الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة اسمها شراء الاصوات

علي جاسم

2010 / 3 / 3
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


لا يفصلنا عن الانتخابات التشريعية الا ايام قليلة ، حملات انتخابية جرت على مدار شهر كامل ، استخدم بها المرشحون كل ما يملكون من وسائل لكسب الاصوات واقناع الناخب للتصويت لهم.
من خلال متابعتي للحملات الانتخابية ، شخصت عدد كبير من الملاحظات على سير هذه الحملات والطريقة التي اتبعها بعض المرشحين ، ولعل ابرزها ظاهرة بناء الحملة الانتخابية على اساس توجيه النقد لقوائم اخرى وهو ما اتبعه مرشحين بعض القوائم عبر توجيه اسلوب الهجوم والتنكيل على منافسيهم في قوائم اخرى بالرغم من ان الجميع يقف على ارضية مشتركة هي الفساد والسرقة ، اما مرشحين اخرين من قوائم انتخابية اخرى استخدموا اسلوب الاغاني والالحان وتقديمها على الفضائيات وطبعاً المواطن لا يعلم ان هذا النوع من الاعلانات مكلف جداً ويحسب على الثانية ، بمعنى ان الاموال التي نفقها السادة المرشحون على اعلاناتهم بالفضائيات كان بالامكان استثمارها خلال السنوات الماضية في خدمة الناس مثل افتتاح ملجأ للايتام او بناء مدارس حديثة او انشاء مستوصفات طبية للناس او مساعدة الشباب على الزواج ، وهو امر يكفل بالتالي كسب حب الناس وثقتهم لانه مبني على اسس قوية ومقنعة ، وليس عن طريق انفاق ملايين الدولارات على وسائل الاعلام من اموال الشعب ، اما الاسلوب الاخر الذي استخدمته بعض الكتل وانا برأي الشخصي اراه رخيص جداً ويدلل على الضعف والفشل السياسي ، وهذا الاسلوب قائم على شراء اصوات الناخبين ببعض الاموال او الوعود الكاذبة ، انا لم ارى ولم اعثر على دليل يؤكد وجود مرشحين قاموا بتقديم الاموال للناس من اجل انتخابهم لكني سمعت من اعداد كبيرة ومن مناطق مختلف بان بعض المرشحين قدموا لهم الاموال مقابل انتخابهم بل ان بعضهم قام بتوزيع مواد غذائية للمواطنين من اجل شراء اصواتهم ، والاغرب ما في الامر ان جميع المرشحين ينتقدون هذا الاسلوب في كسب الاصوات ، وكل المرشحين برأوا ذممهم من هكذا فعل ، والسؤال هنا من يدفع للناس اذاً مقابل التصويت له؟ طبعاً لا احد من المرشحين ممن يمارسون هذا السلوك يمتلك الشجاعة الكافية ليقول انا فعلت ذلك لانهم يدركون ان هذا الامر مخجل جداً ، احد المواطنين وهو رجل في عقده الستيني تحدث معي عن هذا الموضوع في احدى سيارات الاجرة "الكيا" وقال لي " اذا هذا المرشح ما اشترى اصوات الناخبين وذيچ الكتلة ما دفعت افلوس للناس حتى ينتخبوه ، والكل اتبرأ من هذا العمل ، لعد منو الي سواهة قابل الهوة" ابتسمت كثيراً من كلام هذا المواطن البسيط الذي اصاب عين الحقيقة وشخص الموضوع بكلمات بسيطة ، وتمنيت ان يكون المرشحون بهذه البساطة ويعلنون على الملأ انهم فعلوا ذلك ، كما اتمنى ان تفهم الكتل السياسية ان الانتخابات هي سلوك اخلاقي يعكس مدى الحرية والديمقراطية التي تتمتع بها الشعوب التي تمارسها وعليه فأن الجميع ملزم باحترام هذا السلوك من خلال اتباع الطرق السليمة في خوض الحملات الانتخابية والابتعاد عة الاساليب الرخيصة التي شاهدناها اوسمعنا عنها الان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية