الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسخير المال العام في الحملات الانتخابية

مهدي زاير جاسم

2010 / 3 / 2
السياسة والعلاقات الدولية


عند بداية الحملات الانتخابية للتنافس على مقاعد البرلمان القادم ،جذبت انتباهي الحملات الدعائية الكبرى لبعض المرشحين،وعند سؤالي لبعض المختصين من أصحاب المطابع حول تكلفة هذه الدعاية الضخمة أخبرني أنها تكلف ملايين الدولارات،وخاصة الإعلانات في القنوات الفضائية ، فلا تقل عرض أي دعاية انتخابية عن مليون دولار كأقل سعر وبعض هذه الحملات تكلف الأحزاب والمرشحين ملايين الدولارات ،ولو أن هؤلاء المرشحين اهتموا بإنجاز الخدمات والتشريعات ومشاريع البنى التحتية وعملوا بكل جهدهم من أجل خدمة المواطن ،لما احتاجوا لهذه الأموال وهذه الدعاية ؛ لأن المواطن سيضعهم في قلبه ، وليس على اللافتات والصور،هم لم يستطيعوا كسب ثقة المواطن خلال المدة المنقضية من عمر البرلمان ولم ينجزوا ما كان المواطن يتوقعه منهم وشغلتهم الصراعات بين الكتل السياسية والحصول على الامتيازات و الرواتب العالية.

ما دخل المال القذر في شيء إلا أفسده، هذه قاعدة معروفة لا تحتاج إلى دليل لوضوحها، فكثير من المرشحين صرفت عليهم من الأموال القذرة ما هو فوق التصور ، وكان الواجب فتح تحقيق في مصادر تمويل حملاتهم الانتخابية ماليا، وهناك رؤساء فازوا بالانتخابات عبر العالم ، ولكن عندما كشفت مصادر تمويل الحملة ومن كان وراءها، أزيلوا من مناصبهم وآخرهم أولمرت، والتحقيق اليوم مع وزير الخارجية المتطرف ليبرمان، فهل سيفتح تحقيق في كل من وقف وراء الحملات الانتخابية الضخمة؟!!!

هذا من جهة، ومن جهة أخرى رأينا كيف قام المرشحون برشوة أطراف كثيرة من أجل دفعهم إلى المشاركة بكثافة، فوعدبعض المرشحين بقطع الأراضي وبعضهم استخدم التعيينات لكسب أصوات الطلبة الذين لم يحصلوا على فرصة عمل ،وبعضهم وعد بما لا يستطيع أن يقدمه، وأما ما صرف على السفارات في الخارج والحفلات في الفنادق الفخمة لإجراء الانتخابات فحدث ولا حرج، فضلا عن الوعود الكاذبة التي كان يوزعها هنا وهناك أثناء حملاتهم الانتخابية.

إن العملية السياسية على الطريق الصحيح فبعد انتخابات عام 2005 كان هناك بحدود (120 ) كيان سياسي مشارك في الانتخابات ، وفي هذه الانتخابات أصبح عددها ما يقارب (20) كياناً سياسياً مشاركاً في العملية الانتخابية ، أي بدأ اختزال كبير في عدد الأحزاب والكيانات المشاركة في الانتخابات وهي حالة إيجابية نتمنى أن تستمر ؛ لأن دولة كبرى مثل أمريكا لديها حزبان فقط .

على البرلمان القادم أن يقر قانون الأحزاب السياسية، وقانون من أين لك هذا ؟ لكي نعرف تمويل هذه الأحزاب ،وغيرها من القوانين التي لم يستطع البرلمان المنحل من تشريعها ، فهي تهدف إلى وضع النقط على الحروف في عدم استخدام المال العام في الدعاية والإسراف الكبير في الحملات الانتخابية، وضمان عدم استخدام المال العام في الترويج للمرشحين ؛ لكي يكون هناك تكافؤ فرص بين القوائم الصغيرة والقوائم الكبيرة من ناحية الدعاية والإعلان وعرض البرامج الانتخابية واعتقد أن على الأحزاب الفائزة أن تعمل على توفير الخدمات والمشاريع للمواطن لأنه سيكون الفيصل في فوز هذه الكتلة أو تلك بناء على ما قدمته له من أعمار وخدمات وأمن ، وليس على أساس الدعاية الضخمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال