الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد شرارة .. من الإيمان إلى حرية الفكر

مازن لطيف علي

2010 / 3 / 4
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


حاولت بلقيس شرارة في كتابها الصادر حديثاً " محمد شرارة .. من الإيمان إلى حرية الفكر" الصادر عن دار المدى ، جمع تراث والدها الادبي والثقافي وتقديمه للقارىء ، بعد مضي ثلاثة عقود من وفاته .
نشأ محمد شرارة في بيت عُرفَ بحبه للأدب والشعر ، ارسله والده الى مدينة النجف ليدرس العلوم الدينية عام 1920 وتذكر بلقيس ان والدها حاول خرق الاجواء الضيقة التي يعيش فيها الطلبة ، لأن مدنية النجف كانت من أكثر المدن العراقية بعد العاصمة بغداد انفتاحاً على الثقافات الاخرى وسوقاً للنتاج العربي كله ، رغم الانغلاق الفكري من قبل المدرسة الدينية ، بدأ محمد شرارة الكتابة في الصحف العراقية بقالات تنويرية وجريئة بالغم من صغر سنه، تحرر شرارة من قيود الدراسة الدينية ، وكتب مقال بعد خلعه العمامة وخروجه من المدرسة الدينية ، وقد شن هجوم عليه من قبل المحافظين في المدرسة وكان المقال بعنوان " القلم الوديع " الذي نشر عام 1936 في مجلة الهاتف التي كان يراس تحريرها الاديب جعفر الخليلي .
عين شرارة مدرساً للغة والادب العربي في ثانوية الناصرية عام 1936 وتطورت مسيرته الادبية بالرغم من ان التدريس كان ياخذ اغلب وقته ، لكنه واصل واستمر في الكتابة ويذكر صديق عمره الشهيد حسين مروة ان العناصر الفنية _ الجمالية اصبحت جزءاً عضوياً من عملية الكتابة الادبية كعملية تكاملية. تحمل علاقة تطور في موضوع المعالجة ، وكانت كتابات شرارة تحمل هموماً وطنية وكونية وفكرية ، وتنوعت كتاباته وتميزن باسلوبه السردي والوصفي .. عشق شرارة مدينة بغداد وكتب عنها قصيدة بعنوان " أماسي بغداد" عام 1938 ونشرت في مجلة العرفان قال فيها :
بغداد ! في الشفق الكئيب قصيدة ولهن الروي شجية الابيات
إني لألمح شحوب سمائها روحاً محطمة من الصبوات
بغداد ما حملت لك الايام قلبي سوى الزفرات والاهات
بدأ شرارة الدخول والمشاركة في الحياة السياسية وشارك في التظاهرة التي نظمها الحزب الشيوعي العراقي عام 1946 وكانت التظارهات تطالب بخروج القاوت الاجنبية من العراق
، بدأت اطلاعاته على الفكر الماركسي ، وتعرض لمضايقات كثيرة فقد داهمت رجال الامن والشرطة داره عام 1949 باعتباره احد المسؤولين الرئيسيين والمحرضين لأحداث تظاهرة من قبل طلبة دار المعلمين ، وتم توقفيه في موقف الكرخ وكان معه الشاعر بدر شاكر السياب وتعؤف في الموقف على العديد من الشيوعيين وقد زاره العديد من اصدقائه منه صفاء الحافظ ونزيه الدليمي وكاظم السماوي.. بعدها اطلق سراحه .
اسقط حكومة نوري السعيد الجنسية عن الشخصية التقدمية حسين مروة وهو من اقرب اصدقاء شرارة فكانت خسارة كبيرة بالنسبة لشرارة الذى استضافه في اسبوعه الاخير في بيته قبل خروجه من العراق ، فقد كانا _شرارة ومروة_ كالتوأمين .
تذكر بلقيس شرارة ان والدها عاش في عالم الادب والشعر ، عالم الحس المرهف والذائقة المفعمة بنكهة الحياة عندما كانت داره ملتقى الندوة الادبية ، بلقاءاته الاسبوعية مع الشعراء والادباء وغيرهم .. كان محمد شرارة معجباً بالشاعر معروف الرصافي في مقارعة السلطة وقد كتب مقالاً بعنوان " الرصافي جندي عنيد من جنود الحرية " نشرها في جريدة الاوقات البغدادية عام 1951 حيث اعتبره حندياً من جنود الفكر ، شهيداً من شهداء الحرية التي رآها مهانة في عهد الاستبداد الحميدي ، فيما يليه من عهود مظلمة .
كتاب " محمد شرارة .. من الإيمان إلى حرية الفكر" تألف من اربعة عشر فصلا وتألف من 460 صفحة من القطع الكبير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل


.. القوات الروسية تعلن سيطرتها على قرية -أوتشيرتين- في منطقة دو




.. الاحتلال يهدم مسجد الدعوة ويجبر الغزيين على الصلاة في الخلاء


.. كتائب القسام تقصف تحشدات جيش الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم




.. وزير المالية الإسرائيلي: إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب سيكو