الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهادة السيد محمود المشهداني بحق الحزب الشيوعي العراقي

هادي الخزاعي

2010 / 2 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



في يوم الجمعه الموافق (26/2/2010 ) كنا على موعد مع البرنامج اليومي الناجح (ولكم القرار ) الذي يقدمه السيد (نبيل جاسم ) من على شاشة قناة السومرية . وقد كان ضيف البرنامج السيد المثير للجدل محمود المشهد الرئيس السابق لمجلس النواب العراقي ، والذي يقود اليوم القائمة الأنتخابية ( ) التي تدخل المنافسة البرلمانية من أجل الوصول الى الساحة البرلمانية وأحتلال المقاعد التي تستحقها .

كان السيد المشهداني في هذا اللقاء كعادته ، متحدثا لبقاً لا يفتقد اللباقة ولا اللياقة عند الحديث عن الآخر ـ رغم انه في حالات كثيره وفي لقاءات غير هذا اللقاء خاصة في مجلس النواب ، كان يفتقد هاتين الصفتين المهمتين ـ

بنجاح لافت صال وجال السيد (نبيل جاسم ) مقدم البرنامج الذي يعده الكثيرون من مقدمي البرامج السياسية الناجحون ، لحيازته على ثقافة سياسية متقدمة ، وحيازته ايضا على قوة الحضورالتي تشبه قوة معرفته بالواقع السياسي العراقي ، الماضي والحاضر ، وهي ثقافة تنقص الكثيرون ممن يقدمون برامج مشابهه ، والأمرلا يقتصرعلى النجاح الذي حققه في هذا اللقاء فحسب ، بل في جميع الحلقات التي قدمها حتى الآن .

وكما فعل مقدم البرنامج في صولات اسئلته وحواراته مع السيد المشهداني ، فأن الأخير لم يكن أقل منه تنوعا بالحديث وخروجا عن طبيعة الأسئلة التي كان يطرحها مقدم البرنامج . والملاحظ على السيد المشهداني في هذا اللقاء تحديدا هي بشاشته غير المعهودة وتواضعه غير المألوف . فلربما يعود ذلك الى متطلبات الدعاية الأنتخابية ، كيف لا وهو يقود قائمة توقع هو خلال الحديث عن امكانية حصولها على اربعين مقعدا ، وحسب حديثه انه تورط في قيادة القائمة ، ولو إنه بقي طبيبا لكان في حال افضل . ولا أدري أهي محض صدفة أن يقود الأطباء العراق ، فالمشهداني طبيبا وعلاوي طبيبا والجعفري طبيبا والربيعي طبيبا وعشرات الفلانات أطباء وعلماء ، ولكن مع شديد الأسف فأن هذه الطاقات العلمية الفذه لم تتمكن خلال الفترة المنصرمة من عمر التغيير الذي حدث في العراق من أن يحدثوا تقدما ملموسا لاعمرانيا ولا إجتماعيا ولا إقتصاديا ولا سياسيا في البلد ، إلا التقدم بالفساد المالي والأداري الذي يعتبر العراق على ضوء تقارير دولية محايده ، بأنه البلد الأكثر فسادا في العالم .

السيد المشهداني شخصية سياسية عقدية مشاكسة ، يدعي معرفته بالتأريخ السياسي العراقي ، الأمرالذي أهله الى أن يتقلد رئاسة البرلمان العراقي وفي أول دوراته . ولكن السيد المشهداني وفي مواقع من حديثه في هذا البرنامج ، كشف انه لا يختلف عن أي شخص عادي لا يلم بهذا التأريخ . خصوصا التأريخ الذي لا يمتد عمره الى أكثر من خمسين سنة فقط ، وذلك عندما عرضت عليه صورة احد قادة الحزب الشيوعي العراقي والذي قتله البعثيون بالتعذيب في سراديبهم المظلمة أبان إنقلابهم في 8 شباط الأسود عام 1963 وكان صاحب الصورة وقتها سكرتيرا عاما للحزب الشيوعي العراقي والذي ينحدر من اسرة نجفية تعود جذورها الى البيت النبوي الشريف .

فهل حقا كان السيد المشهداني لا يعرف هذه الشخصية التي كانت تقود اكبر حزب سياسي على مر تأريخ العراق وفي أدق منعطفاته السياسية والأجتماعية ، فيدعي عدم معرفته به رغم تقريب مقدم البرنامج شخصية صاحب الصورة ، الشهيد سلام عادل الرضوي له ، بأنه سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الذي قتله البعث عام 1963 . فبقي السيد المشهداني يتأمل الصورة غير عارف بصاحبها . وكل ما قاله السيد المشهداني سياسي اليوم الذي يتوقع ان يحصل على أربعين مقعدا في البرلمان العراقي : هذه مو من الناصريه . ربما خمن على ضوء كلام مقدم البرنامج إنه سلمان يوسف سلمان ( فهد ) .
لا غرابة في الأمر، فلربما ينسحب الأمرعلى أغلب من يلعبون بالسياسة هذه الأيام كما يلعب المقامرعلى طاولة القمار، لا شفيع له غير الحظ فقط لينقذه من سوء الطالع . فإذا كان السيد المشهداني لا يعرف أسم سلام عادل حقا ناهيك من عدم معرفته لصورته فتلك مصيبة ، وإذا كان قد إدعى عدم معرفته فالمصيبة أعظم . ولكنه لعب الورقة الخاسرة على كل حال .

بالمقابل فلو وضعت صورة أي شخص كان له صلة بحكم العراق ، أمام أي شيوعي وتسأله من يكون صاحب هذه الصورة فسيجبك بعد نظرة فاحصة من يكون صاحب الصورة ، وبغض النظرعن سلبيته أو أيجابيته في الحدث العراقي الذي مر.
وهذا الفارق بين إطلاع السيد المشهداني وسواه من سياسي الموجه وبين إطلاع الشيوعيين على تأريخ العراق السياسي هو الذي جعله يقر في البرنامج بأن الحزب الشيوعي انظف حزب في الساحة السياسية العراقية منذ بعد التغيير والى الآن وهو الحزب الوحيد الذي لا يلقى دعما ماديا من دولة او سواها كما تفعل الأكثرية الساحقة من الأحزاب السياسية العراقية الآن ، بل توقع توسعا كبيرا له في المستقبل القريب ، لنزاهة هذا الحزب ، ولعدم تلطخ أيادي أعضائه الشيوعيين بدم الذين أغتيلوا او قتلوا طيلة سنوات الدمار التي تلت سقوط النظام البائد .

ومن جميل ما إعترف به السيد المشهداني وهو الذي كان يمسك بزمام قيادة البرلمان العراقي قوله ، بأن السيدين مفيد الجزائري وحميد مجيد موسى اللذان يمثلان الحزب الشيوعي العراقي في البرلمان العراقي ، إنهما كانا من أصدق البرلمانيين العراقيين وأكثرهم نزاهة وإخلاصا في العمل وتقديم المفيد في نقاشاتهم وحواراتهم التي كانوا يساهمون فيها أثناء جلسات البرلمان او في اللجان التي كانوا يسهمون فيها ، وهم أيضا من الذين يسجلون حضورا دائما في الجلسات.

هذا اللقاء الذي أجرته السومرية وهو من بين العديد من اللقاءات المكرسة للدعاية الأنتخابية لقائمة الشخصية المستضافة ، كان في نظر الكثيرون أكبر دعاية للحزب الشيوعي العراقي ولقائمته إتحاد الشعب التي تريد للوطن الخير والسعادة للشعب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا قلبت إسم فهد !!!
أمير الجنابي ( 2010 / 2 / 27 - 12:27 )
عزيزي: الشهيد فهد إسمه يوسف سلمان يوسف هذا أولاً وثانياً في تعدادك للأطباء القادة نسيت إسم محمود عثمان من التحالف الكردستاني وحسان عاكف أبو يسار من الحزب الشيوعي وغيرهم وحول المشهداني فهو لم يزل يخفي كرهه للشيوعيين وإختلافه معهم كإسلامي غير متحزب كما ذكر ولكنه لا زال يذكر الآخرين بأنهم كانوا تابعين الى السوفييت وإرتكبوا جرائم وهو يشير لهم الآن فقط كما يزعم بأنهم قد تحسن أدائهم ومنذ 2003 والى الآن هم أنظف كتلة وقال أن مفيد وحميد هم جاؤوا من نفس الحزب السابق ولكنهم الآن يعملون بشكل جيد يختلف عن أسلافهم وبهذا فهو يريد أيضاً تلطيخ سمعة الشيوعيين بالجرائم التي حدثت في الموصل وكركوك عام 1959 والتي كان الشيوعيون العراقيون أول ضحاياها كما هو معروف والتاريخ شاهد على نزاهة المباديء والقيم والسياسة التي كان ولا يزال يتبعها الشيوعيون وقد ذكر المشهداني بالإشارة للشيوعيين بأنهم جابوا السحل للعراق في تعقيبه على مقارنتهم بالبعثيين والتي أغضبت الشيوعيين كما ذكر له الدكتور نبيل الذي قابله وهو أي المشهداني يمتاز بالنرجسية المفرطة وأيضاً يعتقد أن الكل يحبه إلاّ إثنان كما ذكر...تصور..!!!


2 - نعم
عبد الكريم البدري ( 2010 / 2 / 27 - 14:47 )
اتفق كل الأتفاق مع ما ذكره السيد أمير وقد دوّن الحديث وكأنه عبارة عن اعادة لما ذكره المشهداني حرفيا كنت احد الذين استمع الى حديثه بكل انتباه. ورغم هذا فلا يعني ان ما تفضلت به غيرصحيح كونك اشرت الى جانب اخرمما ذكره المشهداني. والملتقي يخرج بنتيجة ايجابية حول عمل الرفيقين في المجلس من جهة ودليل ساطع على اخلاص الشيوعيين في عملهم المناط بهم في المجلس ومدى حرصهم على مواظبة الدوام اليومي.


3 - الاخ عبد الكريم البدري
شمران الحيران ( 2010 / 2 / 27 - 21:11 )
الاخ البدري...احييك اولا....مثل هكذا مجلس يعج ضجيجا اشبه بكهوة عزاوي
لايعني المواضبه والحضور لجلساته اخلاصا بل ضياع وقت وكسب الرضى و(العفرم)من سلطان المجلس خالد العطيه الذي ارث المجلس وجلساتاته

اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس