الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سذاجة في فهم القراءة التاريخية

فايز السايس

2004 / 7 / 13
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


يؤسفني حقاً وأنا أتابع ما تنشره النشرات الإلكترونية المختلفة الاختصاصات , والمتعددة المهام والتوجهات وبحكم طبيعة عملي كمنسق للعلاقات الدولية في حزب النهضة الوطني الديمقراطي السوري , و على خلفية ما نقلته مواقع كثيرة حول الكثير من الادعاءات الغادرة (( لشخص مثل فريد الغادري )) يؤسفني حقاً أن أبتدأ ربما ليست مقالة بل مداخلة لتصويب الكثير من النقاط الجوهرية , ولتعميم حلة الفهم التحليلي عند البعض الغارق في ضنه ونرجسيته السياسية , وربما حقده الدفين على الشخوص والتجارب وعلى مدار التاريخ .
أولاً – عندما تتهم السيدة ناديا قصّار دبج - البداوة- بالانغلاق التاريخي محاولة لتعتيم دورهم عبر التاريخ كروائز حقيقية من روائز تاريخ المنطقة القومي والوطني , وربما الشرق أوسطي والدولي )) ضمن سياق النظام المعولم الجديد الذي أمنا به جميعاً كمنقذ وليس كمجرم بحق الإنسانية . تهكمت وبازدراء السيدة قصار دبج البدو بنعتها (( ديمقراطية البداوة أو القبيلة )) ونست أختنا العزيزة وأنا من أشد المعجبين بها وكنت قد أرسلت لها الكثير من رسائل الود والإعجاب , سخرت العزيزة ناديا من ديمقراطية البداوة ونسيت بأن القبيلة كطور تاريخي حالة تشكل أساس في حياة الأمة , وطوراً تاريخياً مهماً من أطوار التكوين الاجتماعي البشري , ليس كما وصفه أبن خلدون فحسب بل كما ذكرته الكثير من النظريات , والتي جائت النظرية الماركسية اللينينية التي تدين بها السيدة قصار ومرت على ذلك الطور مستفيدة من قراءة أبن خلدون , والبلاذري , والأصفهاني في جزئه الاجتماعي .عن تشكل القبيلة كحقيقة من حقائق تطور نظام المنتظم البشري ببعديه السياسي والاجتماعي . وأن ديمقراطية القبيلة ليست ديمقراطية فارغة بل , عميقة في الرؤى والطرح الفلسفي لها , خصوصاً بعد أن اكتسبت عامل الممارسة آلية لها في حركتها وجدليتها الحياتية اليومية .
لا أريد أن أطيل على العزيزة ناديا , ولكن أود أن أقول بشيء من العقلانية و الموضوعية بأن القبائل ليست طارئاً زائلاً , أو ظاهرة موضى شعبية , أو نظام بوهيمي قائم على أساس جدلي من المبررات التاريخية (( كمن يخجل من ماضيه )) بل هي من الضرورات التاريخية التي لا بد لها من التأسيس بشكل أمثل للقيام بدور تاريخي مهم .
هذا الحديث ربما جاء رداً ليس على الأخت ناديا فحسب بل حتى على تصريحات الكثير من مدعي الحرية , والمحلقين في آفاق الكذب على الذات (( كالغدار)) الذي أسميتموه فريد الغادري , وهو حقيقة فريد وأنا أعرفه ليس عن كثب خصوصاً أنني أقيم منذ أكثر من 15 سنة في واشنطن , وأعرف مداخله ومخارجه وهفواته ومزاجيته و الإعلان عن إفلاسه في أمريكة على خلفية صفقة مشبوهة , لا نطيل عليكم , هذا الغدار يقول بأن 500 من أبناء قبائل الجزيرة يرأسهم أبن غيدا تحت أمرته ,يتدربون الآن في كردستان العراق ونحن نرد على هذه الأراجيف والتخرصات بأن ليس أبن غيدا من يضع نفسه وتاريخه وعشيرته في خدمة إصلاح الغادري , لأن أبن غيدا وعربه هم أعضاء في حزب النهضة الوطني الديمقراطي في سوريا بموجب طلبات انتساب حقيقية في دمشق عند رئيس مكتب التنظيم والإشراف الحزبي السيد إبراهيم العظم .
ثانياً أود أن أنوه بأن نسبة أفراد العشائر المنضوية تحت لواء حزب النهضة يقدرون بخمس وأربعون ألفاً أيضاً بموجب الإحصائيات الموجودة في اللجنة السياسية العليا للحزب في دمشق , ما عدا الكثير من القبائل التي أقسمت يمين الولاء لحزب النهضة , دون انتساب بشكل رسمي , وأود أن أشدد على عدم عشائرية حزب النهضة لمجرد أن الأغلبية من الأعضاء هم من أبناء القبائل أو أن رئيسه هو الشيخ عبدالعزيز دحّام عبدالعزيز المسلط , بل هو حزب وطني ليبرالي يراهن على سلمية الحراك السياسي , و ومشروعيته في بناء النهضة الوطنية في سورية , وعلى ضرورة تعميق ألوان الطيف السياسي والاجتماعي في صفوفه .
وأسماء القبائل والرموز القبلية من العرب والأكراد ممن أدوا يمين الولاء للحزب لسنا بوارد ذكرها الآن .
خصوصاً أن الطيف العشائري غني , فالعكيدات والجبور وشمر وعنزة وطيء والولدة والعفادلة والشلاهمة والعدوان والباشات والجابارية والكيكية والتركي والعمارات والسلمات والفواعرة والفضل ,
وكثير من العشائر في سوريا التي لا تحضرني وأنا الجالس في مكتبي في واشنطن أن أعددها أو أحصرها .
ثالثاً
إن قضية الأكراد في سوريا هي القضية التي تبناها الحزب سياسياً وأعتبرها هي الأولوية القصوى التي ينحصر نشاط الحزب بداية في مناقشتها مع السلطات السياسية في سوريا .
خصوصاً أن التقارب الكردي العربي قد وصل في سورية وتحديداً منطقة الجزيرة , التي حالة من التفاعل الخلاق , واللحمة والالتئام في نسيج المشهد الوطني السوري وتحديداً عشائر العرب والكورد , حيث أن روابط القربى ووشائج المصاهرة قد أخذت بعداً عرقياً جديداً وغنياً قل مثيله , والحزب يرفض رفض قاطع بالتلاعب بقدسية وموضوعية هذه العلاقة خصوصاً أن المعادلة السياسية في سوريا تناولت مجدداً القضية الكردية كحق تاريخي ثابت لا أحد يستطيع إغفاله , والجدير بالذكر أن أخوال الشيخ عبدالعزيز المسلط رئيس حزب النهضة هم من الأكراد .
ويبقى لنا أن نقول ونذكر بالظروف الموضوعية المختلقة والتي تلقي بظلالها التاريخي على كثير من التراكمات التاريخية الموجبة الأخذ بناصيتها لبناء نهضة جديدة بعيداً عن سياسية القمع والبطش ورفض الآخر . قد خلقت تربة موبوءة صالحة لتكاثر آفات مرضية هدامة كالغادري وشلته التي لا تتجاوز ال10 أشخاص من مقامري السياسي .
أما الأحزاب الأخرى التي تتنطع وتحاول أن تجعل من العشائر مطية لتجاذباتها السياسية , ومقياساً لحجم عمالتهم الحقيرة فالعشيرة هي سلاح وطني يقف أبداً في وجه كل من تسول له نفسه العمل على تقويض بناء الوطن .
وهذا ما أسسنا له في حزب النهضة عندما سعينا في البداية الى طرح مشروع وطني متكامل تكون فيه العشيرة مكون أساسي من مكونات البناء الاجتماعي والسياسي الجديد , بحيث يهدف هذا المكون إلى قوننة العشيرة ومئسستها (( تحويلها الى مؤسسة فاعلة ))
د . فايز السايس
منسق العلاقات الدولية في حزب النهضة الوطني الديمقراطي في سوريا
الولايات المتحدة الأمريكية – واشنطن
www.alnahdaparty.com
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرق الأوكراني في قبضة روسيا.. الجيش الأوكراني يواجه وضعا -


.. رأس السنوار مقابل رفح.. هل تملك أميركا ما يحتاجه نتنياهو؟




.. مذكرة تعاون بين العراق وسوريا لأمن الحدود ومكافحة المخدرات


.. رئيس الوزراء الأردني: نرفض بشكل كامل توسيع أي عمليات عسكرية




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام تنفذ سلسلة عمليات نوعية في جبالي