الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدلنه الفيس بلاطيه

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 2 / 28
كتابات ساخرة


بعد سقوط النظام البائد توقع الكثيرون انحسار الدكتاتورية ونهاية القمع والاضطهاد وبداية جديدة لعراق جديد تسوده العدالة وينعم أبنائه بخيراته الوفيرة التي تحولت الى وبال عليه بفعل طمع الطامعين وجشع الجشعين وتآمر العملاء والمأجورين ولكن (يا فرحة ألما تمت) فما أن سقط غول بغداد وتفرق زبانيته في الجحور خائفين منبوذين حتى طفت على السطح جيف كثيرة ارتدت ثياب العهد الجديد،و(صخم وجهك وكول حداد) فقد تكاثر السياسيون وتوالد المعممون وكثر المحللون الجنسيون والسياسيون،و(صارت الهرجة أبيت العرجة) فقد توافد على العراق سياسيون من مختلف الدول والقارات من مافيات الفساد الإداري السابق أو من ذيول البعث البغيض ممن اختلفوا معه على المغانم والسلطة أو رجال دين عاشوا في ترف وراحة بال في أحضان أسيادهم ثم جاءوا ليأخذوا قسمهم من الكعكة العراقية (المسمسة) فظهر على السطح فلان وعلان وهم لم يكن لهم وجود شعبي في الميزان ولكن ذهول السقوط وقنوط أصحاب لوط جعل الناس يندفعون خلف هذا أو ذاك متوقعين منه الخير العميم فكثرت المآدب ووزع البعض الدولارات فيما انشغلوا بنهب الممتلكات العراقية و(من مالهم جودوا عليهم) فهم يسرقون العراق ويوزعون الأموال على الأتباع والرفاق ،وضاع الكثيرون ممن لهم ماضيهم النضالي الزاخر بالمآثر والأمجاد بين هذا الخليط لترفع السنابل الفارغة رؤوسها بكبرياء ،و ظل الفرسان الحقيقيون ينتظرون الموت الذي يليق بالفرسان بعد أن "تساوت القرعة وأم الشعر" في العراق الجديد وأصبح لأصحاب المرقعات مكانهم في الفوضى التي عمت العراق الجديد.
لقد كنا نتوسم أو نتوقع أن تسير العجلة الى أمام وأن يكون القادمون الجدد يحملون مشاريع التغيير ولكن للأسف الشديد ظهر لنا أن القادم أكثرا سوءا من الغابر وأنه لا يختلف عنه إلا باللباس وطريقة الكلام،فقد ذهب حسن وجاء حسون ،ويبدو أن حسونا أستطاب له المقام وتناسى الحلال والحرام فأخذ يؤسس لبناء دولته الجديدة على أسس بالية عتيقة ،وأستعار من النظام البائد أساليبه في التحكم والاستحواذ ،فكان أن شرع القوانين بما يخدم بقائه ونمائه وأسس لما يديم حكمه بانتهاجه ذات الأساليب الملتوية في التمسك بالسلطة ،ليكون سيد العراق بلا منازع.
لقد أبتلى العراق عبر تاريخه الطويل بأنواع متعددة من الدكتاتوريات،وكانت أمرها دكتاتورية البعث التي ذقنا منها الأمرين واليوم يبدو أن البعض يحاول أنتاج دكتاتورية جديدة من خلال تقليد الدكتاتورية البائدة بتصرفاتها في الاستحواذ والهيمنة وإلغاء الآخر فالمسئولين الكبار قلدوا الرئيس السابق في توزيع الأموال والأسلحة والسيارات على شيوخ العشائر والوجهاء ومن يتوسمون فيهم القدرة على أقناع الآخرين وعمدوا الى أخس أنواع الرشوة وأكثرها خسة بتوزيع السلع والأموال وشراء الأصوات في المعركة الانتخابية الدائرة،ولا أدري هل يصدق هؤلاء أن الشيوخ والوجهاء قادرين على توجيه عشائرهم أو أقربائهم لانتخاب هذا أو ذاك ،إلا يعلم هؤلاء أن أكثر مشايخ هذه الأيام هم من (الجلب) أي التقليد وبالأجنبية(راس كوب) وأنهم غير قادرين على السيطرة على زوجاتهم أو أبنائهم وأن رب العائلة العراقية بما له من مكانة لا يستطيع أجبار أبنه على انتخاب زيد أو عبيد وأن أموالهم تذهب أدراج الرياح.
نعم قد يستغل الأمر كدعاية انتخابية ولكنه في الواقع يزري بشخصية ذلك المسئول وينزلها الى الحضيض،ولا يحضا بالاحترام اللازم من الآخرين ممن يجدون فيه هذا التهالك،نعم أن هؤلاء قادرون على اللعب بمشاعر الناس ولكن الدرب الذي يوصلهم الى السلطة هو التزوير فقط وليس شراء الناخبين ولكنهم يستخدمون ذلك لتمرير تزويرهم من خلال الإدعاء بالدعم الذي حصلوا عليه من شيخ ضراط وشيخ عفاط لأن هؤلاء أنفسهم لا ينتخبوهم بل يضحكون عليهم ويأخذون أموالهم كما حدث لأحد المسئولين في الكفل عندما خاطبه أحدهم بأنه لن ينتخبه رغم ما أعطاه من نقود لأنه لا يتوسم فيه الأمانة لأن من يشتري أصوات الآخرين ليس محل ثقة الناس أجمعين.
• الفيس :الطربوش واللاطية :الحدرية أو طاقية الرأس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعترف حسون
البراق ( 2010 / 3 / 1 - 07:38 )
الاخ ابو زاهد لقد اعترف حسون بتوزيع المسدسات استرا الاسبانية والتي عرضها النائب صباح الساعدي رئيس لجنة النزاهة في البرلمان من على قناة العربية وقد احرج محاوره في اللقاء عباس البياتي الذي لم يتمكن من الاجابة او التبرير الا ان اعتراف حسون بذلك يؤكد ماذهبت اليه وهو اعتماد نفس اساليب الدكتاتور المقبور في شراء الذمم مع التذكير ان هؤلاء الشيوخ انفسهم كانوا يهتفون ويردحون في حضرة القائد الضرورة


2 - اللا وعي في وطن البيارغ
زينب حسين ( 2010 / 3 / 1 - 08:22 )
تحياتي أستاذنا العزيز ..أحلامنا كانت غير واقعيه . كيف لشعب أُعتقل عقوداً أن يخرج من معتقله بكامل وعيه في ظل تنوعه الذي لم يكن سوى نقمة عليه ومصالح خارجيه في وطن يقال فيه من الخيرات الكثير .ما ذاق طعمها شعبنا المحروم .ديمقراطيتنا شكل ثاني أمتلأث شوارعنا وأزقتنا ببيارغ العشائر والأحزاب والبيارغ الحسينيه والصور كانت لكل من هب ودب وكأن الجميع يريد تعويض نقص وحرمان عاشه .غاب علم الدوله وهيبتها .تراها عاجزة أمام الأقليم مخافة أن يسحب مقاعده ويتحالف مع أعداء الحكومه فيسقطها . عاجزه عن محاسبة عصابات لأنها شريكة بالعمليه السياسيه وتسندها دول ممكن أن تحرق العراق على رأس الحكومه والشعب ..عندما تتعدد البيارغ والصور وتشيع الفوضى تختفي هيبة الدوله وقدرتها على المحاسبه ..دمقراطيتنا لم تُبنى على أسس صحيحه ..لأن قادتها فوضويون ولصوص ..سيصلح الشعب ما أفسده المتطفلون عليه المتجردون من أي فكر أو قيم أنسانيه ..شكراً جزيلاً


3 - السبب
عبد الكريم البدري ( 2010 / 3 / 1 - 10:52 )
عزيزنا القديرمحمد علي
تحية
لاأعلم ماالذي يجذبني لترك كل المقالات وابتدأ بقراءة مقالك قبل الكل. وفي كتاباتك اللي تحجي ألخرس دائما تصيد ألأسد في عرينه. هؤلاء الذين ذكرتهم وربما غيرهم انا شخصيا اعتقد انهم بالأتفاق مع من اتى بهم طلب منهم عدم تقديم الخدمة المرجوة بعد زوال الطاغية لكنهم كحجرالشطرنج لايهشوا ولاينشوا ولهذا تراهم لايتعظوا بما سارعليه سابقهم. وهم يقينا يدركوا ذلك ولكن عندما يجري ألأعتراض يلوح لهم بالعصا. وقانون السياسة (ألأمريكية) بشكل خاص يقول: لايوجد صاحب او عدو...انما صاحبي من يخدم ويحقق مصالحي حتى لو كان زوج امي...وعدوي هو من يحرمني من تحقيق هذه المصالح ولو كانت على حسابه حتى لو كان ابي. وهنا ألأمتحان اما ان يكرم او يهان.
ودمت لنا قلما حرا


4 - sdkrgf hgspv ugn hgshpv
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 3 / 1 - 15:10 )
الأخ البراق
ليست المسدسات لوحدها استخدمت في شراء الذمم وإنما جرى توزيع أموال على الوجهاء والشيوخ وأشياء أخرى وهي من أموال الشعب العراقي الذي خدع في الانتخابات السابقة تحت ذريعة الدين والمذهب وبعد أن ترك هؤلاء الدين والمذهب لجئوا الى شراء الذمم واستغلال المناصب والوعود بالتعيينات لأغراء البسطاء بانتخابهم ولكنهم لن يفلحوا وسوف ينقلب السحر على الساحرK


5 - اللهم أجعل بأسهم بينهم
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 3 / 1 - 15:20 )
الأخت زينب حسين
شر البلية ما يضحك ومهازل الدعاية الانتخابية وملابستها جاوزت الحدود المسموح بها فلم يقتصر الأمر على شراء الذمم وبيع الأصوات واستغلال المال العام والمناصب بل عمد هؤلاء الى تجاوز جميع المعايير الأخلاقية والمنافسة الشريفة من خلال وضع إعلاناتهم فوق إعلانات المنافسين ولكن الله كان لهم بالمرصاد لعلمه بزيفهم فوجه شواظ غضبه على إعلاناتهم الكبيرة التي صرفوا مليارات الدنانير استقطعت من أفواه العراقيين الجياع لتلعب بها الريح و وتلطخها الأطيان فيما عمدت بعض الكتل القوية لوضع البوية السوداء على صور المرشحين من شركاء الأمس .
اللهم أجعل بأسهم بينهم ونجنا من شرهم فأنت أعلم بالصادقين وأصحاب الأيادي البيضاء الذين وضعو لافتات صغيرة لم تستطع الرياح أزالتها أو التأثير عليها


6 - الك يوم يا ظالم
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 3 / 1 - 15:29 )
الأستاذ النبيل عبد الكريم البدري
هناك صور ولقطات انتخابية تنبئ عن حقيقة هؤلاء وتكشف مدى زيفهم وكذبهم فقد عرفهم العراقيون من خلال حكمهم في الفترة السابقة وعرف حقيقتهم ولن تنطلي عليه حيلهم فقد أعطوا لأنفسهم ألقابا ومسميات جديدة تتقاطع كليا مع أعمالهم فهذا الصادق الأمين وهذا الذي يقول عد عينكم وهذا الذي يكتب عليهم ومنهم من يرفع سبابته معتقدا أنه الواحد الأحد وآخر يدعي خلاف ما هو عليه والشعب ينظر ويبتسم لأنه يعرف البير وغطائه ويعلم ما قدم له هؤلاء فقد أفتقد الشعب أبسط الأشياء التي يمكن لحاكم تقديمها لشعبه وتصور أن حكومة لديها ملايين الموظفين وملايين العساكر لا تستطيع تأمين السكر لشعبها في الوقت الذي وفر أصحابهم التجار السكر بأسعار عالية فكيف لحكومة تعجز عن توفير البطاقة التموينية أن توفر للشعب احتياجاته الأخرى في البناء والأعمار والأمن والخدمات وما الى ذلك من قضايا ملحة،لقد بان زيفهم وسيقول الشعب كلمته والك يوم يا ظالم.

اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح