الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسيحيو الموصل.. الفاعل والمفعول

عبدالمنعم الاعسم

2010 / 2 / 27
حقوق الانسان


مسلسل الاغتيالات لمسيحيي الموصل، وقسستهم، وتكرار تفجير الكنائس في العاصمة ومدن اخرى لاينبغي النظر اليه كحادث عنف، من مفردات الدوامة الامنية التي تطال دورا للعبادة ومنشآت وانشطة اجتماعية وحكومية، بل انه يتجاوز ذلك الى موصوف جريمة منهجية تستهدف تجريف "نوع" العراق باستئصال "مكون اساس" من مكوناته المعاصرة، بل هو "المكوّن الاساس" التاريخي الذي شّيدت عليه خارطة الرافدين، قبل ان تلوذ به امم من الصحراء وبعران تحمل قبائل جائعة واخرى غازية وثالثة منبوذة، ثم انقلبت شرائح همجية من "الضيوف" على اهل الارض، وها هم حفدة اولئك الضيوف ينقلبون على مضيفيهم لينفذوا تلك الرسالة الهمجية: لامكان لكم هنا.. رقابكم او تدفعون الجزية.
وللموصل، مكان في كتب ووقائع التاريخ التي تحدثت عن تلك الحملات المنهجية الغادرة ضد الكلدان والاشوريين والسريان، السكان الاصليين للمنطقة، تكفي الاشارة الى المذابح التي تعرضوا لها على يد "الخلافة العثمانية" وفلول الانكشارية وزمر التطرف الاسلامي المحلية، حتى الحملات "التأديبية" لعصابات مسلحة شكلها حزب البعث في مطلع الستينات من القرن الماضي لملاحقة مسيحيي الموصل واغتيال واعدام الكثير من ابنائهم، واجبار الالاف منهم على النزوح عن مناطق التماس مع السكان الاخرين، ثم هجرة بلادهم الى ارض الله الواسعة.
والى ذلك، فان محنة ودماء المسيحيين في الموصل والعراق كله، ليست فقط من فعل (وتخطيط) قوى التطرف الاسلامي المحلية (والمستوردة) بل انها تمتد (وهنا الجريمة الحقيقية) الى قوى محلية واقليمية تسعى جاهدة الى اطفاء التنوع الديني والقومي في العراق، واضرام النار في اساس السلام الاهلي بين العراقيين وضرب معادلة التوازن بين السكان، طريقا الى تحويل هذه الجغرافية الى مكبة للنفايات والعصابات والفوضى وساحة لتصفيات الحساب بين اللاعبين الاقليميين والدوليين.
من هذه الزاوية يتعيّن ان نسخر من الادانات الباردة حيال هذه الجرائم، وبخاصة حين تُطلق من جهات مسؤولة عن حماية امن العراقيين، ومن جهات اخرى تستطيع ان تكشف عن الفاعلين، وجهات ثالثة لها اكثر من خيط مع الفاعل صاحب مشروع الاستئصال، ومع المفعول الذي هو اطفاء النور في صالة العراق.
ــــــــــــــــ
كلام مفيد:
"التأريخ كابوس لم أفق منه حتى الآن" .
جيمس جويس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطه امريكيه
gazwan ( 2010 / 2 / 27 - 14:24 )
خطه امريكيه هدفها اخلاء المنطقه من اي وجود لغير المسلمين و من بعدها ننظر للعالم وحشيه العالم الاسلامي وعدم قبوله للاخر
!!


2 - سدد الله رميتك يا ابو الحارث
ذياب مهدي آل غلآم ( 2010 / 2 / 27 - 15:41 )
اخي قولك مردودا عليك لاتكن امريكا شماعة في هكذا موضوع ولقد شخصه بكل خبرة وحنكةوتحليل سياسي فذ ولخصه(...gمن هذه الزاوية يتعيّن ان نسخر من الادانات الباردة حيال هذه الجرائم، وبخاصة حين تُطلق من جهات مسؤولة عن حماية امن العراقيين، ومن جهات اخرى تستطيع ان تكشف عن الفاعلين، وجهات ثالثة لها اكثر من خيط مع الفاعل صاحب مشروع الاستئصال، ومع المفعول الذي هو اطفاء النور في صالة العراق.


3 - سدد الله رميتك يا ابو الحارث
ذياب مهدي آل غلآم ( 2010 / 2 / 27 - 15:48 )
غزوان..اخي قولك مردودا عليك لاتكن امريكا شماعة في هكذا موضوع ولقد شخصه بكل خبرة وحنكة محلل سياسي فذ ولخصها ((من هذه الزاوية يتعيّن ان نسخر من الادانات الباردة حيال هذه الجرائم، وبخاصة حين تُطلق من جهات مسؤولة عن حماية امن العراقيين، ومن جهات اخرى تستطيع ان تكشف عن الفاعلين، وجهات ثالثة لها اكثر من خيط مع الفاعل صاحب مشروع الاستئصال، ومع المفعول الذي هو اطفاء النور في صالة العراق))؟ وابو الحارث طبيب ((ياطبيب صواب دلالي كلف))!؟ دمتم لنا فخرا وذخرا يا عبد المنعم الاعسم


4 - امريكا
عراقي ( 2010 / 2 / 27 - 18:02 )
الى رقم 1 ، هل كانت امريكا وراء افراغ الجزيرة العربية من المسيحين ؟


5 - الكل متورط في الجريمة
آشوري بلا وطن ( 2010 / 2 / 27 - 18:06 )
انا متابع لكتابات الأستاذ عبد المنعم الأعسم، انه صاحب قلم جريئ وله وجدان نقي لم يتلوث بالأحقاد الطائفية في بلده ان الجاني لن يظهر في هذه الجريمة النكراء لأن الجميع متورط فيها من احزاب شيعية متطرفة الى التيارات الاسلاموية الحديثة والتي تتغذى على دماء العراقيين الفقراء والمشردين في الداخل والخارج وكذلك الأطراف الكردية والتي اتحدت ولأول مرة فيما بينها لتغتصب الأرض التاريخية لغيرهم بماركة
ولذلك سيبقى الجاني مجهولا ولن يظهر للوجودالآخرين


6 - امريكا مستفاده من مشاكل الاسلام
gazwan ( 2010 / 2 / 27 - 20:43 )
رقم 4 لا، لكن امريكا اليوم ليست لها ايه مصلحه من هؤلاء المسيحيه الحماقه! لانه اذا كانوا اشرار وقتله ومجرمين مثل جماعه بول البعير لتحفضه لهم واخذت الف حساب وحساب، امريكا مستفاده من مشاكل الاسلام و حروبه لديمومه مشروع حربها ضد الارهاب.

اخر الافلام

.. كيف تباين موقف الدول الغربية إزاء طلب اعتقال قادة إسرائيليين


.. أول دولة أوروبية تهدد باعتقال نتنياهو وغالانت




.. لميس:رغم اختلافنا مع بعض مضمون قرار الجنائية الدولية لكنه و


.. اتهامات للاتحاد الأوروبي بتمويل اعتقال المهاجرين وتركهم وسط




.. مدعي الجنائية الدولية يتعرض لتهديدات بعد مذكرة الاعتقال بحق