الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البيئة العربية

عمر الفاتحي

2010 / 3 / 3
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


على إمتداد الوطن العربي ، هناك مؤسسات حكومية تعنى بقضايا البيئة ، لكن عملها
يبقى محدودا ، اللهم إلا من بعض التظاهرات والأنشطة التي تنظم بمناسبة اليوم العالمي
للبيئة ، خاصة على مستوى الاعلام الرسمي ، والقيام وبالمناسبة بحملات للتنظيف .
المؤسسات الحكومية المعنية بقضايا البيئة ، لايمكن أن تقوم بعملها على الوجه المطلوب
كما هو جاري به العمل في الدول المتقدمة ، في غياب مشاركة فعالة من طرف المجتمع
المدني ، بمختلف أطيافه الثقافية والاعلامية والتعليمية والفنية ، فقضايا البيئة ليست ترفا
فكريا يهم طبقة معينة في المجتمع ، بل بهم الكل .كلنا مسؤولين عن فضاء بيئي سليم .
التحسيس بالبيئة ، يجب أن ينطلق منذ مراحل الدراسة الأولية وحتى الجامعة . والملاحظ
أن أغلب مناهجنا التعليمية وبكل مستوياتها ، لاتعطي لقضايا البيئة أهميتها المطلوبة ، بسبب
الاعتقاد الخاطئ بأن قضايا البيئة تهم الدول المصنعة فقط !
البيت يعتبر ً الخلية ً الآولى في المجنمع ، لتربية الأطفال على المحافطة على البيئة ، في أبسط صورها ، قبل الحديث عن الاحتباس الحراري وقضايا أخرى كبيرة معاصرة تتعلق بالييئة . الاهتمام بقضايا البيئة أصبح حاضر في برامج أحزاب كل الدول الديمقراطية ، بل
هناك أحزاب بيئة كما هو الحال في ألمانيا ،إستطاعت كسب ثقة الناخبين والحصول على أغلبية مريحة مكنتها من المشاركة في تدبير الشأن العام الحكومي ، وأعطت لقضايا البيئة
مكانة الصدارة في كل مشاريعها الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية . كثير منا أتحيت له
الفرصة لزيارة مدينة أوروبية أو أمريكية ولاحظ كيف يتم التعامل مع قضايا البيئة في الحياة
اليومية العادية لمواطن أمريكي أو أوروبي ، على مستوى الشارع ، على مستوى الحدائق العمومية ، على مستوى الأحياء السكنية . لكن ما أن تطأ قدماه بلاد عربي ، يحد نفسه أمام
عالم أخر ، أخر ما يفكر فيه هو الاعتناء بالبيئة ، شوارع متسخة وحدائق مهجورة ، وزبالة
مرمية هنا وهناك ، لايتم جمعها إلا بمناسبة اليوم العالمي للبيئة !
لقد شاهدنا وعن قرب ، كيف يتم وبفعل المضاربة في العقار والفساد الادراي ،التحايل على القانون وتحويل المساحات الخضراء ، إلى عمارات .فالاسمنت المسلح وبفعل الجشع والبحث السريع عن الربح ، يلتهم يوميا وعلى صعيد أغلب مدننا العربية ، المئات من الحدائق والمساحات الخضراء ، وكل ذلك يتم في غالب الأحيان بتواطئ بين مسؤولين
مكلفين بتدبير الشأن المحلي ومستثمرين ، عرب وأجانب .
على مستوى العالم العربي وما دمنا نتحدث عن البيئة ، أرى ضرورة الاشارة إلى موضوعين على جانب كبير من الأهمية ،
الأول : في ظل الأنظمة التي تأخد بنظام الحزب الوحيد ، الذي يحتكر السلطة بكل ً تلاوينها ً
نجد الاهتمام بقضايا البيئة ،يبقى حكرا على السلطات الحكومية ، وتأسيس جمعيات خارج
مظلة السلطة ، تهتم بقضايا البيئة ، يعتبر ممنوعا ، لانها شكلا من أشكال الاحتجاج السياسي
على إعتبار ، أنه حينما نتكلم عن البيئة ، لانتكلم عنها من فراغ ، بل في ظل نظام سياسي
وإقتصادي وإجتماعي معين !
الثاني : في ظل الأنظمة السياسية التي تأخد بنظام التعددية وتعرف نوعا من التداول الديمقراطي على السلطة ، نجد أن هناك العديد من الأحزاب و الجمعيات المهتمة بقضايا
البيئة ، لكن هناك ملاحظتين أساسيتين :
ا – بالنسبة للاحزاب التي تم تأسيسها بغرض حماية البيئة والدفاع عن قضاياها ، نجد تأثيرها محدودا جدا ، ومشاركتها في الانتخابات التشريعية والمحلية تبقى ضعيفة
ولاتتيح لها إمكانية المشاركة في تدبير الشأن العام الرسمي والمحلي .
ب – فيما يتعلق بالحمعيات المهتمة بقضايا البيئة ، ثمة ديناميكية وحراك على مستوى المجتمع المدني بفضل تزايد الاهتمام بقضايا البيئة لدى كل الفاعلين الجمعويين والاعلاميين
والاقتصاديين والحقوقين ، لكن في شبه غياب تام للدعم من طرف الجهات والمؤسسات الحكومية الرسمية ، اللهم إلا من بعض المساعدات المالية والتقنية التي تقدمها ، منظمات
ومؤسسات وجمعيات دولية مستقلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر