الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهريار والأنتخابات العراقية

مي القيسي

2010 / 3 / 4
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


صباح كل يوم وأنا أمر في شارع أبي نؤاس يجذبني شيء واحد .. تمثال شهريار وهو مستلقي ينظر لشهرزاد وهي واقفة تروي الحكايات ومن خلفهم دجلة ينصت بشوق عبر الزمن والنسيم يداعب أوراق الأشجار , وشدني صوتها الشجي وهي تقول بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد إن هناك رجلا من بغداد خرج ذات صباح من بيته ودع زوجته وأولاده على أمل العودة في المساء لكنه لم يعد فلقد تحول جسده اشلاءا متناثرة بفعل انفجار وهذا ماحصل للمئات.. تيتم الأطفال وترملت النساء وغطت قرص الشمس غربان الشؤم وشهريار ينصت مشدوها لا يصدق مايسمع وهو يقول أوليس لهم ملك يحميهم أو والي يقتص لهم
سؤال وجيه أفاقني على واقع مرير مليء بالصور واللافتات والشعارات المنمقة , أرقام وتسلسلات ليس لها أول ولا آخر وكل واحد من المرشحين يعد بحياة مثالية لا تتوفر حتى في أحلام العراقيين التي تحولت إلى كوابيس سوداء امتدادا للحياة اليومية التي يعيشونها
هذا يعد بالبناء وآخر يعد بتوفير فرص عمل وغيره يعد بالأمن والاستقرار ولم يقفوا عند هذا الحد بل وصل الأمر بالبعض إلى القول إنهم سيصلحون ما أفسده الغير ؟
أين كان هؤلاء هم ووعودهم طوال السنوات الماضية ؟
لماذا لم يوفروا الأمن والاستقرار ؟ لماذا لم يوفروا فرص العمل للعاطلين ؟ وأين هو البناء ؟
لماذا ألان ظهر كل هذا الحماس والرغبة في البناء والأعمار بعد أن دمر البلد
وما يجذب الانتباه تلك المبالغ الطائلة التي أنفقت على طبع الصور بطريقة جذابة ومكلفة وتوزيعها على جميع المناطق فمن أين هذه المبالغ يا ترى؟ أهي من مدخولاتهم الشخصية أم أن خزينة الدولة مفتوحة أمامهم ومغلقة بوجه الشعب البائس الذي أضناه الجوع والقهر والخوف والعيش في المجهول في بلد لا تتوفر فيه ابسط طرق العيش للإنسان.
ترى هل سيصدق هذا الشعب الذي عانى الويلات طوال السنين الماضية ما يعدونه به ؟
وهل سيفي المرشحين بوعودهم الرنانة؟
ستدرك شهرزاد الصباح وستسكت عن الكلام المباح وستظل واقفة مكانها على ضفاف دجلة بانتظار نتيجة الانتخابات كي تجيب على سؤال الملك لسعيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شهريار
احمد السامرائي ( 2010 / 3 / 4 - 14:56 )
عندما تتكلمين في الحب انت مميزة
وحتى عندما تنتقدين واقع بلدنا فانت مميزة
ليتني كنت شهريار كي تمري كل يوم باطلالة صباحية
تغيرين بها واقع العراق الاليم وصباحاته المحزنة
اميرة الكلمات ستبقين اميرة بكل شيئ تكتبيه


2 - موضوع الساعة
سمير الخزرجي ( 2010 / 3 / 4 - 16:48 )
انه موضوع الساعة الان
احسنت الكلام والوصف للواقع المرير
فكرة مميزة جدا
تألقي دوما سيدتي


3 - دمت يامي
عدنان الشطري ( 2010 / 3 / 5 - 11:17 )
عزيزتي مي
كما هو عهد الحقيقة بك التي تدونيها سواء شعرا او على شكل مقال فانت تطوعين الدموع الى شعرا من النوع السهل الممتنع وتذكرين الداء وتمطريه بوابل من النقد والكشف والتوضيح .. دمت يا مي ودام ابداعك

اخر الافلام

.. روسيا تتهم أوكرانيا.. هل قدمت الدعم للتنظيمات المسلحة في سور


.. جدل في إسرائيل بعد انتقاد المتحدث باسم الجيش قانونا صدق عليه




.. قوات المعارضة السورية تقترب من تطويق مدينة حماة شرقا وغربا


.. شاهد| لقاء شقيقين سوريين بعد فراق 8 سنوات في حلب




.. أكثر من 17 شهيدا إثر قصف الاحتلال مواصي خان يونس جنوب قطاع غ