الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحمى الانتخابية في السليمانية .. شارع سالم:مرصد المعركة

روشن قاسم

2010 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



الحمى الانتخابية في السليمانية
الحملة الانتخابية أرضت غرور «شارع سالم» وسط السليمانية الذي يتصدر واجهة الصراع المحتدم في المدينة, ويتفرد في حجم وسائل الاعلام المحلية والعالمية التي ترتاده لرصد التنافس، ومرد ذلك الى ان الشارع من أشهر شوارع المدينة.
شهرة هذا الشارع لا تنحصر في أنه صلة الوصل بين شقي المدينة ويتوسطها جغرافيا، بل في «وساطته المعنوية» أحيانا في ضبط ايقاع المتخاصمين سياسيا، ليغدو مقصدا للتلاقي والتجمع.
و«شارع سالم» يعتبره الاهالي ايضا «هايد بارك» المدينة، فهو مسرح المسيرات الجماهيرية بايقاعاتها المختلفة، للتعبير عن الرأي في الترويج كما في الاعتراض.
والشارع تتغير ملامحه وفق الاوضاع والمستجدات، وخلال الحملة الانتخابية الحالية اتسم بطابع التحدي والمنافسة الشديدة بين القوائم الانتخابية الكردية المشاركة. وحمى المنافسة المتصاعدة جعلت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تقرر في النهاية وقف الحملات الدعائية للكيانات الانتخابية في المدينة ليلاً، حرصاً على راحة الأهالي.
رئيس مجلس المفوضين في المفوضية المستقلة للانتخابات فرج الحيدري قال لـ«الاسبوعية» ان المفوضية قررت وقف الحملات الدعائية للكيانات السياسية والمرشحين في السليمانية من الساعة التاسعة مساء حتى الساعة السادسة صباحا كل يوم حتى انتهاء الحملة في الخامس من الشهر المقبل. الا أن الحيدري نفى ان يكون للقرار علاقة بالحوادث الامنية او التصادمات والمشاحنات التي شهدها الشارع بين مؤيدي القوائم الانتخابية, واكد ان قرار المفوضية جاء على خلفية الشكاوى التي قدمت من قبل المواطنين في المدينة والتي تحدثت عن معاناة المواطنين من الازدحامات في الشوارع حتى ساعات متأخرة من الليل، والاختناقات المرورية التي تتسبب بها المركبات والحافلات.
والتحدي في «شارع سالم» يظهر جليا وبشكل بارز بين قائمتين هما قائمة «التحالف الكردستاني» بزعامتي الحزبين الكرديين الرئيسين (الاتحاد الوطني والديمقراطي) اللذين شكلا تحالفا مع عشرة احزاب اخرى ، و«قائمة التغيير» المعارضة بزعامة المنشق عن الاتحاد الوطني الكردستاني نوشيروان مصطفى.
و«سالم» يشهد تكرارا لسيناريو الحملة نفسها في انتخابات رئاسة وبرلمان الاقليم في تموز الماضي بين الخصمين، تضاف اليها قوائم اسلامية ومستقلون، من حيث الحشود الكبيرة التي يكتظ بها والليالي التي لا تشهد السكينة ومسيرات المراكب والحافلات المؤيدة.

البوصلة الانتخابية
لكن بوصلة الحشد الجماهيري هذه المرة اتخذت اتجاها مغايراً لما كانت عليه خلال الحملة السابقة، ذلك ان «الاتحاد الوطني» امتص صدمة انتخابات 2009 في معقله واستدرك ما فاته واستفاد من الدرس باعتبار ان ما حصل في تموز الماضي كان مفاجئا وربما مباغتا، على ما يقول المراقبون. ومع تراجع حجم «حركة التغيير» مقارنة بالانتخابات السابقة في الاقليم، يظهر ان «الاتحاد» بدأ يتعامل مع الخصم من منطلقات مختلفة، خصوصاً في فترة انشغاله بالاصلاحات الداخلية التي غدت مطلبا رئيسا للكثيرين من كوادره، فكان لا بد من القيام بخطوات تهيئ لايقاع أقوى خلال الانتخابات الحالية، التي تعتبر مصيرية على مستوى العملية السياسية العراقية بشكل عام.
ويمكن الاستدلال الى ذلك على مستوى التطمينات الداخلية الحزبية بأن الاتحاد استعاد عافيته بعد ما أعدت له جعبة نوشيروان مصطفى من مفاجآت لم تكن في الحسبان، اضافة الى اعادة الانطلاق من موقع القوة في التعامل مع حليفه الديمقراطي الكردستاني.
«شارع سالم» الذي اختزل مشهد الانتخابات في الاقليم الى حد التفرد، يشهد اجواء صاخبة بالهتافات والاهازيج والشعارات والاغاني وصور المرشحين التي انتشرت على الجدران، والملفت ايضا ان «الاتحاد الوطني» اخذ يستعيد بريقه وتواجده.
والخيار الذي يفرض نفسه هو القيام باصلاحات تسبق الانتخابات، الأمر الذي استتبع حسب ما يقوله القيادي في الحزب ملا بختيار ترتيب البيت الداخلي من خلال عقد بلينوم (مؤتمر مصغر) من جهة، واختيار مرشحين اكفاء بعيدا عن المحسوبيات الحزبية ووفق اسس موضوعية تؤهلهم للترشح، من جهة أخرى. وحسب مصادر في الاتحاد، فإن القائمة المفتوحة قد أفسحت المجال امام الاتحاد لارضاء مزاج كوادره في التعبير عن الذات الحزبية المغيبة نتيجة التحالف الواسع. وترى هذه المصادر ان الحملة الانتخابية هذه المرة ركزت على مخاطبة «الاتحاديين»، وهذا ما حدا, بالعديد من الكوادر التي ذهبت مع رياح التغيير لأن تعود ادراجها، الأمر الذي حرصت وسائل اعلام الاتحاد الوطني على ايلائه اهمية كبيرة.

في الصدارة
والمناطق المتنازع عليها، خصوصا كركوك كانت لها حصة الاسد، خصوصاً لدى الرئيس طالباني الذي توجه الى المدينة وعقد العديد من اللقاءات مع تنظيمات الاتحاد فيها، اضافة الى منظمات مدنية وشخصيات اعتبارية. مرشح الاتحاد عن محافظة كركوك خالد شواني أفاد لـ«الاسبوعية» أن المرشحين تم اختيارهم من قبل شريحة واسعة من أهالي المدينة.
وتترأس قائمة التحالف الكردستاني في المحافظة، الشخصية الكردية المعروفة لدى الاوساط المثقفة الكردية نجم الدين كريم. ويشير شواني الى ان اهداف القائمة ستركز على الثوابت التي عنوانها الأهم تنفيذ المادة 140.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟