الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ان التحذير من التزوير سلاح ذو حدين

جمال الخرسان

2010 / 2 / 27
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق



لافتات التحذير من التزوير التي تطلقها بعض الكتل الصغيرة او الكبيرة اذا كانت في اطار الدعوة لتوفير مزيد من اليات النزاهة والشفافية ومحاولة الضغط على المفوضية من اجل بذل جهود استثنائية بغية تضييق دائرة الخروقات التي ربما تحدث هنا او هناك اذا كانت تلك الدعوات بهذا المستوى وبهذا الدافع فانها دعوات تصب في اطار الصالح العام ويمكن تفهمها شريطة ان يتحلى اصحابها بالروح الرياضية كما فعل البعض في الانتخابات السابقة وهنؤوا زملائهم الاخرين في انتظار فرصة اخرى.
لكن المثير للقلق ان بعض هذه التوجهات جاءت منذ الآن لمحاولة التغطية على ايّ فشل ربما يتوقعه اصحاب تلك الدعوات في الانتخابات الحالية وبالتالي ربما ذلك يسمح لهم حينها بخلط الاوراق .. كما ان تلك الصيحات تؤدي بشكل او باخر الى تشويه مجمل المشروع الديمقراطي والعملية الانتخابية القائمة في العراق ويشكك في آليات التغيير والتبادل السلمي للسلطة مما يوفر فرص كبيرة لمن يريدون ان يصطادوا بالمياه العكرة سواءا اكانوا وسائل اعلام تتربص للعملية السياسية او حتى جهات اخرى تحمل السلاح وتطرح نفسها بديلا عن المشروع الديمقراطي في العراق، ناهيك بان ذلك يزرع روح الاحباط عند المواطن مما يؤثر على نسبة المشاركة في الانتخابات وهذا ما لايخدم الجميع.
الملفت ان الذين يحذرون الان من محاولات التزوير ومن المتوقع جدا ان يطعنوا بالنتائج بعد ذلك ان هؤلاء ومن خلال اصرارهم على الدخول بقوة في الانتخابات من خلال الجولات المكوكية بين هذا البلد او ذاك او بين هذا الطرف السياسي او ذاك وكذلك من خلال المبالغ الفلكية المبالغ بها جدا التي يصرفها الصغار والكبار في الدعاية الانتخابية كل ذلك يوحي بشكل او باخر بانهم على قناعة تامة بان التزوير حتى لو حصل فانه يبقى في دائرة ضيقة ونسبة ضئيلة لا تؤثر بشكل او باخر على توجهات وقناعات الشارع.
ما يعول عليه في الانتخابات العراقية في توفير مزيد من الشفافية هو الاليات المهنية والناضجة التي توفرها المفضوية المستقلة للانتخابات في العراق والتي قامت باعدادها بالتعاون مع الجهات الدولية المعنية بهذا الشان وبحضور فاعل للامم المتحدة ان تلك الاليات تمنع في كثير من الاحيان من محالاولات التزوير. اضف لذلك بان المنافسة الشرسة جدا بين الخصوم توفر رقابة متبادلة من قبل الجميع مما يضمن نسبة عالية من النزاهة في الانتخابية.
وفي هذا الصدد فقد اعلنت رئيس الدائرة الانتخابية في المفوضية حمدية الحسيني: ان عدد المنظمات المحلية التي سجلت لمراقبة الانتخابات بلغ 272 منظمة لحد الان فيما بلغ عدد المراقبين المحليين 71625 والدوليين 520 مراقبا وعدد مراقبي الكيانات السياسية 61608 مراقبا اضافة الى 275 مراقبا اعلاميا محليا و240 مراقبا اعلاميا دوليا.
علما انه من المتوقع ان تحصل خروقات هنا وهناك فلسنا في مدينة فاضلة والديمقراطية العراقية لازالت فتية لكن تلك الخروقات لا تؤثر على من يمتلك حضورا انتخابيا وله فرصة الفوز فهذا ما لم يحصل في الانتخابات السابق رغم صعوبة الظروف والملابسات التي حصلت انذاك ورغم ذلك فقد شهد العراق انتخابات نزيهة بشهادة الامم المتحدة فما بالك اليوم بعدما اصبحت الامور اكثر هدوءا والجو السياسي يتجه نحو الاستقرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات -مباشرة ووجها لوجه- في جباليا وحركة نزوح جماعي من رف


.. ضغط روسي على خاركيف.. والدعم الأمريكي -في الطريق-




.. هل سنرى المنتجات الليبية قريبا في الأسواق العالمية؟ • فرانس


.. ما سبب توقيف المحامي مهدي زقروبة.. وزارة الداخلية في تونس تو




.. بلينكن من كييف: الأسلحة الأمريكية -ستحدث فرقا حقيقيا- في ساح