الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغمض عينيك انت عراقي

اسماعيل موسى حميدي

2010 / 2 / 27
كتابات ساخرة



عندما تتجول في شوارع وأزقة محلات العاصمة الحزينة بغداد ستجد الملصقات والدعايات الانتخابية توشح جدران تلك الأماكن، البعض استغل مساحة الحواجز الكونكريتية الملاصقة لحافات الشوارع والبعض الآخر اطر جدران المدارس والأبنية الحكومية ، وراح اغلب المروجين يختارون من الألوان لملصقاتهم أزهاها وأنمقها بما يجذب النظر ويستميل الانتباه، نعم كل معالم العاصمة تبتهج بالكرنفال الإنتخابي من خلال النمط الدعائي المنتقى من جميل العبارات ورونق الكلام المطرز بالوعود والتبشير لهؤلاء المرشحين فهذه صورة احد المرشحين على ملصق انتخابي يلوح بيده ويقول انتظرونا نحن قادمون ، وهذا ملصق آخر يدعو لانتخاب القائمة الفلانية وينعتها بقائمة اعمار المدن او القضاء على الفساد الاداري. وآخر لم يختر له عنوان القاضي على آفات البلاد التي راحت تنخر بجسد بلاده طيلة سنين المحنة الظلماء، يافرحة الفرحة (كلمن يكول أخذها من ايدي).
ووسط زحام العبارات الدافقة بالأمل سيوحي اليك المشهد الوردي بان حدثا ما سوف يقع هنا في هذه البلاد سيغير معالم الارض خلال سنوات قليلة، ربما سوف لا نستوعب اونصدق ما سيجري على الارض وما يلحقها معالم تغيير. وانت تسير سوف تتخيل العالم الوردي الذي ستعيشه في ظل وعود المرشحين وعليك ان تغمض عينيك لانك ربما سوف لا تستوعب ما ترى من معالم براقة وخلابة لعراق ما بعد انتخاب مجالس المحافظات، ربما ناطحات السحاب التي سوف تشيد في مدينة الصدر ليس لها مثيل في العالم، اما أكبر مركز للتجارة العالمي فسيتم انشاؤه هنا في منطقة النعيرية ،سوف ياتي السائحون من كل اصقاع العالم الى مدينة الشعلة ليروا اكبر ملعب كرة قدم في العالم صمم وفق تصاميم فريدة، وستفتخر كل الدول العربية بالمدينة الصناعية العملاقة منقطعة النظير في الدغارة وباكبر برج عالمي في ابو دشير ، سوف يحجز السائون قبل شهور للدخول الى اكبر مدينة سياحية في عرب جبور اما الطريق الموصل بين النجف وابو صخير فالسائحون غالبا ما يغمضون اعينهم كي لا ينبهروا من شدة ما يرونه من معالم باهرة على جانبي الطريق، وسوف تنزل اسواق الذهب العالمية عندما يخسر منتخب الشطرة امام منتخب عويريج لقوة الحدث في نفوس مشجعي الدوري العراقي ...
ولماذا نحلم فالمبالغ التي صرفت على ارض عراق البترول تكفي لفعل ذلك وأكثر .. هكذا يتساءل كل مواطن اليوم .. ربما اغفل المرشحون بان الحقائق اليوم بين ايدي المواطن وقد كشف المستور له بكل تفاصيله ، على المرشحين سواء كانوا بقوائم انتخابية ام فرادى ان يعوا هذه الحقيقة وان يدركوا ان المواطن اليوم ثاقب البصيرة لانه عاش التجربة ودفع ثمن الحدث، اذن فهو من سيحكم في القضية ، لذا فهو على عكس ما يتصور الاخرون ولم يعد اداة طيعة وورقة رابحة لهذه الكتلة او لتلك التي عملت على بناء عروش لا تابى لها ان تنتهي من خلال تسفيه المواطن الذي كان يعيش حيز الاضطهاد.. على هذه الكتل ان تغير من سايكلوجية شعاراتها الرنانة لتترجمها الى صدق وعطاء يلمسه المواطن ويضع يده عليه فقد عرف الناس في اي فلك يدورون . ولا مناص امام من يرشح نفسه الا الصدق على الارض لا بالوعود المنمقة والتفاصيل البراقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
أبو الوفا ( 2010 / 2 / 28 - 07:09 )
رائع يا أستاذ اسماعيل بل أكثر من رائع........

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟