الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرق المسرحيةالعراقية وحلم العودة الى الواقع

صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)

2010 / 3 / 4
الادب والفن


كلية الفنون الجميلة – بغداد
كيف يمكن ان نكتب عن الاحلام ؟ وما الذي يدفعنا للحلم؟ هل هو الواقع ، ام انها امنيات ترسخت في ذاكرتنا لتكون خزيناً لامرئياً ، تتحول في إحدى الليالي الى احلام جميلة والى كوابيس غامقة اللون كأنها حاضرنا في ليالٍ أخر.
هل يتواصل (الحالم مع اللاحالم) في هذا البلد!؟ واذا اردنا ان نقول على سبيل المثال ان الحالم هو (الفنان المسرحي) واللاحالم هو (السياسي) ترى هل يمكن ان توجد نقطة للقاء بينهما؟
ان (المسرحي) يحلم بخشبة مسرح لاحدود للمحبة فيها ،ذلك ان حب الناس وضحكاتهم يتوزعان في قاعة العرض المسرحي. اما (السياسي) فإنه يعيش واقعاً مليئاً بالمؤامرات التي تأكل ايامه ولياليه، حتى باتت الصفقات السياسية هي الحاضر الوحيد في يومه الطويل. (المسرحي) يعود بالذاكرة الى احلام قديمة وراسخة متمثلة بفرق مسرحية صّفقت لها جماهير العاصمة وحفظ اسماءها الرواد والشباب ، الذين تسارعوا للأرتماء في احضانها وهي كما الام الحنون التي تحتضن ابناءها المسرحيين الشباب لتعلمهم ابجدية الجمال والحرية والفكر.
اين يمكن ان نجد فرقنا المسرحية.. اين هي فرقة المسرح الفني الحديث وفرقة المسرح الشعبي ، وفرقة مسرح اليوم،والفرقة القومية للتمثيل التي أسستها الدولة لتنافس الفرق الاخرى.. اين هي تلك الفرق؟ لاتتسع الذاكرة لكثرتها واين هو ذلك النسيج الرائع من المدارس الفنية في التمثيل والاخراج وتصاميم الديكور .. التي سحرت ذلك الواقع الذي بات بعيدا عن واقعنا الراهن. من الذي قتل نشاطات تلك الفرق وحولها الى تاريخ مهمل؟ لماذا تخلت الدولة عن رعايتها وتنميتها والالتفات الى تأثيرها. من المؤكد ان اي محب للمسرح يطرح هذه الاسئلة وغيرها، كما يجب على القائمين على الثقافة في هذه المرحلة من التاريخ ان يبحثوا عن تلك الفرق ويعملوا على انتشالها من ذاكرة المسرحيين وتحويلها الى واقع يتفاعل مع الاحداث . ترى هل يمكن ان تبقى الفرق المسرحية مجرد ملصقات لعروض مضى عليها زمان جميل وتحولت الى حاضر ساكن مجرد من المستقبل. وهل يسكن (المسرحي) مكتبته وذكرياته واحلامه ، متناسياً فرقته التي كانت عائلته التي قد تشكلت عبرمحبة الآخرين.؟ ألا يرفع صوتاً ويحطم جداراً مطالباً بعودة العائلة المسرحية، التي تفككت لإسباب عدة منها ماهو سياسي ومنها ماهو اقتصادي. ان العراق يعيش الآن مرحلة جديدة وعند القاء نظرة على واقع المسرح والفرق المسرحية التي اغلقت ابوابها لأسباب اقتصادية ينهي تلك الازمة لاسيما وإن واردات النفظ يمكن ان تفعل اي شيء وتنهي اي ازمة؛ تبقى لنا الاسباب السياسية التي يعد (السياسي) ممثلها الوحيد والذي يعتقد دائما ان (المسرحي) والفرق المسرحية ذات التاريخ المعروف؛ إنما هي منافس ومعارض قوي لتفكيره واستراتيجيته التي لاتعد شيئا مقدساً بالنسبة للمسرحي ولذلك يجب عليه مناقشتها وانتقادها عبر عروضه المسرحية لتصحيح مسار السياسي لخدمة الانسان بعيدا عن مصالحه واتفاقياته التي تخدم شريحة بسيطة على حساب الشعب بأكمله. ان عودة الفرق المسرحية الجادة الى الساحة الثقافية وتفعيل دورها مسالة ستبقى ذات اهمية خاصة للمسرحيين وعامة للمجمتع، ذلك ان المسرحي يحتاج الى منابره مجسدة بالفرق المسرحية التي يحلم بعودتها لينتج مسرحا يعبرفيه عن الثقافة الانسانية ويبتعد عن ثقافات نتجت عن السياسات الخاطئة التي قام السياسي بتفعيلها ومنها (ثقافة العنف وثقافة إلغاء الآخر وثقافة اللاتسامح وثقافة الكراهية) وغيرها من الثقافات السلبية التي تنخر المجمتع وتؤخر تقدمه. ان الثقافة التي تلغي الاخر وتعزز مفهوم الفرد الواحد والحزب الواحد؛ إنما ينطق بها السياسي عبر وسائل الاعلام التي باتت ملك يده .
ان الواقع الثقافي عامة و(المسرحي) خاصة يؤكد الحاجة الى بناء مشروع يدعم عودة الفرق المسرحية الى فضاءات المسرح وتفاعلها مع المسرحيين الشباب في بناء مسرح يطور الفكر وينمي القدرات الفنية لدى الشباب من الاجيال الجديدة لتطوير الحركة المسرحية في العراق .
ولا نقصد ببناء مشروع يدعم الفرق المسرحية التي تسخر من وعي الانسان وتقلل من شأنه والتي اطلق عليها الكثير من المسميات مثل (المسرح الاستهلاكي والمسرح التجاري...وغيرها ) ذلك اننا نبحث عن تطوير المجتمع عبر يقظة فكرية لاعبر استهلاك وتكرار واستخفاف بطاقاته لمواجهة الحاضروبناءه تطويرا المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت يا صميم
حيدر الحيدر ( 2010 / 3 / 4 - 15:29 )
احسنت يا صديقي
اين يمكن ان نجد فرقنا الالمسرحية ؟
فرقة مسرح اليوم انتقل ارشيفه الى بيت الفنان امير الحداد
بعد رحيل جعفر علي ورحيل عادل كوركيس
لا مقر للفرقة ولا امكانية لمساعدتها من قبل الجهات الرسمية مع الاسف
اين يمكن ان نجد الحل؟
عضو الهيئة الادارية لفرقة مسرح اليوم قديماً
وزميلكم في مسرحية كلكامش
حيدر الحيدرــ اتنو بشتم.. هل تتذكر ؟

اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا