الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفارقات اتخابية

صادق سالم

2010 / 3 / 2
كتابات ساخرة



المفارقة الأولى

بدأت حدت الانتخابات تتزايد وبدء المرشحون يطلعوننا على برامجهم الانتخابية التي يلقوها علينا من كل صوب وحدب , بينما شعاراتهم وملصقاتهم الجميلة جدا تتوعدنا بمستقبل زاهر كله أمل وتفاؤل , ولعل الملفت للنظر حقا إنهم جميعا متفقون على صيغة واحدة في الوعود (بصوتك سنبني ما دمره الآخرون ) ( بصوتك سنحاسبهم ) ( بصوتك سنقتص منهم ) ( بصوتك سنصلح ما أفسده الآخرون ) ( بصوتك سنعيد ما سرقه الآخرون ) . أحلام ووعود جميلة ورائعة يمكن أن يحققوها بأصواتنا .
لكن ..وعجبا !!؟؟
عندما ندقق النظر في صور وأسماء المرشحين في تلك الملصقات .
نجدها هي هي نفس وجوه وأسماء الحكومة والبرلمان !!!؟؟
عجبا عجبا فمن الآخرون إذن !!!!؟؟

المفارقة الثانية
احد المسئولين المرشحين يزور منطقة منسية تماما لم يكن قد رآها أو حتى سمع باسمها ومعه مدير حملته ومجموعة من العاملين الذين يلصقون صورته الضاحكة والتي يشير بها إلى شيء لا يعلمه إلا الله . وكان باستقباله جمع من الناس ( وعدوهم بوجبة طعام مجانية ) اخذ يلقي عليهم كلامه المعسول ووعوده التي تصل حد الغرابة وهم ينظرون إليه بنفاذ صبر كي تبدأ وجبة الطعام والهدايا .
وهنا يقاطعه مدير حملته ليقول له إن هناك مشكلة بين مواطنين , كل يريد أن يعلق صورته الكبيرة جدا ذات الإطار الحديدي على بيته . يفرح مسئولنا كثيرا ويمني نفسه أكثر ثم يتحرك نحو الأشخاص الذين يتخاصمون على صورته ويقول لهم بثقة واعتزاز
- على مهلكم ليس المهم صورتي أنا كلي لكم
ولكن يفاجئه احد الشخصين ليقول له ,
- أنا أحق من هذا بالصورة !
فيردد مسئولنا بغرابة
- أحق !!!!!؟؟
- نعم أحق هو يريد أن يجعل منها بعد الانتخابات فراش لبيته أما أنا فأريدها سقف لبيتي !!!!!!!!!!!! .

المفارقة الثالثة
مسؤول أخر لكل يبدوا انه اكبر من صاحبنا الأول لأنه أتى إلى نفس المنطقة المعدمة تماما والتي أيضا لم يكن قد رآها أو سمع بها ولكنه أتى ومعه آليات تبليط الشوارع ليبلطوا احد الشوارع التعبانه جدا ويتجول بين الناس ومعه مصور لإحدى القنوات الفضائية بينما مدير حملته يوجه إليه الكامرة أينما يذهب وصاحبنا يضحك لهذا ويسلم على ذاك ويمسد رأس صبي خائف منه ومن حمايته . وهو يفعل كل ذلك والابتسامة لا تفارق شفتيه. وبعد فترة قليلة يقول له مدير حملته أن يذهب إلى تلك المرأة العجوز الجالسة أمام باب بيتها المتهالك وهي تنظر اليهم بنظرة لم يفهموها
فيجيبه صاحبنا المسؤول بصوت خافت وهو يبتسم للناس
- وماذا تفهم هذه العجوز القذرة الغبية .
- لا يهم سيدي المهم أن نصورها وهي تدعوا لك ستكون لقطة رائعة في حملتك .
- حسنا وماذا أقول لها وهل هؤلاء الأغبياء يفهموننا ( يقول ذلك وهو محافظ على صوته الخافت وابتسامته لهم ) .
- حسنا حسنا
ثم يقترب من العجوز ليقول لها
- كيف حالكي حجية وما هي مشاكلكم وماذا تحتاجون بعد أن بلطنا شوارعكم وسنفعل لكم ( كذا وكذا .... ) وكما تعرفين أماه نحن بخدمتكم.
رفعت العجوز رأسها إليه ثم التفتت إلى جهة العمال الذين يعملون كخلية نحل ثم رفعت يديها إلى السماء.
وقبل أن تنطق ركز المصور الصورة إلى العجوز وهي تهم بالدعاء,
واشر مدير الحملة إلى صاحبنا كي يقترب خطوة من العجوز ويصطنع التواضع وبالفعل عمل بالنصيحة ,
ثم نطقت العجوز بالدعاء الذي هزهم تماما
- الهم اجعل الانتخابات كل شهر !!!!!!!!!!!! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أقتراح
أبو الوفا ( 2010 / 3 / 2 - 11:09 )
شكرا على مقالكم الجميل....ولدي اقتراح.... ماذا لو شكلنا لجان شعبية بعد الانتخابات وعلى غرار لجان أخونا معمر القذافي وقمنا وبعد ستة أشهر بمسائلة الذي انتخبناه..ماذا انجز مما وعدنا به وفل يكن اثنان فقط من وعوده العشرة..وفي حالة عدم تنفيذه نعطيه مهلة اخرى امدها شهرين وعند عدم تحقيقه لذلك وهذا مؤكد نقوم بتجريده من كافة الامتيازات التي حصل عليها من الرتب الخيالي وجوازات السفر الدبلوماسية وقطعة الارض التجارية ورواتب أفراد الحماية الوهميين .... وتكون اللجنة من مختار القرية وشيخ العشيرة ووجهائها وبحضور احدى القنوات الفضائية الشريفة....يا ريت يتحقق هذا الاقتراح....وعندها سترى يا أستاذي العزيز كم من هؤلاء الكذابين سيجرؤ ويتقدم بترشيح نفسه......؟


2 - رد
صادق سالم ( 2010 / 3 / 3 - 06:42 )
اخي الكريم ابو الوفا مقترحك على العين والراس وينم على فكر سليم وتجربة ديمقراطية بحق.
ولكن سيدي الكريم ان المرشح عندنا عندما يجلس على كرسي البرلمان يتحول الى الرجل الخفي ولا يمكن ان تراه حتى فكيف يمكن ان اسئله .
وحتى اذا رأيناه فمن سيسمح لك ان تسئله .
وشكرا اخي الكريم على مرورك

اخر الافلام

.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا


.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم




.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب