الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشرّد

طالب إبراهيم
(Taleb Ibrahim)

2010 / 3 / 2
الادب والفن


لن يوفّق اليوم, هكذا خمّنت علبه الملوّنة في صندوقه الشّاحب...
تثاءب في كرسيّه الصغير. وقف. استند إلى الجدار. أراح رجلاً
فوق أخرى. عضّ شفته السّفلى وهو يراقب تفاصيل الشّارع القديمة..
أيقظته رعدة محرك مفاجئة، فهجم على صندوقه، ليهرب، لكنه
عندما عرف أنّها ليست سيّارة شرطة، شتم، وهمهم، وعاد يمارس مشهده الصّامت...
مرّ طيف صبيّة على عتبة عينيه الغافلتين، فانتبه...
شعرها أسود كثيف تعصره شريطة زهريّة اللّون..
الكحل يغرق عينيها، والألوان تُخفي تفاصيل الوجه المنتفخ.
صدرها كبير رخو فوق خصر ثخين. فخداها ملتفّان متهدلان حاولت شدّهما بمشيتها المنتصبة، فانسلخ طرفا
بنطالها عن حذائها ذي الكعب العالي..
كان حذاءها خفيف الدّهان، قليل اللمّعة,على عكس وجهها..
ملأت صدره رائحة عطر رخيص ..
تعلقت عيناه بمشهد سينمائي ..مباشر ..
تذكّر صور الممثلات في صالات العرض...
تعثرت، فاختصرت خطوتين بخطوة واحدة لتمنع جسدها من السقوط...
انطلقت ضحكته كالصّفعة...
ضرب فخده بكفّه، فرسمت كفّاً مختصرة على سرواله.
التفتتْ بغيظ، وتمنّت لو تقتل هذا المتشرد الوقح...
اقترب من صندوقه، ورفعه عن جثه الرّصيف، وصرخ معلناً انتهاء فرصة الضّحك:
ـ "بويا… بويا… بويا..."
ومضى تاركاً شارعه القديم بلا حراسه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضبط الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في الشيخ


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 20 مايو 2024




.. عوام في بحر الكلام -الأغاني المظلومة في مسيرة الشاعر إسماعيل


.. عوام في بحر الكلام - قصة حياة الشاعر الكبير إسماعيل الحبروك




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: الأسطورة الخالدة الأغ