الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجم الانتخابات

عدنان شيرخان

2010 / 3 / 2
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


ايام قليلة تفصلنا عن يوم الانتخابات الاكبر، بذل المرشحون كل ما يستطيعون، دعايات انتخابية ضخمة، حركت في احيان كثيرة نظرية "المؤامرة " المستوطنة في باطن عقل المواطن العراقي، وراح يبحث في احلام يقظته عن امثال اصدقاء المرشحين (التجار) الذين كانوا وراء تمويل حملاتهم الانتخابية كما زعم العديد من المرشحين عندما سئلوا من اين لكم كل هذه الاموال التي اغدقت بسخاء وكرم على الدعاية الانتخابية.
ربما يثار سؤال منطقي حول علاقة حجم الدعاية وفرص فوز المرشحين، بمعنى حتمية فوز من تجاوزت صوره و(فليكساته) وساعات ظهوره على الفضائيات العراقية والعربية رقم سحري معين ينظر اليه كمفتاح للفوز بمقعد في البرلمان المقبل، ولكن لا احد يستطيع ان يجزم بشئ، يقال انها انتخابات صعبة ومحرجة للكثيرين، لانها تجري لاول مرة على نظام القائمة المفتوحة، سيتمكن الناخب فيها من اعطاء صوته مباشرة لاي مرشح يراه جديرا بالتصويت، سيكون المرشح وجها لوجه مع الناخبين وبدون اية معونة او غطاء من قائمته.
المتمعن الجيد للدعاية الانتخابية الحالية واساليبها، يؤشر انها دعاية وعود عريضة بتغييرات ايجابية كبيرة، حل المرشحون تقريبا جميع مشاكل المواطنين والعراق خلال حملاتهم الانتخابية. ولكن المواطن ومن خلال تجربة الاعوام الاربعة الماضية يستطيع ان يقدر ان هذه الوعود اكبر واثقل مما يستطيع المرشح ان يفي بها ان وصل الى البرلمان، حيث الكتل والاحزاب وصراعاتها المعروفة، وفي مرات كثيرة كان مجرد اكتمال نصاب الجلسات امرا صعب المنال. العجيب والغريب ان بعض الذين كانوا احد اسباب عدم اكتمال النصاب (المزمن) ولم يحضروا الا عددا قليلا من الجلسات، اصروا برغم ضيق وقتهم (على ما يبدو) على المشاركة ثانية في الانتخابات، صورهم تزهو في بغداد والعديد من المدن الرئيسة.
حكاية الانتخابات بطلها الرئيس ونجمها هو الناخب وليس المرشح، عند الناخب تبدأ الانتخابات وتنتهي، ويوم الانتخابات هو يومه الذي ينتظره كل اربع سنوات، عليه ان يوصل الى البرلمان سياسيين يهتمون به دائما، لا ان يكون اهتمامهم به مؤقتا وحسب حاجتهم لصوته، ليذهب كل الى حال سبيله بعد يوم الاحد المقبل.
على الناخب العراقي ان يدرك مقدار القوة التي يحملها صوته لاجل مستقبل افضل للعراق وللتغيير الايجابي في مجمل الامور، ان يضع امام عينيه تجارب شعوب حية، وكيف استطاعت في مفاصل تأريخية احداث التغيير المطلوب، لعل اقرب الامثال شجاعة الناخب الاميركي الذي اوصل بصوته اول اميركي اسود الى البيت الابيض، وكان مثل هذا الامر قبل نحو ثلاثة عقود اقرب الى الخيال.
الناخب العراقي بحاجة قبل الذهاب الى مراكز الانتخابات ان ينظر مليا الى نفسه في المرآة، موقفه الشجاع واصراره على عراقيته اسقط خيار الحرب الاهلية التي كانت تهدد وطنه قبل نحو ثلاث سنوات، ضغط على السياسيين واجبرهم على التخلي والكف عن الحديث عن الطائفية والمحاصصة، وصاروا كجوقة جديدة تعزف على نغمة عراق ياعراق.
امم وشعوب ستصفق للناخب العراقي مليا بعد الانتخابات وتضرب به الامثال، عندما يوصل الى البرلمان 325 نائبا تضع غالبية عظمى منهم انتماءهم للعراق فوق انتماءاتهم الفرعية ومصالح الشعب العراقي فوق مصالحهم الشخصية، وان تغص قاعة البرلمان بالحضور عندما يتعلق الامر بقضايا تهم عموم العراقيين، ولايكتمل النصاب عندما تطرح قضايا تتعلق بأمتيازات جديدة للنواب ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار جهود التوصل لاتفاق للهدنة في غزة وسط أجواء إيجابية|


.. جماعة الحوثي اليمنية تهاجم أربع سفن في المحيط الهندي والبحر




.. في أول عملية من نوعها.. بريطانيا ترحل إلى رواندا طالب لجوء|


.. إلى أين تتجه احتجاجات الطلاب الغاضبين من حرب غزة في الولايات




.. أصوات من غزة| تكدس النفايات والصرف الصحي.. مشاكل تفاقم من مع