الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواقف اليسار العراقي من العملية السياسية بين الايجاب و السلب

وصفي السامرائي

2010 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


تباينت وواقف اليسار العراقي ازاء العملية السياسية , التي تشكلت بعيد الغزو الانكلو _امريكي للبلادفي التاسع من نيسان 2003,بين راغب للدخول فيها و معارض لها الى حد المقاطعة.
فالفريق الاول قرر الولوج فيها ابتداء من مجلس الحكم المنحل , ولو اقتضى هذا الدخول من خلال التصنيفات الطائفية و العرقية التي تشكل على اساسها هذا المجلس معتبرا ان مشاركته افضل من المقاطعة سواء من ناحية خدمة الجماهير او لصالح الحزب حتى لا يتم تهميشه. وهذا ما حصل بالفعل اذ انه لم يستطع ايقاف العديد من القرارات الجائرة خصوصا بالنسبة لشريحة النساءخصوصا عندما شارك في كتابة الدستور المليء بالمطبات التي قد تنفجر في اية لحظة . وقد كانت نتائجه بائسة في جميع الانتخابات سواء كان دخوله فيها منفردا او متحالفا و قد كانت اسوئها في انتخابات مجالس المحافظات حيث لم يحصل ولو على مقعد واحد. و يمكن ارجاع هذا الاخفاق الى جملة عوامل اهمها خطابه المهادن و ابتعاده عن تبني القضايا المطلبية للجماهير المحرومة من خلال تركيزه على العمل داخل قبة البرلمان, مع اسلمة المجتمع و التصعيد الطائفي و العرقي من قبل الاحزاب المتنفذة خدمة لمصالحها دون ان ننسى العامل الاساسي وهو عدم امتلاكه لمليشيا حتى ولو للدفاع عن كوادره مما اضطره الى المهادنة.
اما التيارات اليسارية الاخرى فقد قاطعت العملية السياسية برمتها لاعتقادها انها ستكون وبالا على المجتمع العراقي , وهو ما حصل بالفعل فقد تحولت حياة المواطنين الى جحيم لا يطاق بسبب سيطرة الاسلام السياسي بشقيه المؤيد و المعاض للاحتلال بالشكل الذي تسبب في سقوط مئات الالاف من العراقيات و العراقيين و تهجير الملايين نهم داخل و خارج البلاد ليعيشو في ظروف اقل ما يقال عنها انها مزرية.
وعلى الرغم من الاستقرار النسبي في الاوضاع الامني ابتداء من النصف الثاني لسنة 2007فقد قرر العديد من هذه التيارات الاستمرار بالمقاطعة الى حد ان احدها رفع شعار اسقاط العملية السياسية معتبرا اياها المسبب الاول و الاخير للاوضاع المزرية للشعب العراقي داعيا الى تشكيل حكومة مؤقتة تقوم باعداد دستور علماني و تحل الاجهزة الامنية لاعادة تشكليلها على اسس مهنية و من ثم القيام بانتخابات حرة و نزيهة و باشراف دولي محايد.
في حين قرر احد اطراف اليسار المشاركة في انتخابات مجلس النواب المزمع اجائها في السابع من شهر اذار القادم لكنه علق مشاركته حسب طبيعة قانون الانتخابات , وقد جاء موقفه هذا على خلفية انتهاء معظم معالم السيناريو الاسود الذي دفعه الى المقاطعة, لكنه عاد وقرر المقاطعة ثانتي بعد ان تم اقرار قانون الانتخابات الذي جاء مخيبا لاماله بعد ان تم تقسيم العراق الى دوائر انتخابية متعددة مع اسباب اخرى .
وقد كشف قرار المشاركة هذا وجود العديد من نقاط الضعف في هذا التيار تنظيميا و سياسيا و اعلاميا بحيث اصبح في وادي و الشعب في وادي اخر بسسب الضعف الواضح في اعلامه تجاه اعلام الاحزاب البرجوازية المشاركة في العملية السياسية .بالاضافة الى ردود الافعال المعارضة سواء داخله او من قبل مناصيه مما يستوجب منه مراجعة سياساته بالاضافة الى قيامه بدراسة عوامل ضعفة كي يسعى الى تجاوزها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟