الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحسناء والمفتي المتقي

زكرياء الفاضل

2010 / 3 / 3
كتابات ساخرة


وقفت على شط النهر، بقامتها الرشيقة، تداعب مياه النهر البلورية بقدمين ناعمتين لتزيدها لمعانا وبريقا، تحت أشعة غروب أحمر توسط الأفق استعدادا للرحيل. كانت حورية برمال صحراء ناعمة تدلّعها الرياح وجبين عريض، علامة ذكائها، يعلو بحيرتين زرقاوين صافيتين وأنف متوسط الحدة استقر تحته برعم وردي كاد ينفتح. لم تنتبه إليه وهو واقف خلفها، على بعد بضعة أمتار، يتفحصها بغريزة بهيمية. لبرهة أطبق جفنيه، لما وقع نظره على أسفل ظهرها، وتخيلها في حضنه تداعب شفتيه برحاقها المعثق. فازدادت حرارته وهاجت مخيلته واحترقت أعصابه بنار الحرمان. اشتهاها بكل حيوانيته وقوة ذكورته، فتلك الرمانتان المتدفقتان، فوق بطنها المشتد كأوتار عود زرياب، كانت تزيده رغبته فيها وتشعل هذيانه بها. ولربما جعلته يخلص في خياله الواسع. حاول، مرارا، مراودتها دون جدوى. أغراها بالمال فلم تجب، عرض عليها زواج المتعة فأثار استغرابها وضاعف من احتقارها له. قالت له مرة، بعدما صارحها بحيوانيته: لو تهديني قلادة من نجوم السماء وتضع البدر تاجا على رأسي ما كنت من نصيبك..
أجابها: لماذا؟ أنا رجل وأشتهيك بكل جوارحي..
فردّت عليه بأنه ليس في دوقها ولا بالمستوى الفكري الذي تطمح له. ساعتها تملكته رغبة جنونية في خنقها، لكنه تراجع وعدل عنها لينتقم منها شر انتقام كما اعتقد.
جاءت محاولة انتقامه منها دنيئة وخسيسة، حيث حرض زملاءها، بالدراسة، عليها متهما إياها بالفجور والدعارة في الكبريهات. وأصدر فتوى تبيح دمها رجما بالحجارة وكأن شيء لم يكن: لم يحاول مراودتها على نفسها، ولم يحاول استدراجها ليوقع بها في فراشه، ولم يحاول إقناعها لتضاجعه. بل كان يصدر فتواه وكأنه ليس طرفا معنيا فيما يحصل. لقد نسي كيف سال لعابه ساعة لامست نهديها نظرته الشهوانية وجردتها من ثوبها مخيلته الشاذة وكيف كان يطاردها في كل مكان حتى في أحلامها الهادئة. لقد كانت رغوة هستيريته، وهو يخطب في طلاب الجامعة، تتطاير من فيه وكأنه جمل أصابه السعر.
لم تهتم بحملته المسعورة عليها ولم تعرها أي انتباه لعلمها أنه قزم يحاول التظاهر بالعظمة وأن صوته مبحوح لا يصل إلا لآذان شواذ الفكر الطامعين في بركته ورضاه وهم قلة حتى ولو وُضعت المرايا من حولهم. وانتقد موقفها هذا بعض أصدقائها لكون التهاون واللامبالاة بالتهديدات قد يؤدي إلى نتائج غير حميدة، إذ ذوي الشذوذ الفكري ليسوا وهما. لكنها أجابتهم بأن أي خطوة يتخذها أي أحمق ضدها ستكون بداية نهاية عالم الجنون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطل الفنون القتالية حبيب نورمحمدوف يطالب ترمب بوقف الحرب في


.. حريق في شقة الفنانة سمية الا?لفي بـ الجيزة وتعرضها للاختناق




.. منصة بحرينية عالمية لتعليم تلاوة القرآن الكريم واللغة العربي


.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات




.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة