الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احذروا انتخابهم ثانية

علي جاسم

2010 / 2 / 28
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


بعد ان ظل المواطن العراقي يستجدي من اعضاء مجلس النواب المنتهية ولايته ان يلبي احتياجاته ، وبعد ان كان السادة النواب غائبين تماماً عن معاناة المواطن وبعيدين كل البعد ان تلبية طموحه ، انعكست المعادلة اليوم لنجد النواب يستجدون من المواطن صوته لضمان العودة الى البرلمان ثانية ، بعضهم اخذ يقدم الهدايا والهبات الى الناس من اموالهم التي نهبها منهم والبعض الاخر يقدم وعود كاذبة للفقراء بانه سيوفر لهم السكن والوظائف ..
احد المرشحين وهو عضو في مجلس النواب المنتهية ولايته اعتمد في دعايته الانتخابية على شركات عالمية كبيرة بعضها شاركة في حملات الدعاية التي قام بها الرئيس الامريكي باراك اوباما ، ولم يترك هذا النائب قناة تلفزيونية عراقية كانت اوعربية الا وخصص فيها مساحة لاعلانه الذي يتحدث فيه عن الماء والكهرباء والسكن وانه قادرعلى توفيرها ، ومن الطريف ان احد الاصدقاء الذي كان يجلس معي في احدى مقاهي بغداد علق على اعلان هذا النائب قائلاً " يفترض من الشعب العراقي ان يرفع دعوة قضائية ضد هذا المرشح بتهمة سرقة الماء والكهرباء والسكن ، لان حديثه عن تلك الخدمات بهذا الحماس يدلل على امتلاكه لهن وانه لم يعطيهن للشعب العراقي خلال السنوات الماضية ، وهو امر لا يمكن ان يصدقه احد ، لانه يحتاج الى الكثير من الجهد والعمل" مرشح اخر وهو وزير في الحكومة الحالية وعليه الكثير من المؤشرات بسبب بعض الصفقات المشبوهة ، هذا الوزير يملك عدد كبير من العقارات والشركات والفنادق ودعايته الانتخابية تجاوزت ملايين الدولار ، هذا المرشح يتحدث عبر الاعلان في احدى الفضائيات المختصة بالاغاني التجارية الهابطة عن انجازاته الوهمية التي لم نسمع بها من قبل ، ويقول انه من الشعب ، عانى ماعانوا واقتسم معهم رغيف الخبز والماء ، وبالمناسبة انه قبل ايام تحدث في حوار مع احدى الصحف المحلية التي يساهم في تمويلها بانه لايملك منزل في العراق وان يسكن في بيت ايجار ، واستغرب ان يكون شخص لايملك بيت يسكنه ويدفع ملايين الدولارات لحملته الدعاية اضافة الى ذلك فان الجميع يعلم بان اي شخص يعين بوزارته لابد ان يدفع مبلغ "500" او "1000" دولار "اتاوة" لشقيق الوزير مقابل تعينه.
اما بالنسبة للشعارات والصور التي ملئت الشوارع فان الحديث عن هذا الموضوع طويلة جداً لان معظم المرشحين يتحدثون الى المواطن وكأنه شخص لا يفقه شيء بشؤون السياسة ، يتصور هؤلاء ان الناخب سيضع ثقته بهم لمجرد وعود كاذبة ومزيفة لاسيما المرشحين الذين سبق وان كانوا اعضاء في البرلمان ولم يقدموا اي شيء يذكر ، هؤلاء يتوسلون من اجل انتخابهم وهم على استعداد لتقبيل ايادي الناس من اجل فوزهم بالانتخابات ، للاسف الشديد ان مشكلة البلاد الازلية غالباً ما تكمن بالنظام الحاكم وان اختلفت مقايس اختيار هذا النظام ، الشعب العراقي كان يتوقع ان يقدم اعضاء البرلمان اعتذاراً لانهم لم يحققوا اي شيء يصب في مصلحة المواطن لكنهم بدلاً من الاعتذار بداؤا يتصارعون من اجل كسب مقعد في البرلمان ، اتمنى من السادة المرشحين لاسيما اعضاء البرلمان او الوزراء السابقين ان يضعوا الى جانب سيرتهم الذاتية التي اصدعوا بها رؤسنا سير ذاتية لعوائلهم التي تعيش عيشة الملوك وابنائهم الذين يدرسون في افضل الجامعات العالمية وزوجاتهم او ازواجهم الذين يركبون احدث السيارات ويمتلكون عدة منازل في ارقى احياء بغداد.
الشعب العراق لا يمكن ان تخدعه شعاراتكم او صوركم او اخطاباتكم الرنانة التي تدلل على افلاسكم ، لذلك اننا عندما نذهب الى المركز الانتخابي نكون قد وضعنا تصور مسبق للقائمة التي سنصوت لها وكذلك المرشح الذي ينتمي لها لان المرحلة الراهنة حساسة وحرجة ودقيقة تحتاج منا ان نفكر جيداً قبل اختيار اي مرشح وهو الامر الوحيد الذي ينقذنا من العودة الى الوقوف امام ابواب البرلمان نستجدي التعيين وتوفير الخدمات، الشعب العراقي يمتلك الخيار وعليه ان يكون صائباً في اختيار مرشحه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى