الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنكم في جيوبنا

علي فاهم

2010 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


كان الشعب بكل أطيافه و ألوانه و أشكاله باستثناء المقربين و المستفيدين يصبون جام غضبهم على رأس الحكومة التي حكمتهم أربع سنوات متواصلة , لم يروا منها خدمة أو كهرباء أو أعمار أو صناعة فشل في كل المفاصل بل أزكمت رائحة الفساد أنوف الناس و كلما صادفهم فساد او سرقة أو رشوة قالوا (( السمجة خايسة من راسها )) حتى أحتل العراق المراكز الأولى في الدول الأكثر فساداً في العالم , فكانت هذه الحكومة و وزاراتها و وزرائها و فسادهم و سرقاتهم و فشلهم تكاد تكون الحديث اليومي المشترك في مأآدب العراقيين الكلامية , وكان الندم و عض الأصابع و التوبة من الرجوع لانتخابهم و واجب خذلهم في الانتخابات القادمة و عدم صعودهم أو تمكينهم من التسلط على مقدرات العراق كلها مواثيق أخذها العراقيون على أنفسهم .
و لكن الحكومة و الحزب الحاكم و باعتمادهم على كارزمية المالكي التي صنعتها الماكنة الإعلامية الحكومية و مصادرتهم للمنجز الأمني الذي أشترك و ساهم لا بل الصانع و المنفذ قبل أجهزة الدولة ألا و هم العشائر العراقية التي أنكوت و تضررت من أرهاب القاعدة و المليشيات فكان قرار وقوفهم بوجه هولاء بتنسيق و دعم أمريكي بحت فكان نجاح الملف الأمني في القسم السني من العراق . مما شجع المالكي لضرب المليشيات التي أرهقت المواطن العراقي الشيعي و ضجت الناس من ظلمهم في الوسط و الجنوب رغم أنهم عملوا نوع من التوازن في الحرب الطائفية الغير معلنة في بغداد و لولاهم لكانت مجازر الشيعة بلا توقف , فمعركة البصرة التي كادت تنتهي بأسر المالكي الذي وقف أفراد جيش المهدي على بعد أمتار من أفراد حمايته أنقذه في اللحظة الاخيرة قرار مقتدى الصدر الغريب الذي لا يخلوا من تدخل ايادي خفية لانقاذ المالكي فكان قرار التجميد الذي قصم ظهر جيش المهدي و سارع في اعلان أنفصال بعض القوى التي أحتوتها و دربتها دول اقليمية مجاورة ,
فكان أنقلاب الموازين لصالح المالكي مما مهد الى رحلته نحو معقل الصدريين لاجتثاثهم من مدينة الصدر و كسر شوكتهم بمساعدة الأمريكان الذين لم يدخروا وسعاً في قصف المدينة المتهالكة البيوت بالصواريخ ليشفوا صدورهم و يتفشوا انتقاماً و رغم طلب قيادة التيار الصدري من المالكي بتسليم من عليهم أوامر القبض مقابل عدم اجتياح المدينة الا ان نشوة النصر و أوامر الامريكان حالت دون تحقيق الاتفاق فكانت المعركة ، و كانت الخسائر في أرواح المدنيين العزل الذين تساقطت جدران المنازل المتهالكة على رؤوسهم وكانت مجزرة لن ينساها التاريخ و ستطول وقفة المالكي أمام المحاسبين عليها و ما أكثرهم . رغم أنه يتباهى بها اليوم ليضعها نقطة في كفة المنجزات التي عملها في فترة حكمه .
و قد عملت مؤسسة المالكي المكونة من مجموعة المستشارين و النواب المجندين و الحاشية المحيطين منذ تلك اللحظات في التمهيد لرئاسة ثانية إن لم تكن رئاسة دائمية , مستغلين بذلك المال العام و وسائل الحكومة و السلطة التنفيذية فكان العمل على توزيع الهدايا المادية على شيوخ العشائر عبر منظومة تجنيدهم (( مجالس الاسناد )) التي برعت مؤسسة المالكي في استغلالها في أنتخابات المحافظات , و التعيينات التي كانت بالالاف على ملاك قوى الامن و الجيش و التي كانت القوائم تعد في مكاتب حزب الدعوة التي كانت تشهد طوابير العاطلين الذين تم كسب ولائهم للمالكي و حزبه ,
يضاف الى كل ذلك الاستحواذ و التسييس و المصادرة لشبكة الإعلام العراقي بكل بواباتها و شبابيكها عن طريق تعيين أمناء الشبكة الموالين لمؤسسة المالكي و فرض نوع من التجسس الاستخباراتي المشدد على موظفيها فكل من يتهم بولائه الى جهة معادية أو غير موالي للخط المالكي يطرد من المؤسسة ان لم تنجح محاولة تصفيته جسدياً , و بعد كل هذا و بسبب رفض الشارع العراقي لكل النواب الذين أتفق العراقيين على نبذهم بعد ثبات فشلهم و خوفاً من عدم وصولهم للبرلمان القادم لجأت مؤسسة المالكي بالحل الأنجع و هو ماقبل الاخير الذي لجأت اليه و هو شراء الأصوات المحشدة و خاصة رشوة شيوخ العشائر عن طريق ( دفاتر الدولارات ) التي وزعها الرفاق الدعاة و فعلاً قام شيوخ عشائر أستلموا الدفاتر بتحويل ولائهم من مرشح ... الى أخر هو أحد الدعاة المرشحين في قائمة القانون ..
أما الحل الأخير الذي تضعه مؤسسة المالكي في جعبتها هو التزوير الذي سيرفع رصيد أسماء لا يملكون الا الافلاس في الشارع العراقي و أن يوم الانتخابات لناظره قريب ..
و أنتم في جيوبنا ... مع تحيات مؤسسة المالكي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا