الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤسسة العفيف في رحيل مؤسسها

عارف علي العمري

2010 / 2 / 27
سيرة ذاتية


(( إننا عندما نعيش لدواتنا تبدوا الحياة أمامنا وكأنها قصيرة تبدأ من حيث نبداء وتنتهي حيث ننتهي, وعندما نعيش لغيرنا تبدوا الحياة أمامنا وكأنها طويلة تبدوا من حيث بدأنا ولا تنتهي إلا حيث يشاء الله)) هكذا قال سيد قطب ابرز الأدباء الذين عاشوا في النصف الأخر من القرن العشرين, وعاشوا حياتهم من اجل الآخرين ....
(لن يكون هناك ما تعيش من اجله إن لم تكن على استعداد أن تموت من اجله " هكذا قال ( جيفارا ) المناظل الثوري. وهكذا مات لأجل هدف ٍ سام ٍ يحسو صدق إيمانه بانتصاره وتحقيقه حتى بعد موته .
يتوقف القلم عن الكتابة, ويتجمد المداد عن التدفق على ساحات الورق البيضاء, وتبقى الكتابة ونزقها مجرد عبث لا فائدة منه, إذا وقفنا أمام مآثر أولئك النفر الذين يجبرنا رحيلهم على البكاء عليهم, والتغني بآثارهم, والشدو بألحانهم, والتبعية في ترديد ترانيمهم وأهازيجهم التي دائما ما تُشنف أذاننا بسماعها, صباح كل يوم جديد .
قائمة من الطيبين, ونفر من المبدعين, وثلة من المصلحين , رحلوا عنا في غضون أسابيع قليلة, رحلوا من أمام أعينا لكن وجودهم سيظل حاضراً في تصرفاتنا وإبداعنا, ولن يغيبوا عنا حتى نغيب نحن عنهم.
لم يف ِ هؤلاء من المناصب ولا المآرب جاه ولا مال أو شهرة ، وما يعنيهم فقط تسخير طاقاتهم لخدمة شعوبهم في التنمية والبناء والإبداع ..
فبرحيل هؤلاء الطيبين تُفتح ملفاتهم على مصراعيها من خلال عامة الشعب ومحبيهم ، وتُفتَح الأبواب لمشاعرهم وأحزانهم وندبهم عليهم بعد أن يرون أن رحيلهم أصبح واقع لا محــــال .. !!
وحدهم هؤلاء يشكلون من ألوان الحلم والتخيل حقيقة ، ويحاولون رسم الحياة كما نتخيلها .
" غاب العفيف " ولم ْ تغِب الامتيازات التي منحها للإبداع والمبدعين وسيظل حاضرا في ذاكرة التاريخ ..
كثيرون يأتون ويرحلون ، يتقلدون المناصب والوزارات ولهم من الثراء ما يفي ويملكون زمام الأمور والسلطات ، وكما جاءوا عادوا ، ولا يذكرُهم مخلوق ، ولم يُترَك لهم أثر ، ولا عرفهم إلا ّ من أراد منهم غاية . .
فمن دخل قلوب الناس بقي خالداً مخلّدا ً إلى الأبد .ومن عايش ابسط الناس ونزل عند إنسانيتهم رُفـِعَ علَما ً وسُطّرَت ْ سيرته في التاريخ ، وتُذكـَر محاسنه ومآثرُه ومكانتُه ُ .. فالبناء الصادق يحتاج إلى قادة فيهم العزم والقدرة على الإقناع وأمثولة في الأخلاق ليكون الحدو متناغما ً متماسكا ً هياّبا .
سيبقى التاريخ يذكرك أيها الأخ العفيف ! بكل الإجلال والتقدير وغيرك من أبناء هذا الشعب من المخلصين والأوفياء الذين أناروا دروب الفكر والثقافة في يمن الإيمان والحكمة .
ويبقى رحيلهم خسارة كبرى للفكر المستنير!
: ما أصعب مؤاساة تلك العناوين ورثائهم !!
سلام على العفيف يوم كان معنا ..
وسلام عليه يوم رحل عنا..
وسلام عليه يوم يلقانا في عرصات القيامة..
واسكنه الله فراديس الجنات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة