الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قشرة البرتقال/ 29 الافلاس

حامد مرساوي

2010 / 3 / 1
الادب والفن



اليوم ارتأت سعاد أن تستبدل الخط الهاتفي دون تمهل ولا استشارة، لها أن تفعل، فقد غيرت آلة الغسيل، أما أنا ففي نفس الآن لا أملك فلسا في جيبي.


لم يعش حب حالة حرب مع المال كما تعيش حالة حب قشرة البرتقال حربها مع المال! فالاتصال الهاتفي المحمول مقرف! وتدبير مقتضيات الاتصال بالانترنت (كراء خط هاتفي تابث وكراء خط الانترنت...) مقرف! وتدبير السفر لتجديد النظر في ملامح المحبوب من الجهتين مكلف ومقرف! فالسعي للتوفير التوازن النفسي وتبيئة الحب في المعيش معادلة أعقد من مقرفة!
الإفلاس يعني مصادر "التموّل" كلها جفت. فمن أين لتعبئة الخط الهاتفي المحمول؟ وأين لأداء الباقي المتأخر من مستحقات الضوء والكهرباء وصولا إلى الهاتف والأنترنت إلى السفر والإقامة قصد تحديد موعد "حرفي" جاف بلا رضاب ولا سقي بما بين الصلب والترائب.
وخانة السلفات طويلة وثقيلة، يقتضي تسديدها بالتقسيط التفكير في المجهول. أما المعلوم فلا يوفر المصاريف لتدبير الحاجيات الثابتة القديمة والحالية. تلبية الحاجيات التي توفر التوازن الحيوي فيعني فقط السلف.
هناك إذن خلل بنيوي يظهر في الواجهة المالية. لكن يجب اقتفاء أثره للعثور عليه (الخلل الحقيقي) والنظر معه بروية وتأني وتأمل ما العمل من أجل تلبية مطالبه لكي لا يبقى في حالة خلل.
هل يرتبط الحب نفسه ببنية المصاريف المختلة تلك؟
إنعاش المشاعر وتغذية العواطف يقتضي اختراق جدران الأوضاع المضادة للحب في حالته الاستثنائية هذه.
فالكل سيعتبر الحب في الخمسين من العمر نزوة يجب أن تنقشع مثل سحابة الصيف.
والكل سيعتبر الحب بين امرأة متزوجة ورجل متزوج تخريب لأسرتين يقتضي الرجوع إلى الأصل المؤسساتي. ليعود الطرفان، كل من جانبه، إلى الوسط العائلي والزوج والأبناء.
والكل سيعتبر الحب على مسافة ترابية من البعد يساوي 300 كلم في وضع بنيوي اجتماعي اقتصادي، أمر مستحيل، سيكلف غلافا زمنيا مستحيل التوفير بالنظر إلى الوضع الذي تعيشه المرأة المتزوجة الأم لعدد من الأبناء، بينما يتطلب الأمر من الرجل المحب الانتقال إليها في وسطها الحيوي، وهو الأمر المستحيل.
والكل سيعتبر الحب من طرف امرأة ربة بيت تحت مجهر المراقبة الذكورية والقهر الاقتصادي للزوج يستحيل أن يعيش حبها تحت صخرة القهر الزوجي والعائلي والتبعية المالية، وبحثها عن حبيبها الذي لم ينسها قط، بعد 34 سنة غياب حماقة لا علاقة لها بالحب!
بل، وبالنظر إلى هذه المستحيلات الاربعة، صمود الانجذاب بين الطرفين هو عين الحب! بل أكثر مما نتصور!
نعم، مقابل هذا النبل، ماذا نجد؟
أربعة جدران سميكة أكبر من الخيال تلك المذكورة أعلاه!
أربعة جدران حقيقية يتطلب الحب الحصول على نفـَس للانتعاش والخروج من وراء طوق الأسوار المذكورة؟ كل من المحبين واع بضرورة ترتيب الأوضاع ليتمكن أن يحضن حبه وتوفير الدفء له رغم تماسك البنية السجنية لهذا الحب الغريب.
فالسعي الحثيث. وخبرة السنين. وصدق المشاعر. بل رسوخها في النخاع الشوكي لدى الطرفين. والشعور بل الوعي بضرورة المقاومة ليعيش الحب. كلها عوامل صمود تقف مع هذا الحب الأعزل.
1ـ ربة البيت تنجب الفنان المبدع
2ـ ربة البيت تعبئ لإنجاح العمل الإبداعي في المسابقة
3ـ ربة البيت تجمع بين المخرج المسرحي والصحافي الحاضر للمتابعة الصحفية والأهل الذين حضروا لدعم جمهور المسرحية.
إذ تتمكن الثقافة بدار الشباب من تحويل العلاقات التقليدية المنغلقة في خانات بيولوجية عائلية وقبلية إلى دفء الذاكرة.
فالسلام على منصور والطيبي وخليل وليلى وأيوب وعماد بعد انتهاء المسرحية، أدفأ اللحظة. وإذا للتغيير والفلسفة زو معاني في المعيش خارج الكتب، فهو التعليل الذي يمكن للفلسفة أن تدعم به هذه اللحظة. رغم ذلك، لم يفقد الطيبي مرتكزه الفكري تجاه الصحافي: هل ما زلت ملحدا؟ الجواب: لا. ثم يصرح الطيبي أنه الشاعر الذي أخطأ التوجه. ويثني على الصفة المشتركة بيننا= الحساسية المفرطة ذات المنحى الإنساني! فالدموع لم تمهل من تذكر الأم مبكرا تحمل المخرج المسرحي طفلا صغيرا نحو المجهول أو تازمامارت المجتمع!
ولولا اختراق المستحيل لما خرجت المسرحية من نص ورق مطوي في الجيب إلى لحظة فرح دافئة في القلب.
فيا فلانتاين! اشهد أن ربة بيت، أدارت أشغال أوركسترا لتخرج المسرحية إلى حيز الوجود المادي. وهي كل يوم قد تحمل "الفضيلة"( التي ترجمها مصطفى لطفي المنفلوطي عن برناردان دو سان بيير/بول وفيرجيني) إلى ليلى أو الدواء إلى أيوب...هي مجرد ربة بيت بالاسم. هي ليست حتى ربة بيت! تمردت على كل الأدوار، ورفضت أن تكون ربة بيت! كما رفضت أن تكرس عبودية ربة البيت.
ولأنها تعطي الدرس في شق الطريق دائما كما تحب وتريد، فحربة الحب تشق المسافة الفاصلة نحو الهدف. رغم غبار الإفلاس المالي........فغبار الإفلاس المالي لا بد منقشع...لكن عن أي أفق: عن صدق المشاعر أم عن الضعف والرجوع القهقرى؟.....سنرى......سنرى........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال