الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعاية الانتخابية فن وعلم جديد في العراق

رفعت نافع الكناني

2010 / 3 / 2
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


الدعاية الانتخابية فعل مشروع يقٌر بقانون ، ويجب على الجميع التقيد ببنود وشروط الحملة الانتخابية التي ترافق الفترة التي تسبق الانتخابات بوقت معين ، وتنتهي قبل بدء الانتخابات بوقت محدد ، الهدف منها التعريف بشخصية المرشح للانتخابات وما يمتلكة من مؤهلات وصفات ومميزات ، وما يطمح لة من اهداف وبرامج معلنة الغرض من تحقيقها خدمة الصالح العام وتحقيق ما يطمح لة المواطن . بعد هذة المقدمة لابد من معرفة بعض الشروط والالتزامات التي يجب على المرشح والكيان السياسي الذي ينتمي الية ان يلتزم بها لغرض تحقيق عملية انتخابية ناجحة وشفافة تصب في خدمة العملية السياسية والمسيرة الديمقراطية .
اهم تلك الشروط التي اقرتها المفوضية العليا للانتخابات هي عدم استخدام دور العبادة بانواعها ودوائر الدولة ساحة لعرض اراء وتصورات وبرامج المرشح الانتخابية والترويج لها ، ومنع استخدام الرموز الدينية في العملية الانتخابية برمتها، اضافة الى منع وعدم استخدام وسائل التحريض على العنف والطائفية في كافة مراحل الدعاية الانتخابية. كما منعت وحرمت اللجوء الى استخدام الاموال والهدايا العينية من قبل المرشحين لتوزيعها على الناخبين لغرض التأثيرفي قناعاتهم ورغباتهم الانتخابية ، اضافة لتحريم قبول الدعم الاجنبي من خارج الحدود لغرض خلق واقع سياسي تستفيد منة تلك الدولة او المؤسسة المانحة ، وما يتصل بذلك من انفاق لدعم شخصيات في الدولة مرشحة لخوض الانتخابات من خلال دعم المال العام ، وما تحصل علية من دعم معنوي ولوجستي من قبل اجهزتها المختلفة.
وبدأ المرشحين للانتخابات حملتهم الدعائية بعد تاخير لبضعة ايام بسبب اجراءات هيئة المسائلة والعدالة بحق عدد من المرشحين للانتخابات القادمة ... هذة الحملة التي تعتبر الاكبر والاقوى في تاريخ العراق والمنطقة يجب ان نسلط الضوء على ما شابها من سبياتها وايجابيات من خلال بعض الملاحظات والمؤشرات الواجب طرحها ، والتي رافقت مسيرة هذة الحملة الكبيرة وكان الغرض منها الضغط الهائل لغرض ضمان كسب صوت الناخب او لتغيير قناعتة من خلال الاستعانة بخبرات دولية وتدخل واضح من الدول المجاورة والاقليمية في عملية مخطط لها لفرض صيغة تحذيرية اشبة ما تكون بالتهديد ( اما تنتخب فلان او الطوفان والخراب ) اي التدخل لدعم هذا الطرف او ذاك ووظفت لة اشهر وسائل الاعلام للتأثير على مسيرة وجوهر العملية السياسية . وهناك مؤشر اخر اتسمت بة مرحلة الدعاية الانتخابية ... من خلال ضعف حظوظ المرشحين المستقلين والذين لا يمثلون كتل كبيرة تسندهم وتدعمهم على الساحة السياسية وضعف القدرة المالية لهم ، وظهر ذلك جليا بمستوى قوة الاعلان وتنوعة والتي سوف تؤثر على نتائج العملية السياسية بسبب عدم التكافؤ والمساواة في استخدام الدعاية الانتخابية لعدم سن قانون خاص للحملات الانتخابية كما هو معمول بة في ارقى الدول التي تنتهج الديمقراطية سبلا للوصول الى سدة الحكم . . فالدعم الحكومي من خلال الحصول على دعم مالي متساوي للمرشحين اثناء حملتهم الانتخابية ، يمكن ان يحل اشكالية مصادر التمويل وما تلعبة من دور وتأثير خطير في العملية السياسية الوليدة .
ملاحظة اخرى افرزتها تلك الحملات الانتخابية ، ان المرشح بات يتوسل ويستعطف الناخب ... بعد ان كان الشعب يستجدي من المسؤول حقوقة على العكس مما يفرضة الواقع والواجب . وان هناك ( مرشحين ) مسؤولين في الدولة يصيبهم العجب !!! من خلال اطلاعهم على واقع حال المدن والقرى النائية ومستوى المعيشة ومدارس الطين والحصران والبردي ومياة شرب معبئة بكل الذل والامتهان للانسان العراقي ، وكائنات تسمى بشرا تخوض في الوحل شتاءا ويلفها التراب والجدب صيفا ، ومرضى لا يجدون من يشفي آلامهم ... والمسؤول يتطبب في الخارج مجانا ، حتى لو اصيب بنوع من نزلات البرد الخفيف !! الكل يشتم الارهاب وضعف الامن والفساد والتخلف والبطالة والجوع والاذلال وبات المواطن لا يعرف من هو المسؤول اذن ، وهذا مؤشر واضح على ان المسؤول في الدولة لم يعترف بالخطأ ولم يتحلى بالشجاعة الكافية لبيان فشلة وعجزة في انجاز ما اقتضاة المنصب الذي تولاة والذي اسهم في رفاهة وسعادتة وضمان مستقبل عائلتة.
ويمكننا من تأشير نوع من الفعل الايجابي الذي رافق الحملة الدعائية ، وذلك بان الاغلبية من المرشحين باتت تؤمن بعملية التداول السلمي للسلطة وان صندوق الانتخابات هو الحكم والفيصل ، ولم تؤشر في مدن العراق من ان هناك تناحر انتخابي وصل بة الامر لصدام مسلح بين مرشحين او معارك بين عشائرهم واحزابهم . اضافة للصوت الوطني الذي ارتفع من خلال الخطاب السياسي وما اسقطة المرشحين من خياراتهم ما هو طائفي او عنصري عكس برامج الانتخابات التي جرت عام 2005 ومن هذا يتضح انة كلما نضجت التجربة السياسية في البلد نضجت الافكار والتوجهات الوطنية للمواطن والحركات السياسية معا .
ملاحظة ختامية يمكن تأشيرها من خلال استعراض اسماء الاخوة المرشحين يتبين ما يلي : - مرشحين عرفهم جمهور الناخبين من خلال شخصياتهم في الحكومة او اعضاء في مجلس النواب الحالي ويمكن تقسيمهم على ثلاثة انواع الجيد والسيئ والنوع الثالث غير مؤثر وليس لة دلالة او حضور ... ومرشحون جدد يمتلكون دراية وكفاءة في مختلف الاختصاصات ولهم بصمة قوية خارج البرلمان ، مرشحون يمتلكون الشهادات المختلفة والحس الوطني ولم يجربوا حظوظهم في العملية السياسية ، مرشحون ليس لديهم الخبرة السياسية والكفاءة العلمية معتمدين على نفوذهم المالي والعشائري ... اذن صوت للكفوء المخلص النزية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة