الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرادعي وعواجيز المعارضة ومحبطي النخبة وقوة الشباب

هويدا طه

2010 / 3 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


مصر مريضة.. مصر الحكم ومصر المعارضة ومصر النخبة ومصر الجماهير.. وكما يجري الطبيب أشعة مقطعية على الجسم المريض فيرى بوضوح مواقع الخلل.. وضع (مشرط البرادعي) مصر كلها تحت الأشعة الكاشفة فظهرت مواقع العلة.. واتضح في (أسبوع الكشف) الأخير هذا أننا كلنا.. مرضى!
أما عن مصر الحكم فلن يكون جديدا أو مدهشا الحديث عن علاتها.. لا معنى حقا لتكرار ما نقوله جميعا كل يوم وكل ساعة عن تلك (البلوى) التي أصابت بلدنا.. فيروسات الفساد والظلم الاجتماعي والتفريط في الوطن- أرضا وكرامة- ورهن المستقبل والمقامرة به واحتكار القلة لكل من الثروة والسلطة وقرارات المصير.. إضافة إلى تقزيم قيمة بلدنا وسحب الثقة من نفوسنا واحتقار الشعب بعد نهبه وإفقاره وتعجيزه ووو.. كل هذا كلام نعرفه جميعا ونعيشه يوميا ففي الشارع المصري..
مصر المعارضة
أما عن مصر المعارضة.. المعارضة الرسمية.. المعارضة الفاشلة.. المعارضة المستأنسة.. المعارضة التي لا تعارض شيئا.. فتلك أيضا وللأسف جزء من (بلوى) مصر الحكم.. فالنظام الحاكم حجّمها وأعجزها فاستجابت كرها ثم صارت مع الزمن تتلذذ برضا بحالة العجز تلك.. الحكم والمعارضة كلاهما جناحا الظلم في بلدنا.. والله على المستوى الشخصي لا أطيق سماع أحد هؤلاء الممثلين للأحزاب الديكورية! سواء التي تسمى أحزابا مشروعة أو تلك (التكايا) المسماة أحزابا تحت التأسيس.. كلها أحزاب تشبه مؤسسة الحكم في مصر.. أفراد أقدمهم بلغوا من العمر أرذله ومازالوا يتحدثون عن ذكرياتهم في الطفولة عندما كانوا يشاهدون صواريخ الألمان والحلفاء في الحرب العالمية الثانية! اختطفوا زمنا- بل أزمنة- ليست لهم ومازالوا يستميتون على إزاحة الأجيال التالية لهم جيلا بعد جيل.. كي يستمروا في خطف بلد وقع رهينة في أيديهم وأيدي حليفهم النظام الحاكم، ولن أنسى أبدا واحدا من هؤلاء وهو يقف أمام كاميرات الفضائيات (التي لم يعرفها زمانهم البعيد!) معلقا بغضب على انطلاق حركة كفاية منذ حوالي خمس سنوات:"دوول شوية عيال انا لا اهتم بهم انا انظر الى مستقبلي السياسي"! أي مستقبل ايها الباقي من زمن حرب الحلفاء والمحور! أما أحدثهم فأذكر عندما كنت في عشرينات العمر في الثمانينات كان هناك شباب أكبر منا قليلا يشتكون من سطوة مخلفات الحرب العالمية تلك.. وكان هؤلاء ومازالوا يسمون أنفسهم جيل السبعينات.. الجيل الذي قاوم في البدء تحول مصر عن نهجها الذي عرفته قبل رحيل عبد الناصر، هذا الجيل بالفعل قاوم لكنه تشرذم والزمن يمضي، الآن.. هذا الجيل- عن اختيار أو دون أن يشعر- انضم إلى تلك الفئة التي لا ترحل أبدا وصار مثلهم.. يحاول إزاحة شباب اليوم ويمارس عليهم (وصاية متعالية) في سلسلة من فشل الأجيال لا تنتهي، وعندما كنت في استقبال البرادعي في المطار كغيري من الناس الآملين في مستقبل لا يكون رهينة في أيدي الحكم الفاشل والمعارضة الفاشلة.. كنت أرى شبابا في العشرينات يتفجر طاقة واتساءل.. كيف ستتمكنون أيها الورد المتفتح في زمن العشرة الأولى والثانية من الألفية الثالثة من فعل شيء.. وعلى رؤسوكم ما زالت تدهس أقدام أجيال الثلاثينات والأربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات وهلمه جره!
لا أحزاب معارضة في مصر.. بل هناك تكايا بعضها رسمي وبعضها تحت التأسيس، وكلها مشخصنة باسم أصحابها.. سواء حزب التجمع (الذي سمي في الثمانينات تهكما: حزب التأمع!) والمسجل مازال باسم د. رفعت السعيد الذي يحكي في كل لقاء تليفزيوني له عن قصة اعتقاله وهو يرتدي الشورت من قبل ضباط ما كان يسمى حينها القلم السياسي قبل الحرب العالمية! أو حزب الوفد المتأثر بعصر الباشوات البعيد.. أو الحزب الناصري الذي يتخذ رمزا راح لكبر السن في غياهب الألزيهايمر، أو حزب الكرامة تحت التأسيس الذي كلما سألت عنه أحدا يقول إن عرفه (بتاع حمدين صباحي؟) حمدين صباحي المناضل القادم من جيل السبعينات.. الجيل الذي يمارس بدوره الوصاية على من تلاه .. وكأن تلك الوصاية قانون مصري أبدي! أو حزب الوسط وهو بدوره تحت التأسيس وأسسه منشق عن جماعة الإخوان التي تمارس بدورها وصاية طبقية زمنية هائلة في أجيالها أو أو .. كلها تكايا لا تعرف عنها شفافية أو ديمقراطية أو ما إلى ذلك مما وصلت إليه معظم الأمم دوننا.. هل سمع أحدكم عن انتخابات مثلا تغير على إثرها رئيس أحد تلك الأحزاب وهو حي؟! مثلهم مثل رئيس الدولة الذي يسمي البلد باسمه فعلا وليس مجازا.. تلفت حولك وستجد استاد مبارك اكاديمية مبارك ميدان مبارك جيش مبارك شعب مبارك.. مصر مبارك! ستظل تلك الأحزاب كذلك مسجلة باسم اصحابها الى أن يرحلوا عن عالمنا.. وإن كان أحد الأصدقاء قال لي ساخرا: لن يرحلوا فهؤلاء مثلهم مثل كهنة الحزب الحاكم يتعاطون (حقن الخلايا الجذعية) فتتجدد خلاياهم! أتذكر الآن مقالا كتبه صحفي شاب عن صفوت الشريف واختار له عنوانا دالا: الرجل الذي لا يموت!
ماذا سيفعل جيل الألفية الثالثة وأمامهم تلك الجدران البشرية تحول بينهم وبين الشمس؟ هذا ليس انتقاصا طبعا من محاولات الأجيال السابقة النضالية لكنه تأمل في حالة (وصاية القديم على الجديد) الحية أبدا في الزمن المصري!.. جيل الألفية هذا مطالب بمقاومة (رجال الخلايا الجذعية) في الحكم والمعارضة على السواء!
مصر النخبة
أما مصر النخبة فتلك قضية تثير الأسى.. إذا تحدثت عن النخبة بالمعنى الطليعي وليس النخبة بالمعنى الطبقي فأنت تتحدث عن (المثقفين المحبطين) ممن ينتمون إلى كل تلك الأجيال المهزومة التي تتراكم فوق بعضها زمنيا.. جميعهم بلا شك تمنوا لمصر حالا غير حالها الماضي بتسارع في طريق الاتحدار الحضاري.. لكن لم ينجح أي منهم في فعل شيء.. في صياغة شيء..يمكن أن تقول (لهم شرف المحاولة) وهذا صحيح.. فقد أسسوا عشرات الجبهات والإئتلافات والحركات.. وبقيت جميعها تنشد- عن صدق- مصر أخرى غير التي نعيشها وتعيشنا.. لكن لم تخطو تلك الحركات أبعد من سلم نقابة الصحفيين! لذلك تركها النظام تفرح بنفسها وهي تلقي البيانات أمام الكاميرات ليبدو وكأنه ديمقراطي! يسمح لهؤلاء بقدر من (الطنين) لكنه طنين غير مؤثر.. يعلم أن معظمهم - ممن يزاحمون الآن- لن يتقدم الصفوف حقا اذا تخطى الأمر حاجز الوقوف أمام الكاميرات إلى تضحيات حقيقية لخلاص الوطن!.. ولعل واحدا من المثقفين الذين كانوا (مناضلين) ثم حسموا أمرهم وانضموا إلى (اللي فيه فايدة بصحيح.. جمال مبارك!) كان إلى حدٍ ما محقا حينما نصح جمال مبارك في جلسة خاصة بألا يتوجس منهم! فهو يعرفهم واحدا واحدا ويوقن أنهم لن يشكلوا خطرا أبدا! فشلت إذن النخبة المتراكمة عبر الأجيال في صياغة مشروع حقيقي وفشلت في تكوين قائد حقيقي للتغيير.. سواء لعلة أو علات فيها أو لأن النظام أمني بوليسي يحول بحسم دون نجاحها في تحقيق شيء ملموس، لكن رغم ذلك فإن استقراء تاريخ الأمم يشير إلى أن النخبة (بالمعني الطليعي وليس الطبقي) مهما كانت صراعاتها الداخلية .. وحتى لو كانت صراعات تافهة ..هي دائما التي تقوم بعملية (الإقلاع) في كل مشروعات التغيير الكبرى التي قرأت عنها .. هي رغم انتكاساتها وصراعاتها تلتقط أول الخيط.. لذلك بمجرد أن أعلن البرادعي ذات يوم عن احتمالية ترشحه للرئاسة.. استشعرت تلك النخبة أن أملا جديدا يبدو في الأفق فالتفوا حوله منذ اللحظة الأولى.. لكن أمرا لاحظته وقد أكون مخطئة على كل حال.. بل يارب أكون مخطئة! حدث أن هذا الالتفاف حول البرادعي بدت عليه ملامح المرض المصري المزمن القبيح.. الوصاية من الأقدمين على الأجيال التالية الأحق بالمساهمة بطاقتها من أجل مستقبلها.. لو تأملتم الوفود التي زارت البرادعي في بيته للتحاور معه والاستماع اليه حول آلية التغيير في المرحلة القادمة .. لرأيتم أشياء غريبة تحدث.. مجموعة من رجال ونساء النخبة (بعضهم مخلص بلا شك) لكن بعضهم تعاطى مع الأمر ببوادر انتهازية سياسية.. وكأن نجاح المشروع حُسم والدولة الجديدة نشأت أو تكاد ويريدون لأنفسهم حجز مكان فيها! وبعضهم تعاطى مع مشروع البرادعي وكأنه امتداد لحركات الاحتجاج العمالية التي لها مطالب فئوية محددة! فتسمع سيدة مثلا تقول للبرادعي ماذا ستفعل لنساء مصر؟! وآخر يناقشه في أحوال عمال مصنع الكتان.. وثالث يسأله عن لوائح الجامعة وما إلى ذلك من عينة سؤال منى الشاذلي (هل ترى الدعم يكون نقديا أم عينيا؟!) ثم ترى مرشحا للرئاسة من أحد الأحزاب يبدو وكأنه يساومه (نعمل توكيلات ومن يجمع أكثر يرشح نفسه)!
مصر الجماهير
تحاورت مع سائق التاكسي وعندما وصلت البيت دونت فورا الحوار قبل أن تتلاشى تفاصيله من ذاكرتي، ثم كررت الحوار مع حارس العمارة وسائق تاكسي آخر وعاملة منزل تعمل باليومية وآخرين.. وجاء الحوار والله يكاد يكون متطابقا.. ولعلك أيها القارئ العزيز مررت بتجربة مماثلة فهل اختلفت تجربتك عما يلي:
** سمعت عن البرادعي؟
= آه دا اللي اتكلم في التليفزيون من كام يوم ..والله راجل باين عليه طيب يمكن يا ست يعمل حاجة ترحمنا من العيشة اللي احنا عايشينها دي، والله يا مدام ما بانام من الحيرة أعمل ايه طيب اعمل ايه؟ باشتغل طول اليوم من صباحية ربنا لحد بعد نص الليل لكن والله ما عارف أعيش.. ورحمة أمي ما عارف أعمل إيه؟
** طيب وهو البرادعي دا يعني ساحر؟ حيعمل إزاي وحده مش لازم برضه نقف جنبه؟
= واحنا نقدر نعمل ايه يعني يا مدام؟ دا كان فيه واحد في شارعنا (واسترسل السائق يروي قصة شاب من جيرته) "مرمي" في السجن وأمه مش عارفة طريقه لحد دلوقتي عشان راح مع الجماعة دوول.. بتوع المظاهرات دوول يعني،
** سمعت عن توكيلات يعملوها له المصريين يعني عشان يتكلم باسمنا ويقدر يقف قدامهم؟
= فين ده؟ مسمعتش ولا اعرف فين ولا ازاي.. والله يا مدام انا طلعت عيني ومستعد اعمل توكيل بس فين وازاي؟ وهمه برضه حيسيبونا نعمل حاجة كده يعني؟.. دوول يسحلونا.. وانا راجل صاحب عيال ومش عارف حييجي عليهم بكره إزاي.. والله لو فيه واحد كده يعني والله أعملله توكيل (ثم قال بأسى وكأنه يحدث نفسه) والله أعملله توكيل بس قوليلي ازاي وفين وامتى.. يعني حيعملوا فينا ايه اكتر من اللي عملوه
وعلى تلك الشاكلة يعاني الناس.. بعضهم لا يبالي ولن يتحرك إيجابيا أبدا حتى لو تعرى من كل ما يستره حتى لو بيعت كل مصر وليس أرض توشكى فقط! وهؤلاء موجودون في كل الشعوب.. وبعضهم يريد أن يفعل شيئا (من غـُـلبه!) لكن أحدا لم يتوجه إليه ليدله على الطريق.. وهو يريد قائدا مجسدا واحدا يقول له إفعل فيفعل.. لكنه (لا يعرف) كيف وبم يبادر وأين ومتى.. وأظن غالبية المصريين يمكنها أن تتكتل (فقط لو) عرفوا مطالب محددة منهم وواضحة.. كأن يعرفوا بشكل جلي ومبسط كيف ومتى وأين يوكلون قائدهم.. كيف يتابعون خطواته باسمهم .. كيف يوصولون مطالبهم.. وماذا يريد هو أن يفعل وكيف.. فقط لو يرونه بأم أعينهم ويسمعونه.
مشروع البرادعي
لكن.. طالما مصر النخبة ومصر المعارضة ومصر الجماهير يغرد كل منهم في وادٍ .. سيلقى مشروع البرادعي مصير الحركات التي أسسها على مدار السنوات الماضية (المثقفون المحبطون)! لنجد أنفسنا أمام سؤال في تلك المرحلة: كيف تجتمع تلك (الأمصار) على حدٍ أدنى من التوافق لمواجهة مصر الحكم المستبد:
** من المؤكد أن للنخبة دورا في عملية (الإقلاع) اللازمة لانطلاق مشروع التغيير.. هناك دائما آباء مؤسسون لكل مشروع (بمعنى أنهم يؤسسون ويفتحون الطريق ثم يفسحوا المجال.. لا أن يقبضوا عليه ويحرسونه لأنفسهم دون سواهم من فئات الشعب وأجياله!.. هذا إن نجح!) وتلك النخبة حتى بصراعاتها الداخلية التافهة سيتم فرزها لحظة العمل الجدي.. وهي دائما بتلك الصفة تكون حلقة الوصل بين فكرة المشروع وأجيال الشباب المعني الحقيقي بالانتشار لتنفيذ مشروع يعني اساسا بمستقبلهم .. والنخبة الملتفة حول البرادعي الآن ستفرزها الأيام فيبقى من يعمل بإخلاص لشباب وطنه ومستقبله ويكون مستعدا للتضحيات ولو بدرجات متفاوتة.. ويغيب من لا يملك أي نية أو استعداد لمثل هكذا تضحية.. صحيح أنه سيظل الآن ظاهرا في المشهد .. لا بأس!.. لكنك لن تراه لحظة الجد!
** تلك النخبة عليها أن تساعد الشباب في (عملية الانتشار) لتدل الجماهير ماذا تفعل ومتى وكيف.. فرجال ونساء النخبة كلهم حول الخمسين من العمر إلى ما شاء الله! لن يتمكنوا من الانتشار بفاعلية كما الشباب.. ولابد من التعالي على الذاتية عند مد يد المساعدة للشباب، بدفعهم للأمام وليس بإزاحتهم! والحقيقة أن تاريخ نخبتنا المصرية رغم إحباطاته الكثيرة يمتلئ بتلك النماذج المشرفة.. التي عملت على تربية الكوادر ومساعدة الشباب على تنظيم طاقتهم لكن.. دون مزاحمتهم..
** لا يجب أبدا أن تتوقع تلك النخبة من الجماهير أن تبادر.. الجماهير لا تبادر! ولهذا السبب يكون (الإقلاع) مهمة النخبة وليس الجماهير! الجماهير تــُـطلب فتستجيب حسب درجة صدق وفاعلية من يناديها.. ربما تكون النخبة أقدر على رسم الخطوط العريضة للمشروع .. لكن الآليات الصغيرة والتنفيذ يحتاج انتشار الشباب وسط الجماهير.. وانتشار الشباب وسط الجماهير يحتاج مساعدة نخبة لا تتآمر كي تبقى في مشهد تزيح منه الشباب.. وتاريخنا في الفشل المتتالي يدل على أن النخبة عندما تأخذ على عاتقها كل شيء.. وتنسب لنفسها كل شيء.. لا تفعل أي شيء!
** المعارضة.. المعارضة المصرية الفاشلة!.. لا أعرف كيف لكن لن نيأس من محاولة إقناع رموزها العتيقة أن تكف شر تآمرها هذه المرة (فالبرادعي ليس المشروع الدائم لمصر).. البرادعي هو تلك النقطة الفاصلة بين الاستبداد والحرية.. لحظة انتقالية تاريخية في مسيرة مصر الزمنية.. لابد أن تكون توافقية.. يمكن كذلك للمرشحين الآخرين للرئاسة أن يؤجلوا حلمهم ومشروعهم الخاص إلى ما بعد تلك اللحظة.. إلى ما بعد أن يؤدي البرادعي دوره.. ويمهد لهم الطريق. وأمامهم الوقت على كل حال!
** أما الشباب.. هؤلاء الرائعون ما دون الثلاثين وحولها.. فلدي ثقة فيهم لا أعرف لها سببا.. استشعرها.. ربما لأنهم لم يتلوثوا بعد مثل معظمنا.. علينا أن نرفع عنهم (تلك الوصاية الغبية) ونفسح لهم المجال مع البرادعي!.. وهنا رسالة خاصة جدا للبرادعي.. لا تحبس نفسك معنا وعليك بالشباب ما دون الخامسة والثلاثين!. هؤلاء يحسون المستقبل ويحسهم يعطيهم طاقة حقيقية لمساندتك.. لا تنزلق بالله عليك وتغلق على نفسك الباب مع هؤلاء القادمين من مطلع القرن العشرين وعقوده المتتالية!.. شباب الألفية أمامك فاعتمد عليهم..
** أما البرادعي نفسه فندعو الله أن يتحمل ما سيلاقيه من كل هؤلاء.. الحكم والمعارضة والنخبة والجماهير! صحيح هو يدرك كل ذلك لكنه لم يعشه بعد! وما بدر ضده من سفه بعض وسائل الإعلام وشذاذ الآفاق ووكلاء مباحث النظام في الأيام الأولى لوصوله ليس إلا تسخين! سيقابل الكثير.. نرجو أن يتحمل، فهو مثل كل فرد فينا.. يحلم أن يترك لأحفاده وطنا حقيقيا.. يشبه على الأقل الأوطان التي شاهدها بعيدا عن وطننا.. الخرب!
الامتحان الحقيقي لنا حقا إن أردنا اثبات أننا نريد أن نترك لأبناءنا وطنا حرا وليس سجنا كبيرا.. أن نتسامي على ذواتنا ونعمل على إفساح الطريق لهم.. الشباب، نساعدهم بالطبع فلا يصح أن نقف مكتوفي الأيدي..ولا يصح أن نبخل عليهم بخبراتنا حتى خبرات الفشل منها! لكن نترك لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم بثقة.. هذا واجب وطني وليس منة من أحد.. ولو تحقق هذا حقا .. لو فقط خمسون في المئة منا يتعالى على ذاته فسوف ينجح مشروع أولادنا بقيادة البرادعي لبناء وطن حر! .. أما إذا أصررنا بأنانية على مزاحمتهم.. فلن ينجح البرادعي.. سنمزقه ومشروعه إربا!.. ولن ينال شبابنا الفرصة.. وربما يحبط ويمضي به الزمن وتجري عليه القوانين المصرية الأبدية فيغلق الطريق على من يليه.. في سلسلة غبية من الفشل المتتالي! لو لم نتسامى على صغائر أمانينا الشخصية.. لن نترك لأبنائنا وطنا بل بالكاد.. جدران حظيرة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المحترمه هويدا
كمال ياملكي ( 2010 / 3 / 2 - 08:18 )
أرجو من القلب أن يتحقق حلمك وحلم المصريين الأحبه بتبوأ الدكتور محمد البرادعي رئاسة مصر ليقودها وشعبها الطيب الى شاطئ الأمان والتقدم والرخاء


2 - سلمت يداك يا إبنة النيل
غطفان الدمشقي ( 2010 / 3 / 2 - 11:48 )
المصاب واحد في مصر وسورية أسيرة المافيا الأسدية فحلواها في أرض الكنانة يتبع تجربتكم العرب .النصر للشعوب المناضلة بقيادة إمرأة ..؟؟


3 - تأثير الفكرة
أبو أحمد ( 2010 / 3 / 2 - 14:32 )
البردعي بدا بصدقه وكأنه الضمانة للأمل فهو حسب قوله لا يسعى لمناصب أو سلطه والرجل لم يهول أو يقل أنه يملك ما لا يملكه غيره فقط هو يطالب بالحرية والعدالة الإجنماعية وهنا تكمن قوة الفكرة التى أثرت في الناس وشعروا بأن الجنة الموعودة بوابتها في يد البردعي وإن لم يدرك الناس ومعهم البردعي أن الجنة تبدأ بى جن ( خفي ) لم ولن تظهر للعلن إلا إذا دخلت عليها ( ة ) التوليد التى لها شروطها فما هي أي الجنة إلا نتاج أعمالنا وتضحياتنا وأرجو أن يفتح البردعي آفاق على الفئات البسيطة والحالمة بعيدا عن مثقي تلاته صاغ هذا إذا أراد نماء الفكرة وإدراكها في سبيل تحقيق مشروعه الإنساني .


4 - دائما يبقي الأمل
النيل نجاشي ( 2010 / 3 / 2 - 19:48 )
شكرا علي مقالك الرزين وفكرك الاصيل المنير


5 - المشاريع ليست كلمات فقط !!
Zaher Zaman ( 2010 / 3 / 2 - 21:19 )
الأخت الفاضلة / هويدا طه
قرأت مقالتك وأعتقد أننى استوعبت مجمل ماجاء فيها ، غير أن لى بضعة تساؤلات :
1- هل المشروع القومى لأى مرشح للرئاسة هو الانطباع الشخصى لدى الناس عن المرشح للرئاسة ؟ أم أن هناك انجازات حقيقية قام بها هذا المرشح أو ذاك وكان لتلك الانجازات آثارها على حياة المواطن ؟
2- مع كل الاحترام للدكتور البرادعى ؛ ماهى انجازاته السابقة لخدمة شعب مصر والتى يمكن أن نعتمد عليها فى مصداقية ماسوف يتقدم به من برنامج انتخابى ؟
3- لو فرض أن له انجازات ملموسة ؛ مامدى حجمها إذا ماقارناها مع انجازات خصومه من المرشحين الآخرين ؟
4- أيهما أفضل أن يكون هناك نظام حكم يفرض وصاية على شعب تدل الشواهد على أن الغالبية فيه تريد العودة بمصر الى زمن الشعارات والحروب والخراب والعزلة الدولية أم نظام يستجيب لتلك الرغبة الشعبية فى الانجراف الى الصراعات المسلحة مع النظام العالمى وتكون النتيجة ضياع الشعب والنظام معاً فى مهب الريح والتمزق الداخلى والصراع الطائفى وتفشى الارهاب وتفكك الدولة الى جماعات ودويلات يقاتل بعضها بعضاً ؟
أرجو الاجابة من فضلك0
مع أخلص تحياتى


6 - التفاؤل بحذر
شرق عدن ( 2010 / 3 / 3 - 02:09 )
اتمني ان ينجح البرادعي ولكني بصراحه لست متفاؤل لان الوضع في مصر معقد للغايه !البلد يتحكم فيها شيطان مريد عابد للخراب والتزوير شيطان عنيد ومستبد ويعاني من مشاكل سيكولوجيه معقده ومزمنه كاره لنفسه ولشعبه ويعاونه عصابه من المافيا المتوحشه وافراد امن قتله ومجرمون حيث رؤيه الدم لهم اخبار ساره وجهاز اعلامي متعفن وفاسد جميع افراده من البلطجيه واللصوص والقوادين بصراحه الوضع ماسوي ومدمر والمستقبل شديد القتامه لمصر الهلاك


7 - تكمله لتعليقي
شرق عدن ( 2010 / 3 / 3 - 19:54 )
في الواقع يجب ان اشير الي مشكله بالغه الخطوره ليست مشكله مصر هي هذا السفاح الدموي الذي يحكم مصر بالحديد والنار وزبانيته من المجرمين والقتله والشاذين جنسيا والمشكله بصراحه في الشعب نفسه وميراث ضخم من العبوديه والذل والامتهان علي مدي العصور الشعب المصري في الواقع سلبي وجبان واستحلي الضرب علي القفا!! يجب ان نعرف جميعا ان نصف الشعب المصري امي وجاهل لايعرف القرائه والكتابه وبالطبع يندرج في هذا طبقه العمال والفلاحين والحرفيين والصنايعيه والعجلاتيه والعربجيه والجزمجيه والنشالين وتجار المخدرات وبنات الليل وحوالي 2 مليون طفل غير شرعي واباؤهم سعوديون لويطه وفسقه وعليهم اللعنه الي يوم الدين!!اذن المشكله بالغه التعقيد واني اعتقد ان نصف الشعب الامي ما هو الا ورم سرطاني خبيث وصعب جدا استئصاله!!الدكتاتور الدموي لايستطيع الاستمرار في حكمه الفاسد اذا كان الشعب متعلم وواعي وقوي ذو كرامه!اذن فان تشخيص مصر هنا مؤلم واقول وانا اسف ان مصر لايجب ان يطلق عليها اسم دوله!! مصر للاسف الان ماهي الا ميكروب غبي وحشره قذره وهذا من سخريه القدر


8 - لا يوجد أسوأ مما نحن فيه اليوم؛
سامي المصري ( 2010 / 3 / 4 - 01:24 )
مازلت أؤمن بالشعب المصري وحسه الحضاري رغم كل ما مر به من ضيم، مع أني كفرت بالمثقف المصري المعاصر الذي فقد اتجاهه، لكني أؤمن بالشعب الذي خرج يوم 9 يونيو 1967 يرفض الهزيمة بوعي حضاري منقطع النظير؛
خمسينات وبدء ستينات، القرن العشرين تعتبر أفضل فترة عاشتها مصر في تاريخها، حيث كانت مصر للمصريين لأول وآخر مرة في تاريخها من أيام الفراعنة. كان هناك رخاء حقيقي حيث كانت أموال مصر تصرف على المصريين وانتهي الابتزاز الأجنبي لمصر. بيع مصر للأجنبي والسعودي بدأ بما يسمى بالانفتاح، ثم كملت الجريمة بالخصخصة حيث عادت مصر تحت عبودية وذل الاستعمار. المصري يجلد بسجون السعودية، والمصري صار غريبا في بلده، رأس المال الأجنبي يبيع فيه ويشتري، وحكام مصر يعملون سماسرة يتاجرون في أرواح ودم الشعب. أطفال مصر صاروا قطع غيار لأغنياء العرب؛
التغيير ضروري ومطلب حتمي. لو نجح الدكتور البرادعي فمن المؤكد أنها الفرصة الوحيدة للتغيير، ولن يكون للأسوأ لأنه لا يوجد أسوأ مما نحن فيه اليوم؛
شكرا

اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا