشام عبد العزيز ألا يتنازل عن حقه في تلك القضية ، ولو أراد شهادتي عن رؤيتي للدراسة على موقع مؤسسة المنصور لفعلت .. وها أنا أمتلك قدرا من الشجاعة يجعلني أعتذر علنا وفورا للباحث المصري هشام عبد العزيز .... ثم ..وبحدس الأنثى شعرت أن الأمر لم يتضح بعد ،وخاصة أن الصديق المشترك بيني وبين هشام عبد العزيز يُلح وبشكل مدهش عليّ كي أكتب مقالا أُساند فيه هشام وأتراجع عن موقفي، إلحاح صديقي جعلني أتريث، فقلت لأنتظر قليلا حتى تتضح الصورة كاملة، وأتيقن من أن هشام هو صاحب الدراسة وأن الباحث اليمني هو الذي سرق منه. وشاءت الظروف ألا أنتظر طويلا ، وأن تتضح الصورة كاملة، فقد قامت اليوم السابع التي فتحت ملفا عن السرقات الأدبية، ووفّت وكفّت بالفعل، حتى أنها لم تكتف بمقالي فقط ، بل اتصلت بهشام عبد العزيز،وأخذت منه تصريحا، ثم صوّرت موقع المنصوري ساعة رفع الدراسة المسروقة وبعد وضعها ثانية ، ثم استكملت الملف بأن اتصلت ببعض المثقفين المصريين وأخذت شهادتهم في الواقعة المذكورة ، وقرأت بالطبع كطرف أساسي في القضية بما أنني صاحبة تفجيرها من البداية بمقالي الأول، ثم اتضحت الصورة من خلال تحقيق " اليوم السابع" مع المثقفين وثيقي الصلة بالموضوع ، وسُؤل الباحث أحمد توفيق الذي جاءت شهادته مفاجأة من العيار الثقيل ،وأجابت عن سؤال طالما أرقني ما علاقة هشام عبد العزيز بالرجل ؟! ثم وضحت المسألة بشكل حاسم وعرفت ما علاقة هشام عبد العزيز بعد الملك المنصوري يقول أحمد توفيق : " وأخبرنى "عبد العزيز" وقتها أنه أرسل بحث "أساطير المدينة المقدسة" للمنصور عبر الإيميل للمشاركة فى المؤتمر المزعوم لكنه طلب منى أن أبلغه "انسى الدراسة اللى بعتهالك خالص، ومتجيش منه جنيها"، وأنا بدورى نقلت الكلام للدكتور المنصور." ...
هنا أتساءل معكم هل التعاون هنا كان أن يبيع الباحث عبد العزيز دراسته وجهده الفكري للمنصور ؟ وهل قبل بالصفقة ، ثم تراجع لأسباب تخصه شخصيا ؟
وهل من يقبل بمبدأ البيع ، ثم يتراجع أيا كانت الأسباب يُغفر له التراجع ؟ ألا ينقص من قيمته كباحث ، مهما كانت المغريات؟ جميعنا نعيش بالكاد ، ونُطحن يوميا 15 ساعة من العمل الشاق، حتى نستطيع أن نُكفّي يومنا ، ولا نقبل أن نبيع جهدنا لأحد ليضع اسمه عليه. ربما نقبل أن ننشر، ونأخذ مكافآت مادية على النشر حتى نكفي خبز يومنا ،لكن هل نبيع جهدنا الذهني والفكري لأحد ما ؟!
أظنه أمرا غير صائب أخلاقيا.
ومع ذلك أتمنى على هشام عبد العزيز الذي اتضح أن له هذه العقلية التحليلية و التفكيكية الواعية أن يكتب بشكل واضح عن علاقته بالرجل .. أن يُبين موقفه باسمه وتحت اسمه ، ولا يدع الآخرين يدخلون تحت أسماء مستعارة للإساءة لأحد، لأنهم يسيئون إليه هو من حيث لا يدرون. عليه أن يكتب هو وبشكل واضح .. ويضع رقم القضية التي رفعها وتفاصيلها إن وجدت . عليه أن يكتب حتى يبرئ نفسه، وحتى نشعر بالفعل أنه قد أرسل الدراسة للرجل من أن أجل أن تنشر باسمه في الموقع ، وليس ليضع عليها اسمه . هكذا يفعل الباحث الذي يحترم نفسه ، وأنا شخصيا مستعدة لأشهد معه في أي محكمة يشاء ، فقط من أجل إجلاء الحق ، وليس لأن هشام ابن بلدي أو شيء من هذا القبيل .
هويدا صالح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكايتي على العربية | ألمانية تعزف العود وتغني لأم كلثوم وفير


.. نشرة الرابعة | ترقب لتشكيل الحكومة في الكويت.. وفنان العرب ي




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيب: أول قصيدة غنتها أم كل


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أول من أطلق إسم سوما




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أغنية ياليلة العيد ال